الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، وبعد:
فقد اعتنت مجلة البيان من وقت باكر بالتأكيد على خطورة المشروع الإيراني على الأمة، وحذرت كثيراً من الانخداع بتلبيسه وشعاراته الكاذبة، وصدعت بقوة لكشف خططه وأحابيله، وكان هذا الموقف منهجاً عقدياً مطرداً لم تؤثر عليه المتغيرات السياسية الإقليمية والدولية، ولم يؤثر عليه اندفاع بعض الأطراف العربية والإسلامية التي أحسنت الظن بآيات وملالي قم، ودعواتهم للتقريب والوحدة الإسلامية المزعومة!
وقد نشرت مجلة البيان عشرات المقالات والملفات الصحفية لرصد المشروع الإيراني وتتبع تداعياته، كما نشر مركز الدراسات والبحوث في المجلة عدداً من الكتب والأبحاث العلمية لبسط هذا الموضوع وسبر أغواره.
ولأهمية الموضوع وتنامي الخطر الإيراني الصفوي خُصص له التقرير الارتيادي السنوي لهذا العام 1437هـ كاملاً بعنوان: «الأمة في مواجهة الصعود الإيراني»؛ لاستشراف مستقبل المشروع الطائفي في المنطقة، وسبر أغواره، واستقراء مصادر قوته ومفاصل ضعفه، ومحاولة رسم معالم المشروع السني ليعيد للعالم الإسلامي تماسكه وتوازنه.
نشر في التقرير أكثر من خمس وعشرين دراسة عالجت التمدد الإيراني من محاور وأبعاد متعددة، ونبشر قراءنا الكرام بوجوده في الأسواق.
إن الخطر الإيراني ليس خطراً مرحلياً عابراً بل هو خطر عقدي وسياسي على الأمة كلها في الحاضر والمستقبل، ومن ثم فإن مواجهته يجب أن تكون أكثر عمقاً وشمولاً.
نسأل الله تعالى أن يستعملنا في طاعته، ويكف عنا شر الأشرار وكيد الفجار.