أيُهدَم الأقصى؟
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد:
يخيَّل للمرء المتأمل في السياسة
الإسلامية والعربية الصامتة إزاء الكيان الصهيوني، أننا سنستيقظ ذات صباح على خبر
عاجل تتناقله وسائل الإعلام عن وقوع تفجير في المسجد الأقصى يأتي عليه!
حينما نسمع أخباراً ذاتَ مدلول
خطير تمرُّ دون موقف يرتقي لمستواها،
فإننا نجد أن هذا الأمر - لا سمح الله - يمكن أن يحدث في ظل شعور البلادة والخزي
والانكسار الذي أصبح ديدن حكوماتنا أمام سياسات الدولة الصهيونية الاستيطانية في
المدينة المقدسة؛ فلم تستوطن في الأرض فقط، بل هدمت المساجد في الأغوار والجليل
وحيفا وحوَّلت بعضها إلى خمَّارات ونوادٍ رياضية وصالات ألعاب.
وفي غزة لم ننسَ أن طائراتهم هدمت
عشرات المساجد دون أن نجد موقفاً مشرِّفاً يرتقي لمستوى الجرم الذي ترتكبه حكومة
بني صهيون.
أيعقل أن تُنتَهَك محارمنا ونحن نتأمَّلها
وكأنها مسلسل درامي نستمتع بمشاهدته؟
أيعقل أن تنفَق عشرات الملايين على بعض المساجد
في الدول العربية، ومساجد فلسطين التي أوقفها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
للمسلمين تُهدَم ولا تجد من يعمرها؟
قبل أيام قالت صحيفة «هآرتس»: إن
المرجعية الدينية للجيش الصهيوني وزَّعت صوراً على الجنود لساحات المسجد الأقصى،
وظهرت فيها صورة لحائط البراق دون المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وعلق الجيش الصهيوني
قائلاً: «إنها وصف للقدس في عهد الهيكل الثاني».
نأمل أن يعيد الربيع العربي لنا
شيئاً من كرامتنا.
ونأمل ألا تنسينا أحداث الربيع
العربي المحلية، مؤامرات الصهاينة لهدم وتدنيس مساجد فلسطين، وعلى رأسها المسجد
الأقصى!