بلوشستان: الهدف الأمريكي القادم!
مع تقديم الإستراتيجية الأمريكية الجديدة لإدارة أوباما، تلك المتعلقة بكلٍّ من باكستان وأفغانستان، تبرز منطقة إستراتيجية جديدة، من المتوقع أن تكون في بؤرة الاهتمام الأمريكي في الفترة القادمة، تلك المنطقة، هي: بلوشستان. وتنبع أهمية تلك المنطقة من اعتبارات عِدَّة: أولاً: أنها منطقة مشترَكة ما بين الحدود الباكستانية والأفغانية والإيرانية، ثانياً: أن واشنطن تعتقد أن كبار زعماء القاعدة وطالبان يختبئون في تلك المنطقة الجبلية الوعرة ذات الكثافة السكانية المنخفضة. ثالثاً: أن ذلك الإقليم هو هدف الولايات المتحدة للسيطرة على تلك المنطقة الإستراتيجية الهامة؛ حيث إنها تُعدُّ مخزوناً هائلاً للغاز الطبيعي، ومن المتوقع أن يسير فيها خط أنابيب غاز مقتَرَح. رابعاً: أنها تمكِّن الولايات المتحدة من احتلال موطئ قَدَم لها بالقرب من إيران؛ تستطيع من خلاله تهديد الدولـة الفـارسـية أو استخدام تلك المنطقة كورقة رابحة على طاولة المفاوضات. خامساً: أنها منطقة إستراتيجية على المحيط الهندي؛ تسمح بوصول الإمدادات اللوجستية إلى القوات المقاتلة من الولايات المتحدة والناتو داخل أفغانستان. الموقع الإستراتيجي لإقليم بلوشستان: تنقسم باكستان إلى أربعة أعراق كبرى، هي: البنجاب والسند والبلوش والبشتون. وإقليم بلوشستان هو الأكبر مساحة (42% من مسـاحة باكـستان)، ويحتــوي علـى العـديد من المصادر والمعــادن، وتؤوي كويتا (عاصمة الإقليم) ما بين 750 ألف إلى مليون نسمة، ويمثل العِرق البلوشي غالبية ضئيلة في المقاطعة، مع العرقية البشتونية التي جاء معظمها كلاجئين أو مهجَّرين من أفغانستان، ويمثل البلوش ثاني أكبر عرقية، خاصة في الشمال. ويُعدُّ نفوذ العرق البشتوني بارزاً في بلوشستان (في كويتا عاصمة الإقليم التي يقطنها غالبية من البشتون) بالإضافة إلى مناطق أخرى من المقاطعة. ويقع إقليم بلوشستان الباكستاني في موقع إستراتيجي: في شمال غرب البلاد وجنوب منطقة وزيرستان، ويتاخم حدودَه مقاطعة (سيستان بلوشستان) الإيرانية ومقاطعات: نمروز وهلمند وقندهار وزابول وباكتيكا الأفغانية. وتقع بلوشستان على خليج عُمَان (وهو ممر بحري هام ومزدحم يربط ما بين البحر العربي والخليج العربي، وبالامتداد يربطهما بالمحيط الهندي الأوسع). كما يوجد في بلوشستان أيضاً ميناء (جوادار) ذو الأهمية الإستراتيجية؛ فقد كان هذا الميناء - تحديداً - هو الهدف الأساسي للغزو السوفييتي (سابقاً) لأفغانستان؛ لتصل موسكو إلى الموانئ الهامة على المياه الدافئة في المحيط الهندي. وتُعدُّ بلوشستان من أفقر مناطق باكستان وأقلِّها تقدُّماً؛ إلا أنها غنية بمصادرها الطبيعية؛ فتحتوي على مخزونات كبيرة من الغاز الطبيعي (يمثل ثلث استهلاك باكستان تقريباً) بالإضافة إلى احتياطات نفطية كبيرة، بالإضافة أيضاً إلى أنها غنية بالمعادن والفِلِزَّات، أمثال: النحاس