• - الموافق2024/11/05م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
مستقبل " حزب الله "

مستقبل " حزب الله "

ظل «حزب الله» اللبناني رقماً صعباً في المعادلة الإقليمية منذ صعوده في ثمانينات القرن الماضي ليصبح من أكثر الفواعل من غير الدول نفوذاً في الإقليم، ليتعدى نطاق تأثيره حدود الجنوب اللبناني؛ ذلك التأثير الذي تعاظم في ظل مذهبة الصراعات الإقليمية وتحول الثورة السورية ضد نظام بشار إلى حرب طائفية إقليمية بالوكالة.

وقد نشر مركز «بروكنجز» دراسة[1] عن التحولات المتوقعة لحزب الله في ظل المتغيرات الإقليمية المتشابكة التي تمر بها المنطقة، حيث قال الباحثان دانييل بيمان وبلال صعب إن عودة اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية لم تعد خياراً مستبعداً إذا ما استمر صعود الطائفية وانتقلت تداعياتها الكارثية إلى الداخل اللبناني بعد الدور المحوري الذي لعبه حزب الله في دعم نظام الأسد، وهو الدور الذي أدى إلى تحول في طبيعة المعارضة السورية وأدى إلى استدعاء المجاهدين السنة من أنحاء العالم لنصرة إخوانهم في سوريا، مما غذى الطائفية واعتبر حزب الله العدو الأساسي للمقاتلين السنة المسلحين في سوريا.

وقد برزت الطائفية اليوم كأحد أهم أسباب التوتر في المنطقة، وربما فاقت في حدتها وتيرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ذاته، كما أن الفواعل من غير الدول مثل تنظيم الدولة الإسلامية أصبحت تؤثر في تشكيل الأجندة الإقليمية لجميع دول المنطقة، وعلى رأسها لبنان التي طالما عانت من الطائفية والحروب الأهلية، لذا فإن قوس الأزمات الممتد من ليبيا حتى العراق أصبح على رأس مخاوف حزب الله، وتهديد الصراعات المذهبية لمكتسباته المتراكمة منذ عقود.

وتشير الدراسة إلى أن مصدر قوة حزب الله في لبنان قائم على عدة دعائم: معارضته للكيان الصهيوني وكفاءته القتالية التي أظهرها في الحروب الأخيرة، علاقاته بالداعمين الإقليميين مثل إيران وسوريا، موقفه السياسي والاجتماعي القوي داخل لبنان. وهذا بدوره أفرز توليفة من السلطة والنفوذ والأموال وقدراً من القبول المجتمعي، ومكّن حزب الله من العمل في لبنان مع الفصائل السياسية والدينية خارج نطاق قاعدته الشيعية، وأصبح حزباً مهيمناً في البلاد، كما وطن نفسه كلاعب إقليمي مهم.

ولكن كل ذلك الآن أصبح في مهب الريح؛ فالصراع في سوريا أدى إلى تحولات في طبيعة حزب الله، تلك الحركة التي طالما زعمت أنها تسمو فوق الطائفية ولكنها الآن أحد أهم أعمدة النظام السوري وأصبحت تمثل فزاعة للطائفة السنية في المنطقة. وفي الوقت ذاته فإن التورط العميق لحزب الله في الحرب الأهلية السورية قد أضر بموقفه في لبنان، بل قاد إلى تساؤلات ومخاوف داخل قاعدته الشيعية ذاتها من ممارساته الخارجية وتداعياتها الخطيرة داخلياً، في الوقت الذي توارى فيه صراعه مع إسرائيل إلى الخلفية، ولم يتبقَ منه سوى خطب رنانة في فضاء المشهد الإقليمي.

