ويرجع السبب الحقيقي في حرص الغربيين على استمداد كثير من نظرياتهم المعرفية والفلسفية من الجذر اليوناني؛ أنه برأيهم يُحرّرهم من النظرة الكونية التي يقوم على أساسها الدين، مستبدلًا بها النظرة الكونية على أساس العقل فحسب بما ينتجه من معرفة وفكر.
أثار حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس «أولمبياد 2024م» يوم الجمعة الموافق
السابع والعشرين من يوليو عام 2024م موجةً واسعةً من الانتقادات والجدل على مستوى
العالم؛ وذلك بسبب بعض العروض المثيرة للجدل التي تضمَّنها الحفل.
لكن بشيء من القراءة المتأنية للرؤية الكلية التي تفرز الإطار المرجعي لهذا البلد
المضيف للمهرجان؛ نجد أن فرنسا -والتي كانت ثورتها مفتاح تحوُّل الحضارة الغربية
الحديثة من فضاء المعنى إلى الغروب في أقصى درجات السَّفه الحضاري، والوصول إلى
حالة من السيولة التي طالت كل شيء- قد عبَّرت باحتفالاتها عن رؤية الغرب لذاته،
خاصةً في أوروبا الغربية كنواة للغرب الحديث؛ الأمر الذي يتطلب التعرف على هذه
الرؤية الكلية [1] ، وما تقدّمه من رؤية
تحليلية تفسيرية لمراسم الاحتفالات في هذا الأولمبياد؛ فهي الإطار الفكري والعقدي
التي تفرّخ إطارها المرجعي الجامع بين المنتمين إليها، الممثلة لهويتهم وبصمتهم
الحضارية العمرانية، التي من المفترض أنها هي المصدرية التي تحكم سعيهم، ويكون
إليها مرجعهم في تحديد ما ينبغي أن يكون، ومعايرة ما هو حادث، والمرجع في الفصل بين
ما يُشكل عليهم، والقِبْلَة التي يدورون في فلكها[2].
ويُعبِّر مفهوم رؤى العالم عن الفلسفة الكامنة في جوف الأفكار، وتعين على الفهم،
فهي تغوص وراء الظواهر بقصد الكشف عن المبادئ وراء هذه الظواهر، وهي تُوجِّه أفعال
البشر، وتتعلق بالقضية المحورية؛ «التنازع بين الفلسفات الوضعية والدين»[3].
ونواة الرؤية الكلية التي تحكم النسق المعرفي الغربي هي الدهرية، وفي ضوء هذه
النواة المركزية يمكن تفسير كافة الظواهر التي تجلت في حفل الافتتاح من شذوذ
وإباحية وفكر نسوي راديكالي متطرف.
وعليه سوف يتناول المقال الدهرية كنواة للرؤية الكلية داخل النسق المعرفي الغربي
بغية تفسير بعض ما ورد بحفل الافتتاح في ضوئها، ثم التثنية بإفراد محور للفكر
النسوي الراديكالي والمساواة المطلقة داخل الأولمبياد كمظهر بارز يتجلى لهذه
الدهرية، لنصل إلى الخلاصة والتوصيات.
أولًا: الدهرية كنواة للرؤية الكلية داخل النسق المعرفي الغربي:
يقول الله -تعالى- في أصحاب هذا النموذج: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا
الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم
بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّون} [الجاثية: 24]، والحديث هنا
عن الغرب ليس ككيان جغرافي، وإنما دلالته الثقافية والسياسية، ومن يدين بنموذجه في
شتى أرجاء المعمورة، وباعتباره يُجسِّد النموذج الدهري سواء في بُعده الفكري
الإغريقي أو بُعده الحقوقي والسياسي الروماني، أو بُعده الاستعلائي اليهودي أو
الأخلاقي المسيحي.
والمقصود بالدهري هنا: أن الفضاء الزمني هو الحياة الدنيا فحسب، بما لذلك من تأثير
على موازين رؤية الإنسان للأشياء. بما يترتب على ذلك من التركيز على الغلبة في صراع
القوة والاستمتاع، حتى القواعد والأخلاقيات الموضوعة إنما هي لتقليل الاحتكاك داخل
المجتمع وتحويل الصراع إلى الخارج.
والنسق الدهري في إعماره للأرض متأرجح أُحادي الجانب؛ ففي جولته إبَّان عصوره
الوسطى ركَّز على عالم الغيب، وأهمل عالم الشهادة، وفي جولته التحديثية والحداثية،
وما بعدها، ركَّز على عالم الشهادة، والحياة الدنيا وملذات الجسد، وأهمل عالم الغيب
وعالم الروح والآخرة[4].