واليورانيوم والذهب. وتقع بلوشستان على طول المسار المقترح لخط أنابيب (إيران، باكستان، الهند)، والذي يُطلق عليه: (خط أنابيب السلام)، والمصمَّم لنقل الغاز الطبيعي من إيران إلى الهند عبر باكستان. كما تقع بلوشستان في طريق شبكة من خطوط الأنابيب الإقليمية البديلة التي تفضِّلها الولايات المتحدة؛ لأنها تستثني إيران، والتي تُعرف بخطوط أنابيب: (تركمانستان، أفغانستان، باكستان، الهند)، ولكن ما أسال لعاب الجميع على بلوشستان مؤخراً، هو اكتشاف احتياطي هائل من الغاز الطبيعي بمنطقة (سوي)؛ حيث تصل المخزونات الى أكثر من عشرة تريليونات قَدَم مكعب من الغاز. وتُعدُّ بلوشستان مركزاً لوجستياً هاماً لأمريكا لاستمرار عملياتها العسكرية في أفغانستان وفي المنطقة بصورة أوسع؛ حيث يجري من خلالها نَقْل قوافل شاحنات الوقود والعربات العسكرية والسلاح والطعام والمواد الهامة الأخرى إلى قوات أمريكا والناتو في أفغانستان، وكل ذلك يسير عبر بلوشستان. وقد وقعت أُولَى الهجمات ضد قافلة للناتو في بلوشستان في يونيو 2009 بمدينة شامان على الحدود الأفغانية. وهجم المسلحون مرة ثانية في سبتمبر على قافلة وقود للناتو كانت تَمُر بالقرب من كويتا، وهو ما أدى إلى إشعال ثماني حاويات نفط. ومن المتوقع أن تتعرض مسارات الإمدادات التابعة للناتو في بلوشستان لهجمات متزايدة مع تصعيد الوضع في أفغانستان. طالبان والقاعدة: ويرى المسـؤولون الأمريكيــون أو (يريـدون أن يروا) أن بلوشستان تُعدُّ معقلاً هاماً لنشاطات القاعدة وطالبان. ويعتقد العديد من المخططين الأمريكيين للإستراتيجية الجديدة أن كبار رموز الحركتين - بما في ذلك زعيم طالبان الأفغانية الملا محمد عمر - قد هربوا من المناطق القبلية في أفغانستان وباكستان إلى ملاذات آمنة في بلوشستان. ويعتقدون أيضاً أن كويتا (عاصمة الإقليم) تعمل كمركز هام لتمويل وتنظيم عمليات طالبان والقاعدة. وكثيراً ما وجَّهت واشنطن اتهامات للاستخبارات الباكستانية بأنها تحمي أعضاء طالبان الأفغانية في بلوشستان، وبالتحديد الفصيل القوي من حركة طالبان، ذلك الذي يقوده الملا محمد عمر، والذي يُعرف باسم (مجلس شورى كويتا). ولأن بلوشستان تُجاور أفغانستان، وخاصة إقليم هلمند الذي يُعدُّ مركزاً لعمليات طالبان ضد قوات الناتو، فإن إسلام آباد تخشى من أن أي تصعيد للحملات بقيادة الولايات المتحدة ضد هلمند والأجزاء الأخرى من أفغانستان سوف يُجبِر المسلحين الأفغان على استخدام بلوشستان كملاذ مؤقت لتفادي أي التحام مباشر مع القوات الأمريكية، وهو ما يمثل معضلة جديدة لباكستان، وقد عبَّر رئيس الوزراء الباكستاني (يوسف رضا جيلاني) عن قلقه من احتمال تدفُّق المقاتلين على بلوشستان بعد وصول التعزيزات الأمريكية إلى أفغانستان، وهو السيناريو الكابوس لباكستان؛ لأنه يحمل في طياته احتمال تصعيد واشنطن من هجماتها العدوانية بالطائرات المسيَّرة على بلوشستان، لتحقق