البيان/متابعات: كشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، عن تحرّكات ومناورات صهيونية لتفادي الضغوط الدولية، بسبب حصارها المطبق على قطاع غزة منذ شهرَين، ومنعها دخول المساعدات الإنسانية للقطاع.
وأوضح مصدر مصري أن الحكومة الصهيونية أخطرت الإدارة الأميركية والوسطاء في مصر عن شروعها في ترتيبات من شأنها تسريع وتيرة السماح بدخول المساعدات للقطاع عبر آلية تضمن عدم وصولها لمقاتلي المقاومة، أو سيطرة حركة حماس على عمليات توزيعها، ورجّح المصدر دخول الآلية الصهيونية المقترحة حيّز التنفيذ قبيل بدء الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته للمنطقة، التي من المقرّر أن يسبقها الإعلان عن هدنة إنسانية.
وأوضح المصدر المصري، أن الآلية الصهيونية، تتمثل في إقامة منطقة عازلة في محافظة رفح الفلسطينية، وإقامة منطقة آمنة بالقرب من الحدود المصرية في المنطقة المحصورة بين ممر صلاح الدين "فيلادلفي"، وممر "موراغ" الذي استحدثه جيش الاحتلال الصهيوني مؤخراً، والسماح بانتقال المدنيين إليها، وكشف المصدر أن الجانب الصهيوني اقترح إحدى الشركات الأميركية للإشراف على توزيع المساعدات، وتنظيم الإدارة المدنية لتلك المنطقة.
كما كشف المصدر المصري أن الشركة المقترحة، يملكها رجل أعمال أميركي يحمل الجنسية الصهيونية، ويرتبط بصلة قرابة مباشرة بجاريد كوشنر زوج ابنة ترامب، ومساعده السابق، موضحاً أن الشركة سبق وأن نفذت أعمالاً أمنية في بعض دول أميركا اللاتينية، كما أنها تمتلك سابقة عمل في منطقة الخليج، إذ ترتبط بعقود في دولة الإمارات، وفقاً للمصدر نفسه. وقال المصدر إنّ الشركة التي من المتوقّع أن تتولى استلام وتوزيع المساعدات، تضمّ عناصر سابقين من المنتسبين للجيش الأميركي، وموظفين ومقاتلين سابقين يحملون الجنسية الصهيونية.
في غضون ذلك، كشف مصدر مصري آخر على اطّلاع بالوساطة المصرية بشأن الوضع في غزة، أنّ جولة المفاوضات الأخيرة التي استضافتها القاهرة، مع وفد قيادة حركة حماس السبت الماضي، لم تكن موفّقة بالدرجة الكافية، إذ لم ينتُج عنها اختراق واضح في الموقف الخاص بإنهاء الحرب.
وأوضح المصدر أنّ التصوّر الذي قدمته حركة حماس في ما عرف باسم "الرزمة الشاملة"، تمسكت خلاله الحركة بالنصّ على نحوٍ واضح لا يحتملُ اللُّبس، وبضمانات واضحة على إنهاء الحرب منذ اللحظة الأولى، مبرِّرة موقفها بأنها ستلتزم مقابل ذلك بتسليم الأسرى دفعة واحدة.
وجاء عدم عبور عقبة "إنهاء الحرب" كلياً، في وقت رفض فيه أيضاً رئيس حكومة الاحتلال الصهيونية بنيامين نتنياهو إنهاء الحرب، رغم الموافقة المبدئية من جانب المبعوث الأميركي للشرق الأوسط على الطرح الذي قدمته حماس، بحسب المصدر المصري.
وبحسب المصدر، فقد لعبت قطر في المقام الأول، وبعدها تركيا، دوراً في ترويج رد حركة حماس ومقترحها لدى الإدارة الأميركية، مطالبين إياها بضرورة ممارسة ضغوط على رئيس الحكومة الصهيونية لدفعه للقبول بالتصوّر الذي يلبي مطالب الجميع.