البيان/صحف: يتنامى القلق داخل الأوساط الاقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة من تصاعد نفوذ التيارات الشعبوية اليسارية، في وقت تتراجع فيه هيمنة التيار الوسطي، ويستمر استقطاب المشهد بين اليمين المتشدد واليسار الراديكالي، وفق تحليل نشرته الكاتبة الاقتصادية رنا فوروهار في صحيفة فاينانشال تايمز.
ورأت فوروهار أن هذا التحول ينعكس بوضوح في سباق عمدة نيويورك، حيث يتصدر المرشح الاشتراكي الديمقراطي زهران ممداني استطلاعات الرأي بعد انسحاب العمدة الحالي إريك آدامز. كما يبرز في المشهد عدد من المرشحين اليساريين الآخرين، مثل غراهام بلاتنر وعضو الكونغرس ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، التي يُتوقع أن تترشح للرئاسة أو مجلس الشيوخ في 2028.
وأشارت فوروهار إلى أن هذه التحركات تدفع رجال الأعمال وممولي وول ستريت إلى التحرك، عبر تمويل حملات دعائية مضادة، خاصة ضد ممداني، في محاولة لوقف تمدد الشعبوية اليسارية التي باتت تركز على قضايا مثل الرعاية الصحية المجانية، تجميد الإيجارات، وتقييد نفوذ الشركات الكبرى.
وفي سياق متصل، ربطت الكاتبة بين صعود هذا التيار وأزمة الإغلاق الحكومي الراهنة، الناجمة عن رفض الديمقراطيين تمرير ميزانية تتضمن تخفيضات في الرعاية الصحية مقابل إعفاءات ضريبية للأثرياء، وهو ما اعتبرته السيناتور إليزابيث وارن "موقفاً صائباً".
وترى فوروهار أن الجدل القائم لا يتعلق فقط بالصراع بين اليمين واليسار، بل بصياغة سياسات اقتصادية قابلة للتنفيذ. فبينما يقدّم الشعبويون حلولاً جذرية لمشاكل حقيقية، يبقى التحدي في الجمع بين العدالة الاجتماعية والواقعية الاقتصادية.
واختتمت الكاتبة تحليلها بالتأكيد على أن ما كان يُعرف بـ"الوسط السياسي" في أمريكا يضعف تدريجياً، وأن الانتخابات المقبلة ستُحسم بناءً على قدرة أي من الطرفين على إقناع الطبقة العاملة بأنه يمثل مصالحها.