الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد بن عبد الله، أما بعد:
فإن حمص ثالث المدن السورية بعد دمشق وحلب، وهي حلقة وصل بين المحافظات وتمثّل موقعاً استراتيجياً عسكرياً لمن يتحكم فيها؛ تتعرّض لهجمة شرسة تتجاوز كل الحدود من نظام بشار الأسد الرابض على سورية بأكملها والقوات المتحالفة معه، كحزب الله اللبناني والقوات الإيرانية، حيث تستعمل ضدها مختلف أنواع الآليات من مدفعية ودبابات وقذائف صاروخية وطيران، مستخدمة في ذلك كل أنواع الأسلحة والمقذوفات، اعتيادية كانت أو غير اعتيادية، كالأسلحة الكيماوية، في قصف متواصل دون انقطاع لساعات طويلة تبلغ الـ 20 ساعة، إضافة إلى الحصار المفروض على المدينة في محاولة لكسر إبائها وشموخها وصمودها وإجبارها على الاستسلام، وما يترتب على ذلك من تقتيل وتحريق وتخريب وإفساد، ونقص حاد في المواد التموينية والصحية.
وإن المرء ليعجب كلَّ العجب من السكوت العربي والدولي الذي يبلغ حدَّ التواطؤ على تلك الجرائم، رغم أن ما يحدث من النظام السوري ليس له ما يسوغه لا قانوناً ولا أخلاقاً؛ لمخالفته ما يدَّعونه من المواثيق والأعراف، وهذا مما يدعو للتعجب والاستغراب، لكن نظراً لكون النظام السوري الحالي - عجَّل الله سقوطه وانهياره - يقوم بدور الحماية لليهود، وأن البديل المحتمل له هو وصول إسلاميين للسلطة ما يهدد الوجود اليهودي؛ يتم السكوت والتجاوز عن تلك المجازر المستمرة، لكن لو كان هذا هو مسوغ أمريكا ودول الغرب التي لم تكن مواقفها يوماً لصالح الأمة، فما عذر العرب والمسلمين من وقوفهم مكتوفي الأيدي أمام حملة إجرامية تهدف للتصفية والإبادة؟!
فمَن لحمص وشعب حمص يقف معهم ويمدّ يد العون لهم كي يدافع عنهم ويحميهم من بطش بشار وحزبه؟.. إن لم تقف الأمة معهم وتمدّ يد العون لهم بالمال والسلاح والرجال ليوشكن أن تمتد يد الظلم والطغيان إلى مناطق وأماكن أخرى كي تكرر إفسادها وإجرامها إن لم تجد ما يحول بينها وبين شرورها.
اللهم احفظ حمص وأهلها، وأنجهم مما ينزل بهم من الشر والفساد.. آمين.