• - الموافق2025/12/09م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
لماذا استُبعد توني بلير من مجلس السلام في غزة؟!

جاء سحب اسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير من قائمة المرشحين لعضوية "مجلس السلام" الخاص بغزة كما أفادت فايننشال تايمزبعد أيام من طرح اسمه ضمن المبادرة التي صاغها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب

 

البيان/صحف: جاء سحب اسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير من قائمة المرشحين لعضوية "مجلس السلام" الخاص بغزة كما أفادت فايننشال تايمزبعد أيام من طرح اسمه ضمن المبادرة التي صاغها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب وتأسيس هيئة حوكمة جديدة لإدارة القطاع. وعلى الرغم من أن بلير أعلن سريعًا ترحيبه بالخطة واستعداده للعمل ضمن المجلس، فإن الاعتراضات العربية والإسلامية دفعت واشنطن إلى إعادة النظر في ضمه، في واحدة من أوضح الإشارات إلى حساسية المرحلة المقبلة، وإلى اشتراط البيئة الإقليمية لشخصيات غير مثيرة للجدل.

تكشف خلفيات القرار أن التقييم العربي والإسلامي لدور بلير لم ينفصل عن إرثه السياسي في المنطقة. فالرجل لا يزال مرتبطًا، على مستوى الوعي العام والنخب السياسية، بغزو العراق عام ٢٠٠٣، وهو الغزو الذي مثّل نقطة تحول تاريخية في الشرق الأوسط وأدى إلى انهيار الدولة العراقية، وولادة موجات العنف المسلح، وسيطرت إيران على العراق. هذا الإرث جعل أي دور جديد لبلير في قضية عربية شديدة الحساسية، مثل غزة، محملًا بقدر كبير من الرفض المسبق وعدم الثقة.

إضافة إلى ذلك، تُعد تجربته بوصفه مبعوثًا للجنة الرباعية بعد خروجه من داونينغ ستريت إحدى أكثر المحطات التي عززت صورته السلبية في المنطقة. فخلال سنوات وجوده في هذا المنصب، لم تُسجل أي اختراقات جوهرية في ملف السلام، واتُّهم مرارًا بأنه انشغل بعقد شبكات مصالح اقتصادية وسياسية أبرزها مع الإمارات، أكثر من انشغاله بدور الوساطة. وبالنسبة لدبلوماسيين عرب، فإن أي شخصية تحمل تاريخًا مماثلًا ستكون عبئًا على مجلس يسعى إلى تشكيل هيكل حوكمة جديد يتطلب ثقة فلسطينية وإقليمية عالية.

وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن مخاوف أخرى لعبت دورًا مهمًا في استبعاد بلير، أبرزها التخوف من أن يفتح وجوده الباب أمام هيمنة غربية واضحة على المرحلة الانتقالية في غزة، بحيث يصبح الفلسطينيون مجرد أطراف تنفيذية في منظومة دولية تُهيمن عليها شخصيات ارتبطت تاريخيًا بالسياسات الغربية في المنطقة. وهذا التخوف يرتبط مباشرة باهتمام الولايات المتحدة بضمان قبول واسع لخطتها قبل الإعلان الرسمي عنها، حتى لا تواجه اعتراضات مبكرة تُفشل تشكيل المجلس قبل ولادته.

وتراهن واشنطن كما تشير تسريبات متعددة على أن نجاح مجلس السلام وهيئة الحكم الجديدة في غزة يعتمد على مستوى التوافق الإقليمي الذي ستتمتع به شخصياته. ولهذا، فإن الإبقاء على اسم مثير للجدل كبلير كان سيعني إضافة عنصر توتر مبكر في وقت تعمل فيه الإدارة الأمريكية على هندسة مشهد سياسي هش، يتطلب شخصيات ذات سجل متوازن لا تثير حساسيات تاريخية ولا تقدم مادة لخطاب الرفض الشعبي.

 

أعلى