• - الموافق2024/11/27م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
إنه موسمنا الأكبر!

قلم التحرير

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه، وبعدُ:

لا تخلو الأيام من مواسمَ ترتبط بزمن، أو بحدث، أو بهما معاً. وبعض المواسم ثابتة الموعد، وبعضها مصطنع حسب الحاجة. ومنها ما يسرُّ وينفع، وبعضها يسوء ويضرُّ، ويحفل بعضها بغرائبَ وعجائبَ، ولأخرى دروس وعبر.

وقد اختصنا الله سبحانه بمواسمَ معلومةٍ، منها موسم الحج المبارك، وله معالمُ جديرة بأن تبرزَ؛ فمنها:

التأكيد على توحيد الله سبحانه وتعالى في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.

الثبات على متابعة هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم  وأخذ المناسك عنه.

السير على طريق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وما أعظمها من شعيرة تجعل المسلم يمشي على خطى أكرم خلق الله! وما أرفعه من شعور بالعراقة! وما أبلغه من درس يعلِّم المسلم أنه أولى بأنبياء الله من غيره!

تكرار مفاهيم وحدة المسلمين، واستقلالية الأمة عن أيِّ تبعيَّة، وأن الأصل فيها أن تقود وتلفتَ النظر وليس العكس.

التذكير بمعانٍ عظيمة، منها تسليم إبراهيم عليه السلام لأمر مولاه على صعوبته، ويقين هاجر رحمها الله بقضاء ربها وتدبيره بلا جزع.

غرس مركزية الثبات على الحق في النفوس، فمهما تعرض الدين وشعائره للتشويه والتضييق؛ فسوف تظل النفوس متشبثة بدينها، متطلعة إلى اليوم الذي تؤدي فيه فريضة الركن الخامس.

ينمو لدى المسلم خلال الحج حسُّ المسؤولية والحذر من المعصية وشؤمها خاصة في مكان محرم، وزمان محرم، وما أجلَّ إحياء هذه العبادة في البقعة الآمنة المؤمنة لمن دخلها وبلغ إليها.

تشارك الأغلبية المقيمة في البلاد إخوانهم من الأقلية الموافية للموسم الميمون، وهي مشاركة فعلية ببعض العبادات، ومشاركة وجدانية فرحاً بالطاعة والاجتماع، ومشاركة بالمتابعة والدعاء بالسلامة والقبول.

يا له من موسم فريد! ولذا فليس بكثير أن نصفه بالموسم الأكبر؛ إذ جمع كثيراً من الأحكام الشرعية الفقهية، وفيه من الحِكَم والدلائل ما ينبغي إشهاره، وإذاعته بين الناس، كي يجعل الحج منهم أرواحاً حية، وعقولاً يقظة، ونفوساً زكية، وأجساداً لا تعرف الكلل، وعزائمَ لا يدركها وهن، ولا تلهيها شهوة أو شقاق.

 

 


أعلى