نتج عن ذلك أن الإنسان أضحى مرجعَ نفسِهِ؛ فلا آلهة، ولا شرائع، لا مؤسسات دين، ولا
رجال دين يُملون عليه ما يجب وما لا يجب. فهو بعقله يَسنّ شرائعه، وبعِلْمه عرف
نفسه بعد انكفاء عالم الآلهة على ذاته وأُفول حضورها في العالم[5].
لذلك فإن المشهد الذي يُجسِّد «العشاء الأخير» للسيد المسيح، ويُعتبر انتهاكًا
للمقدسات (في الإنجيل هو عشاء عيد الفصح، وآخر ما احتفل به السيد المسيح مع
حوارييه، وفي القرآن هو المائدة التي نزلت من السماء لتكون عيدًا)، كما أنه انتهاك
للإبداع الإنساني؛ ففي تاريخ الفن هو الجدارية الأشهر التي رسمها فنان النهضة
ليوناردو دافنشي. إذ تم اختيار مجموعة من الشواذ جنسيًّا ليحلوا محل المسيح
وحوارييه. واختيار الشواذ لم يأتِ عبثًا، وإنما أرادوا به الإعلان -أمام الملايين
التي تتابع حفل الافتتاح- عن تحطيم الصليب، وتقويض الإدراك الديني للحياة، وتشييد
حق جديد، لا توجد بينه وبين الإله أيّ صلة، وأخلاق جديدة بعيدة عن كل لاهوتية،
وسياسة جديدة، وحينها تنزل السماء إلى الأرض ولا حاجة للأجيال إلى أن تبحث خارج
أنفسها عن أسباب وجودها ولا عن سعادتها، ويتحول رعايا المسيح إلى مواطنين.
[6] ليس مجرد مواطنين على الفطرة كما خلقهم
الإله، بل متحولون جنسيًّا حدّدوا هوياتهم الجنسية بناء على رغبتهم وليس كما وجدوا
أنفسهم.
بل إن الهجوم على المسيحية والدين عمومًا لم يكن وليد لحظة الأولمبياد، بل بلغ
أقصاه مع نيتشه، الذي شنَّع على بقيةٍ ممَّن أرادوا الإبقاء على الدين في حدود
العقل. فأعلن موت الإله، وأن دور العلماء أمثاله أن يقضوا على ظله أيضًا الذي قد
يحتمي فيه بعض البشر. [7] وذلك لأن الإله
برأيه مفهوم اخترعه العبيد، وهو مفهوم يضادّ الحياة، وعجن به هؤلاء العبيد خلائط
مفزعة تضم العناصر المؤذية كلها. [8]
ولن يجد الغربي الهارب من الكنيسة إلى الإلحاد [9]
أمثل من النكوص إلى الوراء ونبش قبور القدامى؛ فاليونان جزء من أوروبا، وحضاريًّا
هي مصدر ثقافتها الأولى. ونهضة أوروبا لن تتم إلا بإحياء الثقافة اليونانية؛
فبرأيهم أن الفلسفة والعلم اختراعان يونانيان، وأن ظهور الحضارة اليونانية التي
أنتجت هذا النشاط العقلي العارم، إنما هو وحدة من أروع أحداث التاريخ، وهو حدث لم
يظهر له نظير قبله ولا بعده. [10]
ويرجع السبب الحقيقي في حرص الغربيين على استمداد كثير من نظرياتهم المعرفية
والفلسفية من الجذر اليوناني؛ أنه برأيهم يُحرّرهم من النظرة الكونية التي يقوم على
أساسها الدين، مستبدلًا بها النظرة الكونية على أساس العقل فحسب بما ينتجه من معرفة
وفكر. [11] ليتحول الدين من دين إلهي لدين
وضعي أفصح عنه هيجل بقوله: «إن الدين الإغريقي هو الذي يُحقّق الماهية الحقة للدين»
[12] ، وهذا يسفر عن حقيقة مهمة، وهي الرغبة
بأن تكون الأديان -كي يُسمَح لها بالبقاء- أن تكون كآلهة الإغريق التي لم يكن
يُسمَح لها، ولا يُنتظَر منها، أن يكون لها نفوذ حقيقي ما على المجتمع.
[13] وهو ليس بدين، وإنما محض تصورات فلسفية
استقامت على يد أرسطو كفلسفة عقلية غاية في التجريد، تبوَّأ فيها العقل المطلق صرح
الكون، واحتلَّ فيها العقل الإنساني صرح الطبيعة.
والأولمبياد ذاته تعود أصوله تاريخيًّا إلى اليونان القديمة، فقد أُقيم لأول مرَّة
في أولمبيا عام 776 ق.م، وقد تم إحياؤه على يد الفرنسي بيير دي كوبرتان عام 1894م؛
حيث تأسست اللجنة الأولمبية
IOS
Committe
International
Olympic،
وكان مقرّها في باريس بدايةً، ثمَّ انتقلت إلى لوزان في سويسرا أثناء الحرب
العالمية الأولى، واستقرَّت هناك، وما زالت هذه اللجنة تلعب دورًا مهمًّا في تنظيم
الأولمبياد الحديث بصورته الحالية كمهرجان رياضيّ دوليّ يُقام دوريًّا، مرَّة كل
أربعة أعوام، وتنقسم إلى ألعاب أولمبية صيفية وشتوية، تُقام بصورة منفصلة عن بعضها
البعض، ويُطلَق على هذه الألعاب اختصارًا اسم الأولمبياد[14].
