الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه، وبعدُ:
على اعتبار أن الحرب العالمية الثانية امتداد للحرب الأولى؛ فإن من أهم نتائجهما كان إسقاط الإمبراطوريات القديمة، وإبعاد السلالات الحاكمة في كلٍّ من روسيا والدولة العثمانية وألمانيا واليابان، وفرض أنظمة جديدة، بل وقام المُنتصِرون بصياغة دساتير الدول المهزومة.
ويمكن اعتبار ما يُسمَّى بالنظام العالمي الحالي بأنه مجرد وصفة غربية (أمريكية) لقيادة العالم، والتحكُّم فيه. وما نشهده حاليًا من الصراع في أوكرانيا تحت شعار «إلى عالم مُتعدِّد الأقطاب»، وارتداداته من إعادة التموضع العالمي، وترحيب الرُّوس -على لسان بوتين- بالدولة العثمانية، والإعلان الألماني المضحك عن محاولة انقلاب مزعومة لمجموعة يقودها أمير ألماني يبلغ من العمر 71 عامًا.
لكن الانقلاب الحقيقي يتمثل في تنامي عدد الرافضين للحكومة الألمانية الحالية، وعدم الاعتراف بها؛ لأنها مُنتَج أمريكي، وزيادة التطلع لعودة الرايخ.
يُضاف لذلك إعلان الحكومة اليابانية تغيير العقيدة العسكرية للبلد التي صاغتها أمريكا بعد الحرب، وعودة الحياة للجيش الياباني العابر للحدود، نعم إنه برغبة أمريكية، ولكن بنكهة إمبراطورية.
والمحصلة أن الظروف مُواتية لعودة الاعتبار للإمبراطوريات؛ فالشعوب تحنّ للماضي؛ فقد انتهت صلاحية فرساي ولوزان وجمهورية فايمار الألمانية.