أهدافها في النهاية. حركات التمرد البلوشية: يقول القوميون البلوش: إن إسلام آباد تعمل بدأب على إفقارهم وإضعافهم؛ لكي يظلوا متفرقين ومن ثَمَّ يسهل على العرق البنجابي المسيطر على الحكومة المركزية جَنْيُ الثروات والمصادر الطبيعية الكبيرة في الإقليم. وتتهم الجماعات المسلحة البلوشية، مثل: (جيش تحرير بلوشستان) و (الجبهة الموحدة لتحرير بلوشستان) إسلام آباد بأنها وراء الموجة الأخيرة من العنف التي راح ضحيتها ثلاثة من زعماء البلوش، كما يستهدف المسلحون البلوش أيضاً رموز الدولة الباكستانية: من قادة سياسيين وأعضاء في الخدمات الأمنية، بالإضافة إلى الأهداف المرتبطة بالمصادر الطبيعية للمنطقة، مثل: خطوط أنابيب الغاز. وظلت باكستان تنظر إلى بلوشستان بتشكُّك بسبب مشاعرهم القومية وبسبب وجود امتداد لهم في أفغانستان وفي محافظة (سيستان بلوشستان) الإيرانية المجاورة؛ حيث يقود الثوارَ البلوش جماعةُ (جند الله) التي تصعِّد حملاتها ضد طهران؛ لذا فإن هناك تاريخاً مشترَكاً بين باكستان وإيران في التعاون الوثيق لقمع القومية البلوشية؛ وذلك لأن الانفصاليين البلوش يهدِّدون وحـــدة أراضي كِلا الدولتين، كما تعــي باكستان محــاولات خصمـها الإقليمي الــهــنـــد لدعـــم المسلحين البلوش. الأصابع الهندية في بلوشستان: لقد لعبت الهند دوراً كبيراً في تأجيج المشاعر المعادية لباكستان في بلوشستان؛ ردّاً على ما تَعُدُّه رعاية باكستانية - من الاستخبارات والجيش - للمليشيات الإسلامية المسلَّحة التي تجاهد في كشمير، والتي شنَّت ضدها عمليات دامية، مثل: تفجيرات مومباي التي خلَّفت مئات الجرحى والقتلى؛ لذا فإن الدور الهندي تعاظم في الفترة الأخيرة في أفغانستان في مزار الشريف (معقل التحالف الشمالي الذي ساند الغزو الأمريكي لأفغانستان، والذي تتكون منه معظم الحكومة الأفغانية الحالية)، وفي جلال أباد، وفي قندهار، بطول الحدود الأفغانية الباكستانية. كما ترعى الهند مشروعات إستراتيجية في بلوشستان، مثل: بناء طريق لوجستي في البلاد يبلغ طوله 135 ميـلاً ويربط محافظة نمروز الأفغانية بميناء شاباهار الإيراني على البحر العربي، والذي يقع في قلب إقليم بلوشستان الإيراني؛ وبذلك يربط ما بين الإقليمين البلوشستانيين في أفغانستان وإيران. ومن الواضح أنه لا توجد طريقة لتدعيم استقلالية بلوشستان أفضل من بناء طريق يربط بين شطريها. وقد وافقت إيران على ذلك كجزء من صفقة: هندية إيرانية برعاية روسية؛ لقمع نفوذ طالبان في البلاد، وذلك الثلاثي كان الداعم الأساسي للتحالف الشمالي إبان احتلال أفغانستان، كما أنها تضخُّ أموالاً لتطوير ميناء شاباهار؛ وذلك لأنه سيصبح نقطة دخول هندية هامة إلى أفغانستان تستطيع من خلاله ضخَّ بضائعها إلى البلاد بعد أن رفضت باكستان استخدام أراضيها لـذلك. كمـا تدير الهند أيضـاً وبدعم روسي قاعدة فارخور الجوية في طاجيكستان على الحدود