الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، وبعد:
تناقلت الشبكات الإخبارية الأجنبية والعربية، ووسائل التواصل الاجتماعي خبر تدشين البابا فرنسيس، زعيم الكنيسة الكاثوليكية، حسابه على «إنستغرام» (خدمة الصور الشهيرة) يوم السبت التاسع عشر من شهر مارس. وكان الأهم في الخبر تهافت المتابعين على الحساب، إذ تجاوز عددهم المليون في أقل من يوم واحد. فهل كان هذا التهافت – أو المعجزة على حد تعبير البعض – ناتجاً عن شعبية حقيقية؟
إن كثيراً ممن قرؤوا الخبر لا يعلمون ما أُعد سلفاً لهذه الكرامة من أحد أولياء النصارى، إذ اجتمع البابا فرنسيس في شهر يناير الماضي بالرئيس التنفيذي لشركة جوجل الأم، إريك شميت، كما اجتمع بالمدير التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، وفي شهر فبراير اجتمع بالمدير التنفيذي ومؤسس خدمة إنستغرام، كيفن سيستروم. وقد علق سيستروم على لقائه بالبابا بقوله: «شرفت اليوم بلقاء البابا فرنسيس. تحدثنا عن قدرة الصور على توحيد الشعوب على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم. لقد كانت إلى حد كبير واحدة من تجارب حياتي التي لا تنسى» (Vatican Radio).
فلما افتتح البابا حسابه على إنستغرام نشر الحساب الرسمي لإنستغرام رسالة ترحيبية بالبابا وحسابِه تَظهر على جانبها صورةٌ من لقاء البابا بكيفن سيسترو م، بمعنى أن خدمة «إنستغرام» روجت لهذا الحساب بين 145 مليون متابع في دقائق. ثم تلا ذلك رسالة ترحيبية من حساب البيت الأبيض على إنستغرام والذي يحوي ما يقارب مليوني متابع.
إن هذه الحادثة مثال على التزييف الإعلامي الذي يوهم الناس بما لا حقيقة له كما يفعل السحرة، ليقدِّم ما حقُّه التأخير، ويؤخر ما حقه التقديم، كما أنها دليل على أن كبير النصارى لا يزال مقدماً عند قومه من ساسة وصناع قرار وإن تظاهروا بعدم التدين.