وقد تجلت بعض مظاهر الوثنية اليونانية في كثير من مراسم الاحتفال:
سواء في التماثيل الذهبية للنساء التي خرجت من نهر السين. أو الرجل العاري
الذي ظهر في مكان مَن يُوصَف بـ«السيد المسيح» في لوحة العشاء الأخير، وصَفه بعض
النقاد الغربيين أنفسهم بأنه يمثل ديونيسوس، وهو إله الخمر والاحتفالات الماجنة في
الأساطير الإغريقية القديمة، الذي عُرف أيضًا بمواكبه واحتفالاته وطقوسه الوثنية
المتحررة من القيم الأخلاقية[15].
أو نشيد الألعاب الأولمبية الرسمي، والذي يُسمَع مرَّتين؛ الأولى لحظة رفع
علم شعار الألعاب الأولمبية في الافتتاح، والثانية عند خفض العلم في الحفل الختامي.
والنشيد عبارة عن ترنيمة خاصّة بالأولمبياد ناتجة عن جهود يونانية بحتة، فمؤلّفها
هو مُلحِّن الأوبرا سبيريدون ساماراس ذو الأصول اليونانية، وكلماتها مِن نَظْم
الشاعر اليوناني كوستيس بالاماس[16].
وشعلة الألعاب الأولمبية
كذلك؛ حيث تعود فكرة إشعال النار إلى اليونان القديمة، التي ترمز إلى النار التي
سرقها العملاق أو الإله بروميثيوس من الإله زيوس بغير إرادته، فقد كان لا يريد
مَنْحها للإنسان، ونجم عن سرقتها حصول الإنسان على العقل والمعرفة[17]،
وكانت الشعلة رمزًا أساسيًّا في الألعاب الأولمبية القديمة، مع الحرص على بقائها
مشتعلة طوال فترة إقامة الفعاليات.
كما أطلقت هذه الدهرية العنان للإباحية الجنسية:
وهنا أيضًا لعب التراث الإغريقي واليوناني -الجذر المعرفي للرؤية الغربية المعاصرة
للإله والإنسان والكون-، دورًا كبيرًا في إطلاق العنان للشهوات وإشباع الغرائز دون
أيّ قيود؛ فقد أسبغ كافة الرذائل الإنسانية على الآلهة التي آمنوا بها[18].
وبديهي أن ينجم عن تأليه الرذائل بهذا الشكل أن ينجم عن ذلك إنسان شهواني؛ فالإنسان
يطلب المثل الأعلى في الصفات الإلهية، فإذا كان هذا هو تصوُّره عن الإله، فبديهي أن
يؤمن بأحقيته في إشباع غرائزه الحيوانية دون أي قيود. وقد عبَّر عن هذا المعنى
مارشال بيرمان بقوله: رفعنا شعار «كل ما هو مقدَّس يجري تدنيسه»، لا شيء يتسم
بالقداسة، لا أحد يبقى محظور اللمس، الحياة تفقد قُدسيتها بصورة كاملة، فالرهبة
وهالة القدسية كانت تمنعنا، وحين تحررنا من الكنيسة صرنا أحرارًا في دوس كل مَن يقف
في طريق رغباتنا»[19].
وقد تم إطلاق الغرائز الجنسية؛ بحيث أصبحت واحدة من ركائز المجتمع الغربي المعاصر،
واكتست كساءً فلسفيًّا [20] عند كثير من
المدارس، وباتت تُفسَّر بها الدوافع والسلوك، بل تُقيَّم بها درجة انفتاح المجتمعات
والتحولات المجتمعية الكبرى؛ إذ تصير برأيهم مُتمِّمة لعملية التحرُّر الاجتماعي.
في ضوء ذلك، لا يَستغرب القارئ الخبر الوارد على موقع فرانس-24 بأن اللجنة
الأوليمبية تهتم بتوزيع أكثر من مئتي ألف واقٍ ذكري وعشرين ألف واقٍ أنثويّ؛
تفاديًا لنقل الأمراض الجنسية في القرية الأولمبية خلال ألعاب باريس كي يكون -على
حد تعبيرها- الرياضيون أحرارًا في ممارسة الجنس!![21]
في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة «ذا صن» البريطانية، يوم السبت، عن أن أحد «أندية
التعري» في العاصمة الفرنسية قررت منح جميع الرياضيين وممثلي وسائل الإعلام دخولًا
مجانيًّا خلال دورة الألعاب الأولمبية، وذكر التقرير الذي نشرته الصحيفة عبر موقعها
الإلكتروني: يمكن للرياضيين دخول النادي مجانًا في أيّ وقت، وذلك عن طريق إظهار
بطاقة الاعتماد الخاصة بالأولمبياد، ولن يضطر الرياضيون والصحفيون الذين يغطون
الحدث إلى دفع رسوم دخول[22].
