الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، وبعد:
اجتمع أعداء السنة من كل حدب وصوب من أعلام ورموز الصوفية والباطنية والروافض والعلمانيين في جروزني عاصمة الشيشان على حرب أهل السنة والجماعة، وعقدوا مؤتمرهم البدعي تحت مسمى «أهل السنة»، الذي ضم بعض رؤوس أهل البدع ليقرروا من هم أهل السنة والجماعة! فأدخلوا فيهم من شاؤوا وأخرجوا من شاؤوا، فأخرجوا أحق من يوصف بأهل السنة والجماعة أصحاب الاعتقاد السليم، وهم أهل الحديث.
إن أول ما يصدم المتابع لهذا المؤتمر أنه عقد برعاية روسية، فالدولة التي تنتهك جميع الحرمات في بلاد الشام تريد أن تؤسس رؤية جديدة للسنة، ومعنى مصطنعاً للإسلام تخضعه لمصالحها السياسية، ولهذا استقطبت حشداً من أهل الأهواء وصنَّاع الاستبداد!
لقد بزغ فجر الإسلام ونوره من مكة والمدينة ثم عم الأرض بنوره وضيائه فكان أهل السنة أهل الحديث أتباع الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - هم أحق من يضع المعايير لبيان من ينطبق عليهم وصف أهل السنة، وكأن المجتمعين في عاصمة الشيشان الذين لا يربطهم بالسنة إلا مجرد الدعوى يقومون بعملية تصفية حسابات فكرية وسياسية مع من يخالفونهم في مسائل الاعتقاد.
وكما أخرجوا أهل الحديث؛ فقد أخرجوا من مراكز العلم المدينتين اللتين شهدتا فجر الإسلام وبزوغه وإليهما يأرز في آخر الزمان كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، وهو يأرز بين المسجدين، كما تأرز الحية في جحرها»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «وهو يأرز بين المسجدين»؛ أي مسجد مكة الحرام ومسجد المدينة النبوي، فلم يكن لمكة والمدينة - النبع والختام - أي ذكر في بيانهم الختامي، فكان المؤتمر مؤتمراً لتحريف السنة ولإقصاء المخالف من أوسع الأبواب.