قد يجد الداعية إلى الله صعوبة في إصلاح بعض المنكرات الظاهرة التي يتمسك بها كثير من الناس، نظراً لتمكن هواها في النفوس بما يجعل أمر تركها عسيراً، فيحدث هذا وهناً في قلب المصلح، ويضعفه عن مواصلة طريق الإصلاح، نظراً لما يراه من شدة تمسكٍ ببعض المعاصي التي نصح فيها كثيراً، ولم يجد لذلك أثراً.
الذي يجب مراعاته هنا هو أهمية الحث على الطاعات والمندوبات، والتحفيز نحو تكثير الحسنات، فمن لم تقو نفسه على ترك بعض السيئات من الأقوال والأفعال، فيجب أن يحفز لأن يكثر من الطاعات ويزداد من الحسنات، فالطاعات سبب لتكفير السيئات، كما قال ربنا جل في علاه(إن الحسنات يذهبن السيئات)، وجاء في وصية نبينا صلى الله عليه وسلم: (واتبع الحسنة السيئة تمحها)، كما أن للطاعة بركة على صاحبه، وقد تكون سبباً لترك ما تعود عليه من بعض المعاصي.
إن هذا ليس تهويناً من واجب الاستمرار في النصح والنهي عن المنكر، وإنما أن نلفت أعيننا إلى طريق عظيم النفع في تهذيب النفوس، وإصلاح المجتمعات، وهو إشاعة المعروف بينهم، وتعويدهم على الطاعة، وهو طريق سهل ميسور، سريع الثمرة، ويقبل عليها الناس، وما فتح إنسان للناس باب خير أو دلهم على مجال نفع إلا وعجب من عظيم استجابتهم، ولا عجب، فمادة الخير عميقة في نفوس الناس، وسيظهر أثر ذلك سريعاً مع كل المشاريع والبرامج النافعة.