الأفغانية الشمالية، كما قامت ببنـاء مدارس في محافظة كـونار، ويبدو أن الولايات المتحدة تُعِدُّ الهند التي يتعاظم دورها في أفغانستان يوماً بعد يوم؛ لتحل محلها في البلاد بعد الانسحاب. وقد اشتكى مسؤولون باكستانيون مؤخراً[1] من أن قنصلية الهند في المدن الأفغانية تنظِّم النشاطات الإرهابية في باكستان وخاصة في بلوشستان، وأنها ترعى جيش تحرير بلوشستان، وقد صـرَّحت كريسـتيان فير المدرِّســة المســاعِدة بجامعة جورج تاون الأمريكية، والخبيرة بمؤسسة راند بأن: مسؤولين هنود صرَّحوا لها بأنهم: يضخون سراً أموالاً إلى بلوشستان[2]، وذلك في أثناء زيارتها إلى السفارة الهندية في زهدان الإيرانية. وقد اعترف الصحفي الأمريكي البارز سيمور هيرش في يوليو 2008 بأن إدارة بوش أعطت ملايين الدولارات إلى جماعة جند الله الإيرانية الانفصالية، والتي كانت مسؤولة عن تفجير زهدان الأخير. كما أعلنت باكستان صراحة في 2 يوليو 2004 أن الهند كانت مسؤولة مسؤولية مباشرة عن مصرع ثلاثة عمال صينيين قُتلوا في تفجير ســيارة مفخخة في بلوشـسـتان، كمـا اتهــم وزير الداخليــة الباكســتاني «رحمن مالك» نيودلهـي بتهريب الأسـلحة إلى المتطــرفين والإرهابيين في محافظة بلوشستان سرّاً عبر جنوب أفغانستان. البلوش واستغلال الدور الأمريكي: من المتوقع أن تؤدي الأوضاع الأمنية المتردِّية في باكستان وأفغانستان في ظل الإستراتيجية الأمريكية الجديدة إلى تعقيد الأمور بصورة كبيرة بالنسبة لإسلام آباد في بلوشستان؛ فالثوار البلوش يرون نافذة من الأمل لتصعيد حملتهم ضد إسلام آباد بينما تنشغل باكستان بمكافحة المسلحين في المناطق القبلية الغربية الشمالية، ومن المتوقع أن توسِّع واشنطن عملياتها بالطائرات المسيَّرة على إقليم بلوشستان، وهو ما سيعطي سبباً إضافياً للمقاتلين البلوش لضرب إسلام آباد؛ وإذا توسعت العمليات العسكرية لتشمل بلوشستان بعد تورُّط الجيش الباكستاني في قتال شعبه في منطقة القبائل (في وزيرستان ووادي سوات)؛ فإن ذلك قد يسفر عن فشل الدولة الباكستانية في السيطرة على الأوضاع ومن ثَمَّ الاقتراب من الانهيار الداخلي، وهو ما قد يمنح واشنطن فرصة للتدخل في الشأن الباكستاني؛ بغرض السيطرة على السلاح النووي الباكستاني؛ بحجة حمايته من الوقوع في الأيادي الخطأ. وقد صعَّد البلوش من عملياتهم مؤخراً في المنطقة؛ حيث قاموا بسلسلة من التفجيرات والاختطافات، استهدفوا فيها العمالة الصينية، وهو ما دفع بكين إلى وَقْف عمليات البناء في مصفاة (جوادار) النفطية في بلوشستان بسبب المخاوف الأمنية. كما بدأ الثوار البلوش أيضاً في اختطاف الأفراد العاملين في المنظمات الدولية غير الحكومية في المقاطعة؛ حيث اختطفوا في فبراير 2009م مسؤولاً كبيراً بمفوضية الأمم المتحدة العليا للاَّجئين بعدما قتلـوا ســائقه، ويُعتقـد أن المنفذين هم (الجبهة المتحدة لتحرير بلوشستان) في كويتا، هذا