ثانيًا: الأولمبياد والفكر النسوي:
تجد المساواة المطلقة جذورها في فكر أفلاطون في جمهوريته التي طالَب فيها بتدريب
النساء ذات التدريب الذي يخضع له الرجال.
كما تُلقي الخلفية الدهرية ظلالها في الإطار المرجعي للفكر النسوي؛ حيث التأرجح
بين الإفراط والتفريط من كون المرأة منبع الشر، إلى المساواة، إلى الندية، إلى
الاستعلاء، إلى الاستغناء، وهذا ما تجلى في الموجة الثانية للحركة النسوية والتي
يُؤرّخ لها الكتاب الشهير(الحركة النسوية)، واصفًا ملامحها، ويتصدر الغلاف مشهد
امرأة ذات عضلات لا ترتدي أزياء نسائية، بل زي رجل عامل، وتُخفي شعرها كله كأنه غير
موجود داخل قطعة من القماش، وليس قبعة نسائية مزركشة، رافعة حاجبيها وتنظر للجميع
نظرة تحدٍّ. وشهدت هذه الموجة تمييعًا للهوية، وإعادة تعريف الأنثى، وإن كان هذا
يعني ضمنيًّا الاقتراب بالمرأة من النموذج الذكوري، والسير في مسار التحجيم والطمس
للخصائص الأنثوية[23].
وقد تجلى هذا في أمرين في غاية الأهمية: التماثيل الذهبية، والقفزة الكمية والنوعية
التي شهدها أولمبياد باريس 2024م.
أ- التماثيل الذهبية:
تضمَّنت مراسم حفل الافتتاح خروج عشرة تماثيل ذهبية من مياه نهر السين بالقرب من
الجمعية الوطنية -وهو مكان رمزي؛ لأنّه مزيَّن بالعديد من التماثيل التي تُكرّم
الشخصيات التاريخية الذكورية فقط- لشخصيات نسائية قررت باريس 2024م تكريمهن
باعتبارهن النساء اللواتي كتبن تاريخ فرنسا.
والإشكالية ليست في تكريم شخصيات نسائية، وإنما دلالة اختيار هذه الشخصيات بعينها
دون غيرها هو الذي يثير التساؤل، ويؤشر على التوجُّه المراد لفت الأنظار إليه،
وتنشئة النشء على السير على خطى هذه النماذج، وقاسمها المشترك هو الفكر النسوي
الراديكالي المتطرف، كما أن أغلب هذه الشخصيات لا أخلاقية؛ فمنهن بنات غير شرعيات
لآباء تَنكَّرن لهن، ومنهن الهاربات من أُسَرهن وتخلين عن أبنائهن ليعشن حياة
فوضوية، ومنهن مَن جعلت حرية الإجهاض هو المؤشر على حرية المرأة، وأبرزهن:
- أوليمب دو غوج (1748- 1793)، ابنة غير شرعية تزوجت من جزار في جنوب فرنسا،
وأنجبت منه طفلين، ثم هربت إلى باريس وحدها، وغيرت اسمها، وامتهنت التمثيل على خشبة
المسرح. وقد مثلت أوليمب دي جورج باكورة الحركة النسائية الفرنسية، نشرت عام 1791م
إعلان حقوق النساء؛ ردًّا على إعلان حقوق الإنسان الصادر عن رجال الثورة الفرنسية،
فقد رأته إعلانًا لحقوق الرجال، وكذلك طالبت بمسرح قومي للنساء. وقد تأثرت بها
كثيرًا ثيرواني دي ميريكورتي (1766- 1817م) التي جاءت إلى باريس، وامتهنت الدعارة،
ثم انضمت إلى الحركة النسوية بفرنسا، وشرعت في إلقاء الخطابات الثورية أمام
الاجتماعات الكبيرة للنساء، وقد انتهت حياتها بخلل عقلي.
[24]
- لويز ميشيل 1830)- 1905)، والتي يصفونها بالمتمردة الأبدية، وواحدة من مُؤسِّسي
المذهب الفوضوي، والعَلم الأسود الذي رفعته في إحدى المظاهرات صار رمزًا للحركة
الفوضوية.
- أليس ميليت 1884)- 1957): رائدة إشراك المرأة في الرياضة؛ للتأثير على عملية صنع
القرار، وقد نظّمت في عام 1922م أول ألعاب عالمية للنساء. وطالبت بزيادة عدد
الرياضات المتاحة للنساء في الألعاب الأولمبية أُسوةً بالرجال.
