لأربعةِ قرونٍ خلَّدَ التاريخُ الإنجليزيُّ اسمَ «السيرْ فرنسيسْ دريكْ» الذي أغرقَ أسطولَ أرمادا الإسبانيِّ العظيمِّ ببضعةِ قواربَ مشتعلةٍ.
لكن جيري بروتنْ - المحاضرَ بكليةِ هولووي الملكيةِ - يذكرُ أن ثمةَ رسالةً أرسلَها رئيسُ استخباراتِ الملكةِ إليزابيثْ الأولى «والسينجهامْ» إلى سفيرِها في إسطنبولَ أظهرتْ أن مناوراتِ الأسطولِ العثمانيِّ - لا قواربَ دريكْ - هي التي أربكتْ مخططَ إسبانيا في الغزوِ. يقولُ بروتنْ:
«إن تحركاتِ الأسطولِ العثمانيِّ في البحرِ المتوسطِ قسَّمتْ أسطولَ أرمادا الذي بعثَه فيليبْ الثاني. لذا علينا أن نضيفَ، إلى جانبِ القصصِ التي تحكى لنا في المدارسِ حولَ فشلِ أسطولِ أرمادا في غزوِ وتدميرِ البروتستانتيةِ، سببًا آخرَ: وهو التحالفُ الأنجلو-عثمانيُّ الذي توسطتْ به إليزابيثْ ووالسينجهامْ [وغيرُهم]»[1].
جاءَ في رسالةِ «والسينجهامْ» : «إن جلالةَ الملكة... سألتي أن أطلبَ منك أن توظفَ كلَّ جهدِك وخبرتِك [في الدفاعِ عن إنجلترا]». وكانَ والسينجهام يرجو أن تُبقي القواتُ الإسلاميةُ أسطولَ إسبانيا «منشغلًا جدًا» بـ «بعضِ الغاراتِ من الساحلِ الإفريقيِّ».
ولم تكنْ قصةُ إحراقِ سفنِ الأسطولِ من قبلِ الإنجليزِ إلا في نهايةِ الحربِ، لما اقتربَ الأسطولُ من سواحلِ فرنسا المقابلةِ لإنجلترا وبالتحديدِ من مدينةِ كاليه.
[1] The Guardian, “Why we must thank the Turks, not Drake, for defeating the Armada.”