يزعم بعضهم أن الفيلم المسيء لمقام النبي صلى الله عليه وسلم عملٌ معزولٌ في الغرب لا ينبغي الالتفات إليه. والحقيقة أن سياسة الاستعلاء والكبر التي يتعامل بها الغرب مع الآخرين تجعله غير قادر على تفهّم مشاعر غضب المسلمين عند تطاوله على سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام، وهي نفسها التي تجعله يزدري قيمهم ومقدساتهم.
والذي لا شك فيه أنَّ الفكر الغربي تأسَّس في رؤيته لنا على أساطير الكراهية والعنصرية وازدراء الإسلام، وازدادت حدة هذه الأساطير، التي ينفخ فيها الإعلاميون والساسة والمفكرون، بشكل متسارع جداً؛ مع تنامي ظاهرة الخوف من الإسلام، ونحسب أن هذا الفيلم حلقةٌ من منظومة واسعة من حرب الأفكار التي تصَّاعد مع مرور الأيام.
إن مناهج التعليم والإعلام في الغرب تشكّل المعارف وتبني الصورة الذهنية للمجتمع الغربي عن جناب النبي صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام، وقد أُعدّت دراسات كثيرة عن صورة المسلمين والإسلام في التعليم والإعلام، وخرجت بنتائج مذهلة في تقصّد كثير من الغربيين - على المستويين الرسمي وغير الرسمي - تشويه الإسلام والتنفير من المسلمين، ومن ذلك دراسة أعدّتها الباحثة «مارلين نصر» عن صورة العرب والإسلام في الكتب المدرسية الفرنسية نشرها مركز دراسات الوحدة العربية، ذكرت فيها أن الكتب المدرسية تقدّم العرب بصفتهم نهابين مخرّبين سفاحين!
إن مشاعر الغضب التي عمَّت الشارع الإسلامي تدل على فطرة صادقة وعاطفة حية للشعوب المسلمة، ومن واجب الدعاة والمصلحين أن يستثمروا هذه العواطف بمشاريع فاعلة لتعزيز الهوية والولاء للدين، ونشر تعاليم الإسلام.. نسأل الله – عزَّ وجل – أن يرزقنا شربة من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، ويُنعم علينا بصحبته في الفردوس الأعلى من الجنة.
وصلى الله عليه وسلم