- جيزيل حليمي 1927) - 2020): والتي كانت وراء تقنين الإجهاض، واعتبار جسد المرأة
ملكًا لها. وكان لآرائها صدى واسع في فرنسا؛ حيث قامت العاهرات عام 1976م باعتصامات
ضد ما أطلقوا عليه «نفاق الذكور»، وطالبن بحقوقهن المدنية، ونيل العاهرات حقوقهن
المدنية كسائر العاملات في فرنسا. [25]
- سيمون فيل1927) - 2017): هي شخصية سياسية وقاضية، وفي 26 نوفمبر 1974م، قدمت
للجمعية الوطنية مشروع قانون بشأن إلغاء تجريم الإجهاض، الذي لعب دورًا حاسمًا في
تقنين الإجهاض في فرنسا[26].
- سيمون دو بوفوار 1908) - 1986): وهي صاحبة كتاب «الجنس الثاني»، وصاحبة المقولة
الأشهر «لا تُولَد المرأة امرأة، بل تصير امرأة»، تمردت على طبقتها الوسطى
الكاثوليكية في الثلاثينيات، وهربت لتحيا حياة مستقلة في باريس؛ حيث ارتبطت بفيلسوف
الوجودية «جون بول سارتر» في علاقة أكثر من خمسين سنة دون زواج أو تأسيس أسرة، بل
تتخللها مغامرات عابرة لكليهما[27]، وكانت
متمردة على الكنيسة إلى حد الإلحاد، والذي بدأ أولاً بالفصل بين الأرض والسماء،
فتتحدث عن الله بقولها: «يبدو لي غريبًا على العالم الذي يضطرب فيه البشر. فكما أن
البابا في داخل الفاتيكان ليس له أن يهتم بما يجري في الدنيا، فإن الله، في لا
نهاية السماء لا ينبغي له أن يهتم بتفاصيل المغامرات الأرضية»
[28]؛ تعالى الله عما يقول المفترون والجاهلون
علوًّا كبيرًا.
ب- القفزة الكمية والنوعية:
سواء في إشراك النساء في كافة الرياضات، أو من حيث عددهن. وقد بدأت مشاركة النساء
في الأولمبياد بصورة رسمية عام 1900م، في أولمبياد باريس، وكانت تشارك النساء حينها
في ألعاب التنس والجولف فقط، ثمّ أضيف بعد مرور عدة سنوات العديد من الرياضات
النسائية الأخرى، إلى أن أُدخلت الملاكمة إلى القائمة عام 2012م لتلغي كافة القيود
الموجودة على مشاركة النساء في الرياضات المختلفة.
ومن حيث التطور الكمي: مثَّلت المرأة في الألعاب الأولمبية التي أُقيمت في باريس
عام 1900م فقط 2,2% من عدد المشاركين، لتصل النسبة 4% عام 1924م، إلى 23% في لوس
أنجلوس سنة 1984م، و44% في لندن 2012م، و48% في طوكيو 2020م، لتمنح اللجنة
الأولمبية الدولية بالنسبة لدورة 2024م نفس عدد بطاقات التأهل للمشاركة في الألعاب
للجنسين على حدّ سواء؛ حيث يتساوى عدد النساء مع عدد الرجال ضمن 10 آلاف و500 رياضي[29].
لم يكن هذا التطور الكمي وليد الصدفة أو الحظ، بل سياسة متَّبعة منذ عام 1924م،
بزيادة عدد النساء في المناصب في مجالس الإدارة بما يفتح لهن باب حق التصويت؛ بحسب
تصريح مديرة اللجنة الأولمبية الدولية، المسؤولة عن المساواة بين الجنسين، ماري
سالوا، للصحافيين حول ألعاب باريس 2024م، في اليوم العالمي للمرأة في مارس (آذار)
الماضي. وقالت: «وتتويجًا لهذه السياسة المتَّبعة، فإنه وللمرّة الأولى في تاريخ
الألعاب الأولمبية، ستتحقّق المساواة بين الجنسين في المنافسات». وأضافت ماري
سالوا: «بذلنا كثيرًا من الجهد لتنظيم الأحداث النسائية؛ لضمان ظهورها، أي خلال
عطلة نهاية الأسبوع عندما يكون هناك عدد أكبر من المشاهدين، أو خلال أوقات الذروة.
وبالنسبة لحفل الافتتاح، على كل وفد وطني ترشيح اثنين من حاملي العَلم؛ رجل وامرأة»[30].
