• - الموافق2025/10/18م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
تفاؤل حذر بشأن اجتماع نتنياهو وترامب .. والكلمة الفصل في يد

قبل يوم من اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض، الاثنين، نشر ترمب تغريدة على موقع "تروث سوشيال" مبشراً بوجود فرصة حقيقية لصنع "إنجاز عظيم" في الشرق الأوسط.

 

البيان/وكالات: قبل يوم من اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض، الاثنين، نشر ترمب تغريدة على موقع "تروث سوشيال" مبشراً بوجود فرصة حقيقية لصنع "إنجاز عظيم" في الشرق الأوسط.

قال: "لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجاز عظيم في الشرق الأوسط. الجميع على أهبة الاستعداد لشيء مميز لأول مرة على الإطلاق". وأكد في نهاية التغريدة: "سنحققه".

وتكشف كلمات ترمب عن تطلعه لرسم نهاية للحرب في غزة، وتنم عن أن لقاءه برئيس الوزراء الصهيوني سيشهد ضغطاً لتحقيق مطالب الإدارة الأميركية وتنفيذ خطتها المكونة من 21 نقطة، التي تتضمن وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى الصهاينة.

وفي مقابلة مع موقع "أكسيوس"، الأحد، قال الرئيس الأميركي إن المفاوضات حول خطته لإنهاء الحرب في غزة "في مراحلها النهائية"، معبراً عن اعتقاده بأن التوصل إلى اتفاق قد يفتح الطريق أمام سلام أوسع في الشرق الأوسط.

وأضاف: "الجميع اجتمعوا من أجل إبرام الاتفاق، لكن ما زال علينا إنجازه"، مشيراً إلى أن الدول العربية "كانت رائعة في التعاون بهذا الملف"، وأن حركة "حماس" الفلسطينية تشارك في العملية بوساطة تلك الدول.

ورغم التفاؤل الأميركي والحذر الصهيوني، يشير المحللون إلى حبل دبلوماسي مشدود في لقاء ترمب ونتنياهو؛ وهو اللقاء الرابع منذ مجيء ترمب للسلطة في يناير الماضي.

ويُحذر خبراء أميركيون من "فخ تاريخي"  وسط تقديرات وسيناريوهات حول ما سيحدث في هذا اللقاء: هل سيرضخ نتنياهو لضغوط ترمب ويقدّم "تنازلات مؤلمة"؟ هل سيتبنى مطالب أعضاء حكومته في تحدٍ لإدارة ترمب؟ وإذا استجاب نتنياهو، فهل يعني ذلك بارقة أمل في إنهاء الحرب بقطاع غزة المدمر؟ أم ستغرق المنطقة في اتهامات متبادلة أعمق حول جدول الأعمال وكيفية تنفيذ الإفراج عن الأسرى المحتجزين وكيفية نزع سلاح "حماس"، ومعضلة "اليوم التالي"؟.

وتقضي خطة ترمب المكونة من 21 نقطة، التي تسربت تفاصيلها، بوقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الأسرى أحياءً وأمواتاً خلال 48 ساعة، ونزع سلاح "حماس" وخروجها من غزة، والعفو العام، وتوفير ممر آمن للمقاتلين الذين يتعهدون بـ"التعايش"، وتشكيل قوة دولية بقيادة الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار، وحكم انتقالي في غزة ينتقل من مراقبين دوليين إلى هيئة وطنية فلسطينية مع استبعاد "حماس"، وإعادة إعمار بتمويل خليجي تُمهّد الطريق نحو تطلعات الدولة.

يقول آرون ديفيد ميلر، الزميل الأول في مؤسسة"كارنيغي" والمفاوض السابق في شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية: "خطة ترمب ضربة عبقرية طموحة تتضمن إطلاق سراح الرهائن، وتحييد (حماس)، مع ضمان تأييد العرب وتمويل إعادة الإعمار؛ لكنها تفترض أن ائتلاف نتنياهو لن ينهار".

