سلامٌ جديدٌ بلا شجعان!
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين.. وبعد:
فتاريخ العالم العربي في صراعه مع الكيان الصهيوني حافلٌ
بالإحباطات التي يُعبَّر عنها في كل مرحلة من مراحل الصراع بشعار يصف جزءاً من
الواقع؛ بدأت بما سمي «عام النكبة»، ثم «النكسة»... وهكذا إلى أن جاءت مرحلة إلقاء
شعار المقاومة والسقوط في مستنقع السلام.. ولكي يُشبع العرب غرورهم وانتفاخهم
أسموه سلام (الشجعان!)؛ لتدفعهم هذه العنترية الجوفاء إلى مزيد من التنازل
والتفريط بالحقوق.
وها نحن الآن نبدأ مرحلة جديدة من السلام؛ فوزير الخارجية
الأمريكي جون كيري يقوم بجولات متتابعة للتبشير بحل (عادل!) يرضي جميع الأطراف!
والسؤال المهم في هذا السياق: هل سيحقق كيري شيئاً يُذكر،
أم سيراوح مكانه كما فعل مَن قبله مِن رؤساء أمريكا ووزراء خاريجيتها؟!
والجواب الذي لا شك فيه: أنَّ روح الانهزام والاستكانة
التي تقود السلطة الفلسطينية تشي بمزيد من التنازل والقبول بالشروط الصهيوأمريكية،
خاصة أن الأنظمة العربية مهمومة برياح التغيير التي جاءت بها الثورات.
لكن الجديد في هذه
المرحلة أنَّ للشعوب رأياً آخر، فسياسة التجهيل وتغييب الوعي في طريقها إلى
الانحسار، والحراك الشعبي رفع سقف المطالب والتطلعات؛ فمزيد من التنازل العربي
يعني مزيداً من الممانعة المجتمعية.. وتصاعُد الكيد الصهيوني حول المسجد الأقصى،
سيفتح أبواباً جديدة من المقاومة الشريفة، فزمن الشعارات القومية الفارغة انتهى،
وبدأ زمن الشعوب!