حرب المساجد...!
لم تتوقف بَعْدُ تبعات الاستفتاء السويسري عن المآذن؛ فقد تتابع
المشهد الغربي في سلسلة طويلة من الاعتداءات السافرة على المساجد، وهذه بعض
معالمها:
تظاهرة لليمين المتطرف في شمال لندن، تدعو لمنع بناء المساجد وطَرْد
المسلمين.
تدنيس مسجد بلال في مدينة كاستر الفرنسية بوضع أرجل خنازير على
مدخله، وكتابة عبارات عنصرية مهينة للمسلمين.
وفي مدينة براغ التشيكية عُلِّق رأس خنزير في مدخل أحد المساجد
وكُتبَت عبارات مسيئة للإسلام.
في ألمانيا كتب بعض المتطرفين على أحد المساجد شعارات يمينية
ورسومات للصليب المعكوف (رَمْز النازية).
لم تَسْلم مساجد الأرض المحتلة من هذه الاعتداءات أيضاً؛ فقد حُرِق
الدور الثاني من مسجد (حسن خضر) في قرية ياسوف جنوب مدينة نابلس.
وفي قرية رأس خميس هددت شرطة الاحتلال في مغتصبة (بسغات زئيف) مؤذن
المسجد إذا رفع الأذان بمكبرات الصوت، وبكل استهتار طلبت مديرة المركز الجماهيري من
الأهالي استخدام ساعات منبِّهة في منازلهم بدلاً من رَفْع الأذان.
أمَّا التطاول على المسجد الأقصى فقد بلغ حداً خطيراً يهدد كيانه،
وقد نشرت ^ في عدد (ذي القعدة) تحقيقاً خاصاً بذلك.
هذه بعض مشاهد الخوف والعداء التي تتصاعد يوماً بعد آخر.وهذا ما
يجعلنا نؤكد على ثلاث ملحوظات في غاية الأهمية:
الأولى: ثبت في الحديث الصحيح: أنَّ الشيطان إذا سمع الأذان خنس
وولَّى هارباً، وهكذا شياطين الإنس؛ فالعَلْمانيون في تركيا جعلوا الأذان باللغة
التركية، وبعض وزارات الأوقاف العربية تتململ من الأذان وتطالب بتوحيده؛ بحجة
تحسينه تارة، وتطالب بإلغاء مكبرات الصوت، وخاصة في الفجر؛ بحجة راحة المرضى
والأطفال تارة أخرى!
الثانية: أنَّ المسجد له مكانة عظيمة في دين الإسلام، والأذان هو
شعار المسلمين الذي يعتزون به ويفخرون. ومن واجبنا أن نحرض على إحياء رسالة المسجد،
والارتقاء ببرامجه ومشاريعه الدعوية؛ فهو القلب النابض الذي يضخ دماء الحيوية في
المسلمين.
الثالثة: هذه الممارسات العنصرية المتشنجة التي يمارسها بعض
المتطرفين في الغرب، دفعت بعض الغربيين إلى القراءة عن الإسلام، وهذه فرصة دعوية
يجب أن يستثمرها الدعاة وأئمة المساجد في الغرب، وبعض المحن قد تكون بوابة لمِنَح
عظيمة لم تكن في الحسبان، والله أعلم.