لذلك تؤكد الدراسة على أن السؤال عن مستقبل حزب الله يعد مهماً للاستقرار الإقليمي، وللولايات المتحدة وشركائها في المنطقة، فحزب الله استطاع النجاة في العقدين الماضيين من حروب مع إسرائيل في 1993 و1996 و2006، وقامت إسرائيل باغتيال العديد من أعمدة الحزب بمن في ذلك الشيخ راغب حرب عام 1984، عباس الموسوي عام 1992، وعماد مغنية عام 2008. كما تغلب الحزب على خروج سوريا من لبنان عام 2005، وخاض حرباً استخباراتية لا تتوقف مع إسرائيل ودخل في عدة أزمات سياسية في بيروت، وتعرض لنتائج المحاكمة الدولية التي تحقق في اغتيال رفيق الحريري والتي تتهم أربعة من حزب الله باغتياله.

وتغلب الحزب على كل تلك المعوقات يرجع إلى عدد من الأسباب الداخلية والخارجية، بما في ذلك القيادة والتماسك التنظيمي وإدارته للعنف السياسي وتكتيكاته، والتدريب عالي المستوى، وفوق كل ذلك الدعم الإيراني والسوري. ولكن كل ذلك لم يكن ليمثل قيمة بدون الدعم الذي يتلقاه الحزب من قاعدته الشيعية في لبنان؛ فعلى عكس الفواعل من غير الدول في المنطقة، فإن قاعدة الدعم الداخلية لحزب الله والذي يهتم بها الحزب كثيراً هي التي أدت إلى تلك المنفعة المتبادلة بين القواعد وبين القيادة في حزب الله، الذي تعتبر قيادته أن قواعده الشعبية هي الخط الأول والأخير لدفاعاته. ولكن ربما لأول مرة في تاريخه، فإن هذه العلاقة تتعرض لضغوط عميقة.

فتدخل الحزب في سوريا لمساعدة الأسد وضع الحزب في مسار تصادمي مع السنة، المعتدلين والمتشددين منهم، في سوريا ولبنان والمنطقة بكاملها، وهذا المسار يمثل خطورة على الحزب، فحتى قواعده الشعبية ترغب في العيش المشترك مع السنة في البلاد وفي المنطقة، ولا ترغب في توسيع نطاق الصراع الطائفي؛ فالسنة في لبنان وخاصة السلفيين منهم استطاعوا أن يمثلوا تحدياً كبيراً للحزب في داخل لبنان، مما يهدد بتحول لبنان إلى عراق أخرى بما يمثله ذلك من عنف متوقع، وفي هذا السيناريو من الممكن أن يخسر حزب الله كثيراً، ويستنزف في حرب أهلية داخلية أخرى، بل إن القاعدة الشيعية في لبنان، بالرغم من دعمها المطلق لحزب الله، بدأت تتساءل عن جدوى المخاطرة بكل مكتسبات الحزب بالانحياز إلى النظام السوري القاتل وغير المستقر، وربما تحدث انشقاقات داخل الحزب على المدى القصير والبعيد، وتظهر حالياً بوادر حالات من عدم الرضا يمكن أن تهدد قبضة حزب الله وسيطرته على الطائفة الشيعية في البلاد، فمنذ 1982 ظل الحزب محافظاً على علاقاته بالطائفة الشيعية ووفر لهم الخدمات الاجتماعية والصوت السياسي والأمن والشعور بالقدرة والتمكين في ذلك البلد الفسيفسائي.

لكن مع كل قنبلة تنفجر في الأحياء الشيعية، ومع كل نفس شيعية تزهق ليس بسبب الصراع مع إسرائيل ولكن مع الجماعات السنية الأخرى، فإن ذلك من شأنه أن يقوض قبضة حزب الله وسيطرته على مناطقه الشيعية، كما يمكن أن يهدد تحالفه مع حركة أمل الشيعية وتحالف «الحركة الوطنية» المسيحي؛ كنتيجة لسوء الظروف الأمنية في سوريا ولبنان والانهيار المحتمل للنظام السوري. فمن المتوقع أن تقف حركة أمل مع حزب الله حتى النهاية لعدم وجود بديل أمني له، ولكن الحركة الوطنية المسيحية يمكن أن تعيد النظر في تحالفها مع الحزب الشيعي بسبب اختلاف القيم والنظام العقدي بين الجانبين، بالرغم من احتياج الحركة للحزب لحمايتها بسبب ضعف الجيش اللبناني.

