البيان/صحف: حذرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية من أن منطقة بحر البلطيق تشهد تصعيدًا عسكريًا خطيرًا بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، معتبرة أن الوضع يقترب من "درجة الغليان"، مع احتمالات متزايدة لاندلاع صراع مفتوح.
وأشارت الصحيفة إلى أن انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو بين عامي 2023 و2024 حوّل بحر البلطيق فعليًا إلى ما وصفته بـ"بحيرة تابعة للناتو"، في ظل وجود تسع دول مطلة عليه، إلى جانب النرويج والمملكة المتحدة المتصلتين به عبر بحر الشمال. وتبقى روسيا على تماس مباشر مع البلطيق من خلال خليج فنلندا ومقاطعة كالينينغراد.
وفي هذا السياق، سلطت الصحيفة الضوء على دخول المدمرة الأميركية "يو إس إس بول إغناتيوس" إلى بحر البلطيق مؤخرًا، مشيرة إلى أن صواريخ "توماهوك" المحمولة على متنها قادرة على بلوغ مناطق عميقة داخل الأراضي الروسية، بما في ذلك جبال الأورال.
ووفقًا للتقرير، تعتبر موسكو أن أهمية بحر البلطيق تتجاوز البعد العسكري، إذ تمثل المنطقة محورًا جيواستراتيجيًا بالغ الحساسية في ظل تمدد الناتو شرقًا. وبالمقابل، تدفع روسيا باتجاه تعزيز حضورها البحري وتطوير بنيتها التحتية في الموانئ الشمالية.
وفي هذا الإطار، ذكرت الصحيفة أن الحكومة الروسية أقرت في أكتوبر 2023 خطة لتطوير مركز النقل في مدينة أرخانغيلسك على البحر الأبيض حتى عام 2035، بهدف إنشاء منطقة بحرية عميقة تُمكّن من توسيع حركة الملاحة في المناطق التي لا تتجمد خلال فصل الشتاء.
كما أُعلن في منتدى الطاقة الذرية الأخير عن إطلاق أول رحلة شحن تجريبية من الصين إلى أوروبا عبر طريق بحر الشمال، والمتوقع أن تختصر زمن الرحلة بـ 22 يومًا مقارنة بالمسار التقليدي عبر قناة السويس، في خطوة تعكس الطموحات الروسية في إيجاد بدائل استراتيجية للتجارة البحرية.