الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه، وبعدُ:
ضرب العالمَ منذ سنتين فيروس كورونا أو (كوفيد 19) أيّاً كان اسمه، لكنه بالتصنيف العلمي كائن فيروسي. والذي لا يعلم؛ فإن الفيروسات هي مجرد حمض ريبوزي محاط بغلاف بروتيني لا ينمو بذاته ولا يتكاثر بنفسه وليس لديه قدرة على توليد طاقة خاصة به.
مَن أوجد هذا الفيروس وسيَّره وطوَّره إنه ذكاؤه... هكذا يقول أستاذ أمراض الباطنة والمناعة بجامعة نيوجيرسي: «إن فيروس كورونا أصبح ذكيّاً في التعامل مع الأجسام المضادة»! فهل هذا وصف علمي محايد أم تحمل تلك العبارة مضامين فلسفة الغرب المادية المنكرة للإله؟ فحتى العلوم التطبيقية البحتة مثل الهندسة والطب والكيمياء في الغرب كلها مغلَّفة بغلاف العلمانية، إنه علم يصوغ المعرفة معبأة بالمفاهيم العلمانية.
والحقيقة العلمية المحايدة ينبغي أن تصف قصور عقولنا عن فهم طبيعة عمل الفيروسات، التي خلقها الله ليقيم الحجة على خلقه، ويستنهض فيهم جذوة العقل التي أودعها الله بني آدم.
تلك الطريقة العلمانية الغربية في فهم ووصف العلوم وتدريسها تزيد اغتراب المسلم عن دينه وفهمه لطبيعته وتصوره عن الله سـبحانه وتعالى، وتتسلل إلى عقله الباطن دون وعي منـه، وتؤسس لمنظومة حياتية كاملة بعيدة عن الله.
بقي أن نعرف أن أستاذ أمراض المناعة المذكور آنفاً هو دكتور مسلم من أصول عربية؛ فهل كان يدري مدلولات عبارته تلك ويعنيها، أم أنها تسربت إليه من حيث لا يدري؟ الله أعلم... لكنها أسئلة تثبت عجزنا أو جهلنا!