وعلى مدار الأشهر الماضية، تعرضت مساجد عدة لحوادث مأساوية أودت بحياة العشرات من الأئمة والمصلين. وأثار استهداف دور العبادة المتكرر القلق والخوف في نفوس الأهالي والمصلين فيها.
وتشير مصادر محلية إلى أن العديد من المساجد في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة، بالإضافة إلى مدينتي أم درمان وبحري ومناطق مختلفة في دارفور، تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة القصف المدفعي الذي نفذته قوات الدعم السريع. وأسفرت هذه الهجمات عن تدمير بعض المساجد بشكل جزئي أو كلي، بينما تم تحويل أخرى إلى مواقع عسكرية ومخازن للأسلحة.
و أفاد مدير هيئة الأوقاف الإسلامية في ولاية شمال دارفور، آدم زكريا، بأن 3 من أئمة المساجد وعددا من المصلين قُتلوا نتيجة القصف العنيف الذي تشنه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في الآونة الأخيرة.
ووفقا للجان أحياء "السامراب" في بحري شمالي العاصمة الخرطوم، اتُهمت هذا القوات بقتل أكثر من 20 شخصا وإصابة آخرين نتيجة قصف استهدف أحد المساجد في الحي.
وقالت اللجنة في بيان لها "في حادثة مأساوية وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية، ارتكبت قوات الدعم السريع جريمة حرب تُعتبر مجزرة ضد المدنيين". وأشارت إلى أن القتلى والمصابين سقطوا جراء قذائف مدفعية أطلقتها هذه القوات.
كما أظهرت مقاطع فيديو -وثقها ناشطون- مشاهد "مؤلمة" لقصف مدفعي يستهدف مراكز وخلوات تعليم القرآن الكريم، "مما يعكس انتهاكا واضحا لحرمة هذه الأماكن المقدسة".
وأضاف بحسب الجزيرة نت أن هذه الاعتداءات تتراوح بين القصف المتعمد الذي يهدف إلى إفراغ المساجد من المصلين، وبين اختطاف الأئمة وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، بالإضافة إلى تدنيس الشعائر الإسلامية.