ويضيف: "يواجه نتنياهو فخاً تاريخياً: إما الاستجابة لقاعدته اليمينية، أو المخاطرة بإغضاب ترمب الذي تُعطي سياسته (أميركا أولاً) الأولوية الآن لتحقيق فوز سريع على حساب المساعدات التي لا تنتهي لإسرائيل".

وتابع: "سينحني نتنياهو لمطالب ترمب إذا ربط ترمب المساعدات الأميركية البالغة 3.8 مليار دولار سنوياً بامتثال إسرائيل؛ وستستجيب (حماس) بإطلاق سراح الأسرى مقابل العفو وضمانات بعدم الملاحقة في الخارج؛ لكن بند العفو عن قادة (حماس) يبدو أنه غير قابل للتنفيذ بالنسبة لإسرائيل واليمين المتطرف، وهو ما يعني حقل ألغام في التنفيذ".

من جانبه، خفف دينيس روس، مبعوث السلام في عهد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الذي يعمل الآن في معهد واشنطن، من الحماسة، قائلاً: "النقاط الإحدى والعشرون تُوفق بين مسألتين لا يمكن التوفيق بينهما: خروج (حماس) دون تحقيق كامل للنصر، وإحياء السلطة الفلسطينية".

وتُحذّر تمارا كوفمان ويتس، من معهد "بروكينغز"، من "حقل ألغام" إذا أبطأت الدولة العبرية في الانسحاب من قطاع غزة، مُشيرة إلى أنّ تحوّل أهداف نتنياهو الحربية من هزيمة "حماس" إلى "النصر الكامل" سيُقوّض الثقة.ويتوقع المحللون صدور بيان مشترك في أعقاب اجتماع ترمب ونتنياهو، ويشيرون إلى تباين السيناريوهات المحتملة المترتبة على الاجتماع ما بين التفاؤل والتشاؤم والتسويف.

وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إن العناصر المتعلقة بالحكم والأمن والتنمية في غزة غير واضحة حول أسلوب التنفيذ والخطة الزمنية، لكن الصحيفة تفاءلت بإمكانية أن تفضي الخطة إلى فتح الباب أمام قيام دولة فلسطينية إذا تم تنفيذ جميع الإصلاحات التنموية والسياسية التي تقدمها الخطة.والسيناريو المتفائل هو أن تبدأ الدولة العبرية الانسحاب التدريجي من قطاع غزة بعد إطلاق سراح الأسرى، وأن تقدم الولايات المتحدة ضمانات أمنية، مثل تبادل المعلومات الاستخباراتية، على نحو يخفف من حدة تمرد اليمين المتطرف في الائتلاف الصهيوني، وأن يتم إبرام هذا الاتفاق قبل حلول العاشر من أكتوبر ، وهو موعد إعلان جائزة نوبل للسلام.ووفقاً لهذا السيناريو ستتدفق أموال إعادة الإعمار.

أما السيناريو المتشائم فهو أن يتمكن اليمين المتطرف من إجبار الحكومة على إجراء انتخابات، والاستمرار في العمليات العسكرية في مدينة غزة، مما يرفع بالتبعية عدد الضحايا، مع غياب دور السلطة الفلسطينية، وهو ما يُعيق خطط إعادة الإعمار وخطط مسار إقامة دولة فلسطينية، ويعيد النقاش حول الإبادة الجماعية والتجويع.

ثمة احتمال آخر يتمثل في "التسويف"، وهو ما ترجح صحيفة «نيويورك تايمز» أن يسعى إليه نتنياهو وإلى تأجيل إعطاء الموافقة وطلب وقت إضافي من البيت الأبيض لإجراء تعديلات والسعي إلى تحسينات على الخطة.ويراهن نتنياهو على أن ترفض "حماس" الخطة، وبالتالي يتمكن من إلقاء اللوم عليها في أي جمود يواجه التنفيذ، لكن مسؤولي البيت الأبيض يؤكدون أن إدارة ترمب غير مستعدة لقبول المزيد من التأجيل.وستحدد نتيجة اجتماع البيت الأبيض ليس فقط مسار حرب غزة، بل أيضاً مسار حكومة نتنياهو ومستقبله السياسي.

 

أعلى