ولكن إذا حصلت الحركة الوطنية على دعم سعودي وخليجي في الجوانب السياسية والأمنية فيمكن للحركة بقيادة ميشيل عون أن تقطع علاقاتها مع حزب الله، وكل ذلك بفرض الانهيار الكامل أو الجزئي لنظام الأسد، والذي ربما لا يحكم كل سوريا الآن، إلا أن قبضته على المدن الكبرى، بما في ذلك العاصمة دمشق، تقوى يوماً بعد يوم. لذا ففي ظل عدم وجود صفقة حاسمة في الصراع السوري فإن الحزب سيدفع الثمن غالياً بعدم وقف استيراد المشكلات إليه من سوريا، وإطالة أمد التوتر السياسي في بيروت، واحتمالية تعرض الشيعة في لبنان في مناطق حزب الله إلى هجمات من المقاتلين السنة؛ لذا فإن الحزب يقف عاجزاً بدون القدرة على التقدم للأمام أو اتخاذ خطوات تراجعية إلى الخلف.

فبدون الدعم الإيراني والسوري لم يكن لحزب الله أن يهيمن على السياسة اللبنانية ويبني دولة داخل الدولة ويصبح قوة إقليمية لها اعتبارها، ولكن أيضاً تلك الروابط الخارجية كلفته غالياً من الدماء والمصادر والسمعة والموقف السياسي داخل لبنان وخارجها؛ باعتباره مجرد دمية في يد إيران. كما أن التدخل العسكري للحزب في سوريا يعد مثالاً واضحاً على أن روابطه الاستراتيجية بدمشق وطهران التي خدمته كثيراً يمكن أن تصبح عبئاً ثقيلاً عليه، وأصبح الصراع السوري يمثل التحدي الأكبر لحزب الله منذ إنشائه، بتورطه في الحرب التي دعا إلى حلها بالحلول السياسية السلمية في البداية، ولكنه لم يستطع أن يقف متفرجاً مكتوف الأيدي؛ فإذا سقط نظام الأسد، فإن حزب الله سيخسر داعماً رئيساً من دولة لعبت تاريخياً دور الهيمنة على السياسات اللبنانية، فإذا سقط نظام الأسد فإن الحزب سيفقد مسار إمدادات ومنشآت تخزين للأسلحة من إيران وسوريا، لذا وكخطوة استباقية فإن حزب الله نقل مئات الصواريخ من مواقع تخزين في سوريا إلى قواعد في شرق لبنان، وهذا يهدد خطوط إمداده المستقبلية بالصواريخ.

ولكن في حالة مغادرة الأسد للسلطة، أو تعاظم قوة المقاتلين السنة في سوريا، فإن الحزب سيواجه أكبر تحدٍ له - وللبنان ككل - بالمواجهة المباشرة مع المقاتلين السنة، الذين لن يقنعوا بالسيطرة على سوريا ولكن بضم لبنان والأردن أيضاً وملاحقة حزب الله وداعميه من الشيعة. وحتى الآن فإن الحزب استطاع مواجهة المقاتلين السنة ودفعهم من ناحية الشمال بمساعدة الجيش اللبناني وحصر قتالهم خارج الحدود، ولكن القتال لم ينتهِ بعد، فإذا ما تقدمت المعارضة السورية والمقاتلون السنة ودعموا أسلحتهم وتنظيمهم وتخلى داعمو الأسد عنه أثناء سقوطه - مثل الجانبين الإيراني والروسي في إطار صفقة دولية ما - فإن تكلفة دعم الحزب لنظام الأسد ستكون عالية للغاية.