وإن دل هذا التطور الكمي والنوعي على شيء، فإنما يدل دلالة واضحة على أن ما ورد
بالوثائق الدولية المعنية بالمرأة ليست حبرًا على ورق، كما يظن البعض، وإنما هناك
سعي محموم لتنفيذ كل ما ورد بها كالمادة (10/ز) من اتفاقية القضاء على كافة أشكال
التمييز ضد المرأة (سيداو)، التي تُلزم الدول باتخاذ تدابير تسهم في توفير نفس
الفرص للرجل والمرأة على أساس المساواة في المشاركة النشطة في الألعاب الرياضية
والتربية البدينة. وكذلك فيما سبقها من اتفاقيات ترى أن ما يعتبرونه «قولبة لأدوار
المرأة أكبر حائل دون هذه المساواة المطلقة»[31].
ومن أجل تحطيم القوالب وإحداث سيولة في الأدوار؛ على الحكومات اتخاذ تدابير لإشراك
المرأة بشكل يتساوى مع الرجل في جميع القطاعات[32].
ولا تألو المنظمات الدولية جهدًا في تربية النشء على مساواة الجندر وتماثلية
الأدوار، كما فعلت حركة أفلاطون الدولية -على سبيل المثال- في برنامجها التعليمي من
خلال حصة بعنوان (الوعي بالنوع الاجتماعي)، عبر مجموعة من الأسئلة يتم الاختيار
بينها، ثم يتم تعديل القناعات بالأجوبة الصحيحة كالتالي:
1- رعاية الأطفال والطهي:
أ- للبنات - ب- للأولاد - ج- للبنات والأولاد
2- القدرة على العمل والإنتاج يمكن أن يقوم به:
أ- الرجل والمرأة - ب- الرجل - ج- المرأة
3- الألعاب والرياضة:
كرة القدم:
أ- أولاد - ب- بنات - ج- الاثنان
رفع الأثقال:
أ- أولاد - ب- بنات - ج- الاثنان
ركوب الخيل:
أ- أولاد - ب- بنات - ج- الاثنان
السباحة:
أ- أولاد - ب- بنات- ج- الاثنان
الشطرنج:
أ- أولاد - ب- بنات - ج- الاثنان
4 - المهن:
العمل المنزلي:
أ- أولاد - ب- بنات - ج- الاثنان
قيادة التاكسي:
أ- أولاد - ب- بنات - ج- الاثنان
الالتحاق بالجيش:
أ- أولاد - ب- بنات - ج- الاثنان
ويُفتَرض أن الإجابة التي يعتبرها المدرّب صحيحة هي (الاثنان)!! وفي دليل حديث صادر
عن الحركة تعليمات للمدرب في الجلسة الثانية عشرة بعنوان (الجندر) من قبيل: لا تؤكد
على المنافسة على أساس النوع، وتجنّب طرح أسئلة بطريقة تؤدي إلى عمل تمييزات
«زائفة» بين الذكر والأنثى، على سبيل المثال: «أيها الأولاد ما رأيكم؟ وأيتها
البنات ما رأيكن؟، تجنَّب مقارنة البنات والأولاد أو العكس فيما يتعلق بالسلوك
والمواقف والمؤهلات، على سبيل المثال «البنات في الفصل يضرين نموذجًا ممتازًا».
[33]
الخلاصة:
الرياضة مهمة للذكور والإناث، ولا بد من توفيرها للجنسين بشروط وضوابط يحثنا عليها
الإسلام، والفطرة الإنسانية السليمة. وهي شروط للأسف الشديد لا تتوافر في
الأولمبياد، وإن ادعى استيعابه التنوع وحرية الاختلاف، ومن هذه الشروط:
1- أن تكون للنساء ميادين رياضية وأماكن خاصة بهن لا يُسمَح فيها بالاختلاط بين
الجنسين. فما الذي يعود على المرأة من تسلق الجدار جنبًا إلى جنب الرجل سوى تقديمها
كسلعة ينظر إليها الرجل بشهوة.
2- أن تكون أنواع الرياضة مناسبة للنساء، ولا تقود إلى تحويلهن إلى جنس ثالث بارز
العضلات، لا هو ذَكَر ولا أنثى (مثل المصارعة والملاكمة وكرة القدم... إلخ)، إلى حد
أن قدَّمت المغرب نساء للملاكمة في غياب تام للملاكمين المغاربة الذكور[34].
3- أن ترتدي النساء فيها أزياء شرعية. وهذا ما لا يسمح به القائمون على الأولمبياد،
مثلما حدث مع العداءة الفرنسية سونكامبا سيلا -عضو فريق العدو الفرنسي للسيدات في
مسافة 400 متر-؛ فقد أوردت وكالة أسوشيتد برس أن رسالةً وصلتها مضمونها: «لا يمكنكِ
المشاركة في حفل الافتتاح؛ لأنكِ ترتدين الحجاب»[35].
