إن إصرار الكيان الصهيوني على يهودية الدولة له أبعاد عقدية وسياسية خطيرة جداً من أهمها :
أولا : مركزية الدين في الخطاب السياسي اليهودي .
ثانياً : تأكيد الحق التاريخي ( المزعوم ) لليهود في فلسطين أو كما يسمونها بأرض الميعاد.
ثالثاً : إلغاء حق العودة للمهجرين الفلسطينيين.
رابعاًُ: تهودي الأرض الفلسطينية عموما ومدينة القدس خصوصا وتغيير وجهها التاريخي والحضاري .
خامساً : العمل على ترحيل فلسطيني الداخل والسعي إلى إخلاء دولتهم من جميع العرب أو كما سماها وزير الخارجية ليبرمان في خطابه في الأمم المتحدة بسياسة ( التبادل السكاني ) وهذا مصطلح مخادع يراد به انتزاع السكان الأصليين من جذورهم التاريخية وديارهم واستنبات شذاذ الأفاق بدلا منهم .
والمشكلة الحقيقية أن بعض السياسيين الفلسطينيين والعرب لا يدركون خطورة تداعيات هذا الخطاب الصهيوني في الحاضر والمستقبل وينظرون إليه بتبسيط شديد يتجاوز معظم الحقوق الفلسطينية .
واللافت للنظر أن الحماس الصهيوني ( السياسي والشعبي ) لمشروع ( يهودية الدولة ) يقابله في العالم العربي حماس رسمي لمشروع ( علمانية الدولة ! ) والخجل من الدعوة إلى إسلاميتها بل الحرب عليها والتشنج في التعامل مع المطالبين بها.لقد نجح الصهاينة في تحقيق أهدافهم المرحلية والإستراتيجية في كل مفاوضات السلام ابتداءً من كامب ديفيد مروراً بمدريد وأوسلو وأنابولس ... وغيرها لأنهم يحملون قضية عقدية يؤمنون بها وفشل العرب لأنهم بلا قضية آو عقيدة .