• - الموافق2025/08/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
مشاريع الأجيال

ظهرت الخريطة في غزة ياقات تُزيِّن لباس الجنود، وخلفية لأناشيد حماسية يهودية، وانتهت بتصريح علني لرئيس وزرائهم أنه يحمل رسالة أو مهمة تاريخية وروحانية، وأنه تذكّر أباه الذي جاء في مرحلة بناء الدولة، وأن مهمته تثبيت الدولة، واستكمال حدودها، ونقلها للأجيال ا

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه، وبعدُ:

على مدار التاريخ يُلاحَظ أنّ هناك تفاوتًا كبيرًا في المدى الزمني للصراعات والمشاريع؛ فمثلًا انتهت الإمبراطورية الفارسية بعد نطحة أو نطحتين، وهلك كسرى فلا كسرى بعده، ولكنّ الروم تَطاوَل الصراع معهم، ولم يَنتهِ، ولن ينتهي إلى آخر الزمان؛ فصراعنا معهم صراع أجيال متتالية، ولن يقف عند حالة الاستضعاف التي نعيشها؛ فجذوة الصراع وجمرتها موجودة، فالصراع الحالي قائم على ركيزة تحقيق حُلم اليهود بإقامة ما يسمونه «إسرائيل الكاملة أو الكبرى» في خريطة مُعلَنة من عقود كثيرة في عملة معدنية (١٠ أغورا) متداولة بينهم، ولا تخلو منها جيوبهم.

ظهرت الخريطة في غزة ياقات تُزيِّن لباس الجنود، وخلفية لأناشيد حماسية يهودية، وانتهت بتصريح علني لرئيس وزرائهم أنه يحمل رسالة أو مهمة تاريخية وروحانية، وأنه تذكّر أباه الذي جاء في مرحلة بناء الدولة، وأن مهمته تثبيت الدولة، واستكمال حدودها، ونقلها للأجيال القادمة.

نعم، إنه مشروع أجيال متتالية بالنسبة لهم، ونحن يجب أن نعي أننا منذ بعثة الرسول #، ونحن نعيش مشروع دعوة وجهاد مستمر إلى قيام الساعة، نُواجه فيه الروم دائمًا، ومواجهة اليهود فترة محدودة داخلة ضمن الصراع الأساسي، ولكنَّه يبقى مشروع أجيال متطاول زمنيًّا كما في حديث الطائفة المنصورة، فلا تزال تدل على ديمومة الوجود وآيات سورة الإسراء محصورة بين وعد أولاهما ووعد الآخرة؛ فواجبنا الحرص على بناء الأجيال جيلًا بعد جيل، فمهما حصل فاليقين هو أن العاقبة للمتقين؛ وهذا وَعْد ربّاني غير مكذوب؛ ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: ١٤٠].

 

أعلى