هذا في الوقت الذي يسمحون لرجل في صورة مسخ إنساني بالمشاركة في حفل الافتتاح بدعوى
الحرية، ليتضح للجميع ماهية الحرية التي يتغنون بشعاراتها، إنها حرية ما وعاه العقل
الأوروبي فحسب، وليس العقل الإنساني، وإن ما يطرحونه من حرية وإخاء ومساواة إنما هو
لمن يرون أنه تخلَّى عن هويته لينعق بما يريدونه.
لذلك علينا متابعة مراجعات مقولات الغرب، وعدم الأخذ بها كمُسلَّمات، مع الوعي
بأنهم «ليسوا سواء»؛ حيث يوجد مُنصفون في الغرب يشيرون دائمًا إلى مآلات العنصرية
الغربية، وأنها تُعبِّر عن ضيق أُفق[36].
والتحذير من النتائج السلبية لما يعتبرونه تقدمًا، وهو مجرد من القيم، فأصبح خطرًا
ليس على الإنسان فحسب بل على الكون[37].
كما أنهم (ليسوا سواء)؛ فمن الغربيين مَن يُسلِّم بحق غيره في الإيمان بعقيدته،
ويمكن تسمية هؤلاء «دعاة الكلمة السواء بين الأمم». ومنهم من يسعى بكل السبل لفتنة
الآخرين في دينهم، وحَمْلهم طوعًا أو كرهًا على الردة عنه.
[1] الاستفتاح بالرؤية الكلية من الأهمية بمكان للباحث أولًا وللإنسان بوجه عام؛
فهي التي تشكل النظارة التي ينظر بها الباحث أو الإنسان إلى المعمورة وأهلها، وأصول
العلاقات بينهم، والحق فيها والباطل، والثابت فيها والمتغير، ومجالات المشترك
الإنساني فيها ومِن ثَم التعاون والتضامن، ومجالات الاختلاف والتدافع بالتكامل أو
التنافس، أو مجالات الاستبعاد والاستقطاب.
[2] السيد
عمر، المرجعية العليا: منهج النظر في الصراع الثقافي والسياسي، ضمن:
«منهج النظر الحضاري في قضايا الأمة: قراءة في فكر طارق البشري»، أمتي
في العالم، المغرب: الدار المغربية للنشر والتوزيع، المجلد الأول، 1444هـ/ 2023م،
ص141.
[3] سيف الدين عبد الفتاح، رؤى العالم والإنسان: وثيقة التنوع
الثقافي الخلاق وحقوق الإنسان الثقافية: رؤية نقدية تحليلية مقارنة من منظور
إسلامي، في: نادية مصطفى، محمد شوقي،
«الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق
قراءة جديدة»، القاهرة: دار عين، 2010م، ص491.
[4] محمد قطب،
«حول التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية»،
القاهرة: دار الشروق، 1418هـ - 1998م، ص46 ،47.
[5] محمد الشيخ وياسر الطائي،
«مقاربات
في الحداثة وما بعد الحداثة... حوارات منتقاة من الفكر الألماني المعاصر»،
بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر، 1996م، ص13.
[6] بول هازار،
«الفكر الأوروبي في القرن الثامن عشر»،
ترجمة محمد غلاب، ج1، القاهرة: دار الحداثة، 1985م، ص2.
[7] فريدريك نيتشه،
«العلم الجذل»، ترجمة سعاد حرب، بيروت: دار المنتخب، 1421ه، ص107.
[8] فريدريك نيتشه،
«ما وراء الخير والشر»، ترجمة جزيلا فالور حجار، بيروت: دار الفارابي، 2003م، ص141.
[9] لم يقف الإلحاد عند حد إنكار الإله أو الحكم بموته، بل سادت
مقولة للوضعيين بتأليه الإنسان:
«إذا كان الإله قد مات، فلا بد أن يحل محله الإنسان»:
E.B.F.Midgley,The
ideology
of
Max
Weber,(Hampshire:
Gower publishing house croft road,1983).p123.
[10] برتراند راسل،
«حكمة الغرب»، ترجمة فؤاد زكريا، الكويت: عالم المعرفة، 1983م، ج2، ص287.
[11] ألبرت
أشفيستر،
«فلسفة الحضارة»، ترجمة عبد الرحمن بدوي، بيروت: دار الأندلس، ط3، 1983م، ص142.
[12] جان ماري شيفر،
«الفن في العصر الحديث... الإستطيقيا وفلسفة الدين»،
ترجمة فاطمة الجيوشي، دمشق: وزارة الثقافة السورية، 1996، ص202.
[13] محمد أسد،
«الإسلام على مفترق الطرق»، ترجمة عمرو فروخ، بيروت: دار العلم للملايين، ط7، 1971م، ص47.
[14]
Olympic
«Games«,
Merriam-Webster, Retrieved 03/08/2021.