بالإضافة إلى انفجار زهدان في إيران الذي استهدف تجمُّعاً للقبائل السُّنية مع القادة الإيرانيين لعقد مصالحة هناك، وأسفر الانفجار عن مقتل وجرح العشرات. كما صعَّدت الجبهة عملياتها؛ لِلَفت أنظار العالم إلى محنة المعتقلين السياسيين البلوش في سجون باكستان؛ وقررت الجبهة استهداف عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، وهو ما مثل تصعيداً كبيراً في عمليات المسلحين البلوش. وتخشى إسلام آباد من أن يستغل الثوار البلوش الوضع المضطرب؛ ليُظهروا لواشنطن أنهم يمثلون (ترساً وسيفاً) جديدين في المنطقة، يمكن أن يواجهوا انتشار حركة طالبان التي تنحدر من العرق البشتوني وبدأت باستقطاب المقاتلين البشتون من الإقليم، ومن ثَمَّ يحظى الثوار البلوش بتحالف مع واشنطن لنيل حريتهم من جهة، ولتقليص سلطة إسلام آباد من جهة أخرى، وهو ما يمكن أن يفتح مرحلة جديدة وخطيرة أيضاً من تحركات الانفصاليين البلوش. في نوفمبر الماضي رفض الانفصاليون البلوش عَرْضاً من الحكومة الباكستانية، يقضي بوقف العمليات العسكرية ضدهم وإطلاق سراح نشطائهم المعتقلين، ما عدا من تورطوا في (الإرهاب)، ودَفْع مبلغ 1.4 مليار دولار للإقليم، مقابل استغلال مخزونه من الغاز على مدى 12 عاماً؛ حيث رفض متحدِّث باسم جماعة: (الحزب الجمهوري للبلوش) شير محمد بوجتي العرض، قائلاً إنهم لا يكافحون من أجل ذلك الفتات)، ولكن يريدون (الحرية ودولة بلوشستان مستقلة) يتولون السيطرة عليها. إن حركة التمرد البلوشية تمثل فرصة غير مسبوقة للولايات المتحدة من أجل تحقيق عدة أهداف في وقت واحد؛ فبدعم تلك الحركة تستطيع الولايات المتحدة: 1- تقويض الدولة الباكستانية ومن ثَمَّ السيطرة على برنامجها النووي. 2 - تهديد أمن إيران بدعمها للجماعات البلوشية التي لها امتداد في عمق إيران. 3 - استغلال ثروات الغاز والنفط لإقليم بلوشستان. 4 - الحفاظ على خطوط إمداداتها اللوجستية في المنطقة عن طريق موانئ بلوشستان على المحيط الهندي. إن السيطرة على إقليم بلوشستان عن طريق دعم حركات التمرد هناك، سيمثِّل مرحلة جديدة تماماً من الصراع في تلك المنطقة الهامة من العالم الإسلامي، وسيمثِّل تهديداً مباشراً على أمن الدولة المسلمة الوحيدة التي تمتلك القنبلة النووية، والتي اتُهمت بأنها نشرت تقنياتها إلى دول أخرى، مثل: كوريا الشمالية وإيران، وستعمل الولايات المتحدة بمساعدة الهنــد و (الدولة الصهيونية) على رَسْم خريطة جديدة للمنطقة، وليس من قبيل المصادفة أن الخريطة المقترَحة للشرق الأوسط الجديد، والتي نشرها موقع الجيش الأمـــــريكي عــــــلى شبـــــكة الإنترنت، يظهـــــر فيــــها بوضوح دولـــة جـــديدة في تلك المنطقة، هــي دولة: (بلوشستان الحرة).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] صحيفة: ذي نيوز الباكستانية، بتاريخ 29 يوليو 2009.
[2] صحيفة: فورين أفيرز، بتاريخ 31 مارس 2009.