البيان/وكالات: كشفت مجلة "ذا نيو هيومانتاريان" (The New Humanitarian) في تقرير استقصائي نُشر مؤخرًا، عن اتهامات مثيرة للجدل بحق سوزانا تكاليك، المسؤولة الأممية الأعلى في قطاع غزة، تتعلق بـ"تواطئها مع السلطات الإسرائيلية" في إدارة ملف المساعدات الإنسانية، وسط أزمة غير مسبوقة يعيشها القطاع منذ أشهر.
وبحسب التقرير، الذي أعدّه الصحفيان رايلي سباركس وجاكوب غولدبرغ، فإن تكاليك -التي عُيّنت بداية عام 2025 في منصب نائب منسق الشؤون الإنسانية للأراضي الفلسطينية المحتلة- "مكّنت إسرائيل من استخدام المساعدات كسلاح لتجويع سكان غزة"، كما اتُّهمت بـ"الإساءة إلى زملائها من العاملين الفلسطينيين والدوليين"، و"المساهمة في زرع الانقسام بين العاملين في القطاع الإنساني".
ونقل التقرير عن 11 عاملًا في المجال الإنساني، بينهم 5 في مواقع قيادية، قلقهم من أداء تكاليك، مشيرين إلى أنها "سمحت للسلطات الإسرائيلية بالتلاعب بالاستجابة الإنسانية، وردّدت روايات إسرائيلية دون تمحيص، وألقت باللوم على الفلسطينيين في نقص المساعدات".
وأبرز التقرير واقعة تفاوض تكاليك مع السلطات الصهيونية لإدخال شحنة طعام للكلاب الضالة قرب أحد المقار الأممية، في وقت كانت فيه المجاعة تهدد حياة آلاف الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
كما أشار إلى أن المسؤولة الأممية تفاوضت في مايو الماضي على إدخال أول شحنة دقيق منذ فرض الحصار الكامل، لكنها وُزّعت على المخابز فقط، وهو ما أدى إلى فوضى وعمليات نهب، وترك شمال غزة دون خبز بسبب إغلاق معظم المخابز.
من جهة أخرى، نفت تكاليك معظم الاتهامات، مؤكدة أن "مواقفها تعكس سياسات الأمم المتحدة"، وأن أولويتها "توصيل المساعدات للفلسطينيين بأكثر الطرق كفاءة ومبدئية وأمانًا". وأضافت أن "الادعاءات المتعلقة بتسهيل التهجير القسري أو تقويض الجهود الإنسانية غير دقيقة".
وبحسب المجلة، فقد أثارت علاقة تكاليك بوحدة "كوغات" الصهيونية، المسؤولة عن التنسيق مع المنظمات الدولية، شكوكًا داخل أوساط الإغاثة، إذ تحدث بعض العاملين عن "تعرّضها الدائم للتلاعب من قبل الجانب الإسرائيلي".
واختتم التقرير بتساؤلات حول استمرار تكاليك في منصبها رغم الانتقادات الواسعة، وسط دعوات متزايدة لمراجعة طريقة إدارة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في غزة، في ظل ما وصفه مراقبون بـ"التحديات الأخطر في تاريخ العمل الإنساني بالقطاع".