الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه، وبعد:
نظرة واحدة على الخريطة، تؤكد أن جلَّ القتال، والدمار، ينحصر في عالمنا الإسلامي، ونظرة أخرى، توضح أن الطرف المجني عليه غالباً هم أهل السنة والجماعة؛ مع أنهم أكثر أهل الإسلام.
وأما الجناة ففرقاء اجتمعوا على إبادتنا، فمنهم يهود صهاينة، استخدموا السلاح، والاقتصاد، والإعلام، ويشاركهم العدوان النصارى الصليبيون الذين حاربوا الأمة مباشرة، أو عبر الوكلاء من طغاة وعملاء، وآخرهم الوثنيون، والصفويون؛ الذين يتميزون غيظاً على أهل السنة، ولا يرقبون فيهم أي مشترك أياً كان نوعه!
وهذا الاستهداف الواضح، كفيل بإيقاظ جموع المسلمين، ورفع همتهم، للدفاع عن دينهم، وأعراضهم، ودمائهم، وأراضيهم، وأموالهم. وهذه اليقظة المنشودة لن تكون مؤثرة ما لم تؤوِ إلى ركن شديد، يهدي الضال، ويرشد الحائر، وليس لنا أهل الملة من مرجعية سوى كتاب ربنا سبحانه، وسنة نبينا #، وسيرته الطاهرة.
ولهذا الاستيقاظ أسس علمية، وعملية، وإجراءات سريعة وأخرى بطيئة، وأعمال فردية أو جماعية، بيد أنه من المهم قبل الخوض فيها التنبيه إلى ما يلي:
بركة العمل بموافقة الشرع الحنيف، والاسترشاد ببصيرة الموقعين عن رب العالَمين، العالِمين بشرعه وأمره.
ليس من الضرورة مشاركة كلِّ الحكومات الحالية لضعفها، أو عجزها، وربما ضلوع بعضها في المؤامرة، أو السكوت عنها.
ألا يشغلنا تصحيح الخطأ، ومعالجة الخلل، على أهميته، عن تصور مستقبل أفضل، والتخطيط له، والدأب لبلوغه بصرف الأوقات، والجهود، والأموال.
فمن أسس الاستيقاظ العلمية، رد المسلمين إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم في جميع أمورهم، وترسيخ مفاهيم الإيمان والإحسان، وإصلاح تصوراتهم؛ ومن أولاها بالإصلاح شؤون العقيدة، ثم النظر إلى المجموع بوصفه أمة واحدة، والتعالي على تقسيمات الجغرافيا السياسية، فإن كل المشتركات تؤكد أننا جسد واحد، دينه واحد، ولغته واحدة، ومصالحه واحدة.
ومن ركائز اليقظة العملية إحياء شعائر الإسلام في النفوس، والمحافظة على مبانيه العظام، وترسيخ فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاستعداد للجهاد الشرعي المقدس، فها قد سلت سيوف البغي، ولمع بريقها فوق الرؤوس، ولن تجابه بغير قوة مستعدة؛ ترهب عدو الله وعدونا.
ومنها استثمار المال، والإعلام، والتقنية، والحقوق المعلنة، والقنوات السلمية المتاحة، لتجريم من يعتدي على الأمة، ولتحقيق المكاسب، وكم ترك الأول للآخر، ومن أهمه أمر؛ فسيجد لخدمته طرائق عدة.