لذا من المتوقع أن يعيد الحزب النظر في سياسته للدفاع عن جوهر مصالحه العليا، مثل حماية إمداداته من الأسلحة والحفاظ على موقفه الدفاعي في الجنوب في مواجهة إسرائيل، ومساعدة إيران إذا ما تعرضت لهجوم؛ فالعلاقة بين حزب الله والأسد هي علاقة براجماتية، على عكس العلاقة العضوية للحزب مع إيران والذي يصر خامنئي على دعمه وإعطاء أوامره للمؤسسات الاستخباراتية في نظامه ووحدات النخبة لجيشه أن يعملوا يداً بيد مع حزب الله، الذي يعتمد اعتماداً كلياً على إيران في التسليح والتدريب والتمويل؛ حيث يتلقى الحزب ما يصل إلى 200 مليون دولار سنوياً من إيران، ويتضاعف المبلغ في حالات الطوارئ، وبالرغم من تلك العلاقة العضوية إلا أنه من المتوقع أن تتأثر علاقة إيران بالحزب في حالة سقوط نظام الأسد.

فمن المتوقع أن توجه إيران تعليمات للحزب بالاستمرار في دعم الأسد حتى النهاية، والتواصل كذلك مع المليشيات الشيعية في العراق، وهذا سيأتي بتكلفة عالية على الحزب وسيفرط في تمدده الجغرافي مما سيؤدي إلى إضعافه في الداخل وفي الإقليم؛ حيث سيضطر إلى الدفاع عن نفسه وعن نظام الأسد في سوريا، وسيضطر إلى الدفاع عن نفسه في الداخل اللبناني أمام اللاعبين السياسيين الذين سيستغلون ضعفه النسبي وتورطه خارجياً، كما أنه سيصبح قاعدة إيرانية في حالة تعرض طهران لضربة إسرائيلية، مما سيعرضه إلى ضربات إسرائيلية في الوقت ذاته.

وفي سوريا قُتل للحزب ما يقارب السبعمئة، من بينهم كبار القادة، وينشر الحزب ما يقارب الخمسة آلاف مقاتل لدعم نظام الأسد، وعلى عكس جنوب لبنان الذي خبر مقاتلوه أراضيه ودروبه، فإن قتاله في الأراضي السورية الغريبة نسبياً عنه أدى إلى تضاعف خسائره، لذا بدأ يغير تكتيكاته بعدم المواجهة المباشرة مع المسلحين السنة؛ فهو ليس لديه خطوط إمداد ولا أنفاق ببنية تحتية ممتدة كالتي أنشأها في منطقة الحدود مع إسرائيل، ولا تجهيزات صاروخية في تلك المناطق، كما أنهم في بعض الأحيان يشاركون القتال مع مليشيات عراقية وسورية تقاتل إلى جوار الأسد، وهذا يفقد مقاتليه قدرتهم على المبادرة والسيطرة العملياتية الكاملة، بعكس الوضع في القتال مع الكيان الصهيوني. ومع انتصارات تنظيم الدولة في العراق، رجعت الكثير من المليشيات الشيعية العراقية إلى بلادها لصد هجوم تنظيم الدولة، مما ضاعف الحمل على حزب الله في سوريا.

كما أن الحزب يدين بالولاء لإيران وفيلق القدس التابع للحرس الثوري ومساعدته في القيادة والسيطرة والتدريب، ودخول الحزب الحرب السورية إلى جوار الأسد يعد نوعاً من رد الجميل لطهران، كما يقوم الحزب على الجبهة اللبنانية الشمالية بعمل دوريات مراقبة وزرع الألغام خوفاً من اختراق حدوده، وينسق مع الجيش اللبناني الذي يخشى الصدام مع الحزب.

أما على المستوى الداخلي اللبناني فيستبعد معدو الدراسة أن تضع الولايات المتحدة رهانها على تحالف 14 آذار أو أية تكتلات أخرى موالية للغرب في لبنان؛ بسبب انقسامهم الداخلي وعدم إظهارهم للرغبة في حشد الدعم ضد حزب الله واستغلال تورطه في سوريا حتى الآن. ولكن الورقة الأهم هي اللاجئون السوريون في لبنان البالغ عددهم 1.2 مليون لاجئ، وهو ما يشكل أكثر من ربع عدد سكان لبنان، فربما يتحولون إلى التشدد وتصبح ملاجئهم ملاذات للمقاتلين المتسللين من سوريا، ومن المحتمل أيضاً أن يتحولوا إلى العنف الداخلي كما فعل الفلسطينيون من قبل في لبنان.