[15]
https://n9.cl/evhd3
[16]
https://2h.ae/PFpw
[17] في
الإسلام، الإنسان وهبَه الله العلم {وَعَلَّمَ آَدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا}
(البقرة: 31)؛ الذي سيُعَمِّر به الأرض دون حاجة لسرقة شعلة المعرفة، كما فعلها
برومثيوس في الأساطير الإغريقية، أو كما في التوراة المحرفة، وعلَّم آدم أن يُسمِّي
الأسماء بمسمياتها الحقيقية.
[18]
فكبيرهم زيوس أوجوبيتر إله شهواني، متعجرف، ظالم، متهور، متقلب الأهواء، حقود،
مشغول بشهوات الطعام والغرام، وكان يخادع زوجته
«هيرة»،
ويرسل إله الغمام -بزعمهم- لمدارة الشمس في مطلعها، حذرًا من هبوب زوجته الغيرى
عليه مع مطلع النهار، ومفاجأته بين عشيقاته على عرش
«الأوليمب»، حتى تهمة الشذوذ لم يسلم منها إله الإغريق. لمزيد من التفاصيل
يُنظَر: عباس محمود العقاد، حقائق الإسلام وأباطيل خصومه، بيروت: منشورات المكتبة
العصرية، 1957م، ص40-41. وانظر أيضًا: سيد قطب، خصائص التصور الإسلامي ومقوماته،
القاهرة، دار الشروق: موقع مكتبة نور، ص156.
[19] مارشال بيرمان، كل ما هو صلب يتبخر، ترجمة محمد سيلا، قبرص:
مؤسسة عيبال، 1993م، ص51.
[20] أبرزها النظرية النقدية؛ حيث اعتبر هربرت ماركيوز أن التحرر
الجنسي عنصر مُكمّل لعملية التحرر الاجتماعي، ودعا إلى انعتاق الغرائز الجنسية بلا
حدود، سواء من ناحية الكم أو الكيف، ورفض ربط الجنس بالتناسل، وأقر الشذوذ ومجَّده،
باعتباره ثورة وتمرُّدًا ضد القمع. انظر: هربرت ماركيوز، نحو ثورة جديدة، ترجمة عبد
اللطيف شرارة، بيروت: دار العودة، 1971م، ص139. وانظر أيضًا: حسن محمد حسن، النظرية
النقدية عند هربرت ماركيوز، بيروت، دار التنوير للطباعة والنشر، 1993م، ص125.
[21]
https://2h.ae/YqRE
[22] العربية- نت، 23 محرم 1446هـ - 30 يوليو 2024.
https://www.alarabiya.net/sport/2024/07/27
¡
صحيفة
العراق الإلكترونية، 27 يوليو 2024:
https://iraqnewspaper.net
[23] لمزيد
من التفاصيل يُنظَر: ليندا جين شيفرد، أنثوية العلم، ترجمة يمنى طريف الخولي،
الكويت: عالم المعرفة، عدد 306، أغسطس 2004م، ص12.
[24] لمزيد
من التفاصيل، يُنظر: سوزان ألس واتكنز ومريزا رويدا ومارتا رودريجوز، الحركة
النسوية، ترجمة: جمال الجزيري، مراجعة علمية شيرين أبو النجا، تقديم ومراجعة إمام
عبد الفتاح إمام، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة: 2005م.
[25] المرجع السابق.
[26]https://2h.ae/jiVc
[27] دياب منال، إشكالية الأنوثة في الفلسفة النسوية... سيمون دي
بوفوار أنموذجًا، رسالة ماجستير، الجزائر: جامعة مولاي الطاهر، كلية العلوم
الإنسانية والاجتماعية، 2016/2017م، ص71.
[28] سيمون
دو بوفوار، مذكرات فتاة رصينة، بيروت: دار العلم للملايين، 1959م، ص54.
[29]
https://2h.ae/Gpjr
[30] صحيفة الشرق الأوسط الأحد، 22 مُحرَّم 1446هـ، 28 يوليو 2024م.
[31] البند
18، تقرير المؤتمر العالمي لعقد الأمم المتحدة للمرأة: المساواة والتنمية والسلم،
كوبنهاغن، 14 إلى 30 تموز/ يوليو 1980م، الأمم المتحدة، نيويورك 1981م، ص 9.
[32] البند 48، تقرير المؤتمر العالمي لعقد الأمم المتحدة للمرأة:
المساواة والتنمية والسلم، الأمم المتحدة، مرجع سبق ذكره، ص 18.
[33] https://www.findevgateway.org/sites/default/files
/publications/files/ar_aflatountrainingmanual.pdf
[34]
https://2h.ae/jGb
[35]
https://2h.ae/Arjy
[36] أزوالد
شبنجلر،
«تدهور الحضارة الغربية»، ترجمة أحمد الشيباني، بيروت: مكتبة الحياة، 1964م، ص61.
[37] سيرج
لاتوش، تغريب العالم، ترجمة خليل كلفت، القاهرة: دار العالم الثالث، 1992م، ص24.