وهذا يمثل الهاجس الأكبر لحزب الله حيث إن غالبية اللاجئين من السنة الذين يرون حزب الله صديق عدوهم، وقد اُستنزف الحزب بسبب خسائره في سوريا ولا يرغب في تشكيل عدو جديد له داخل لبنان، ولكن من المتوقع أن يستمر الصراع السوري ويؤدي إلى إجهاد حزب الله، وأن يؤدي ذلك إلى التأثير السلبي على الأولويات الأخرى للحزب وتمكينه السياسي والاجتماعي، وسينظر للحزب مع استمرار الصراع على أنه مجرد لاعب طائفي في لبنان وليس قوة سياسية واجتماعية.

وعلى الجانب الآخر هناك تلاقٍ بين حزب الله والولايات المتحدة (بالتقاطع مع إيران) من حيث أن الطرفين يستعدان لقتال تنظيم الدولة والجماعات السنية المقاتلة الأخرى، وأمريكا وحزب الله يريدان إنجاح حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وحتى على المستوى السياسي الداخلي في لبنان وبالرغم من دعم واشنطن لخصماء حزب الله من تحالف 14 آذار، فإنها تعترف بأن حزب الله يساعد في الإبقاء على وحدة لبنان وأن توسع تنظيم الدولة أو انهيار لبنان ودخولها في فوضى سيكونان أسوأ من الوضع الراهن بالنفوذ القوي لحزب الله، كما أن الحملة الأمريكية على تنظيم الدولة هي بالتبعية تمثل مساعدة لنظام الأسد ولحزب الله.

لذا فإن حزب الله في النهاية أمام اختيارات كلها صعبة، في داخل لبنان وخارجه، أفضلها أن يعقد صفقة مع الولايات المتحدة تحت غطاء إيراني لقتال تنظيم الدولة، وهو ما سيفقده القدرة على استخدام أدبياته السياسية كفصيل مقاوم لـ«الشيطان الأكبر وربيبته إسرائيل»، وسيضعه في صورة لاعب مصلحي وليس أيديولوجي ينطلق من مبادئ دينية ثورية، ودمية طائفية بيد إيران التي تخلت هي الأخرى عن مبادئها فيما يتعلق بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، لاسيما مع التقارير الغربية التي تشير إلى «انتهاء الثورة الإسلامية في إيران»[2]، وأنها مقبلة على تحولات اجتماعية كبرى في العقد القادم، ستؤدي إلى تفكيك قبضة الملالي هناك وربما تصبح من جديد حليفة للولايات المتحدة وشرطياً جديداً في المنطقة.

ومن المؤكد أن كل تلك التحولات ستترك تأثيراتها الشاملة على حزب الله ودوره وحبله السُري الذي يمده بالأموال والسلاح، وسيدفعه إلى عقد عملية مراجعة عميقة لإستراتيجياته وتوجهاته السياسية داخلياً وخارجياً، من المحتمل أن تتركه أكثر ضعفاً في القادم من الأيام، ولكن المؤكد أن المنطقة برمتها تدخل في عملية إعادة رسم لحدودها الجغرافية والسياسية، وأن الدول الإقليمية الكبرى هي الأخرى بحاجة ماسة إلى إعادة رسم إستراتيجياتها وتحالفاتها، وإعادة النظر في السياسات التي تغذي الطائفية وتسهم في تنامي مخاطر الجماعات المسلحة التي تعمل دون وعي على تقويض الدول والاستقرار الإقليمي ككل.

:: مجلة البيان العدد  331 ربيع الأول  1436هـ، يناير  2015م.


[1] في نوفمبر 2014، على الرابط التالي:

http://www.brookings.edu/~/media/research/files/papers/2014/11/hezbollah-in-time-of-transition-byman-saab/hezbollah-in-a-time-of-transition.pdf

[2]  Iran: The revolution is over, The Economist, 1st November 2014, on:

http://www.economist.com/news/leaders/21629338-changes-iran-make-nuclear-deal-more-likelynot-month-perhaps-eventually?

أعلى