وجهه
الداعية السعودي الشيخ عائض القرني رسالة نصح إلى الرئيس اليمني على عبدالله صالح
يدعوه فيها للتنحي وتقديم استقالته حقناً لدماء اليمنيين وجمع شملهم وإنهاء
الاضطرابات التي تشهدها اليمن.
وناشد
القرني في رسالة عاجلة، وجهها للرئيس علي عبد الله صالح، الرئيس صالح أن يتنحى
"قطعاً لدابر الفتنة"، وقال: "أدعوكم دعوة مشفق حريص ناصح إلى تقديم
استقالة فورية وعاجلة وشجاعة، حرصاً على سلامة اليمن ووحدته وأمنه، وحقناً لدماء أبنائه،
وصوناً لمقدراته ومكتسباته، وقطعاً لدابر الفتنة، وحفاظاً على ما قدمتموه لليمن من
مواقف إيجابية".
وتعليقاً
على المخاوف من الحرب الأهلية والفوضى التي يبديها صالح فيما بعد رحيله، قال القرني:
"سبق لعلماء اليمن أن نصحوا الإمام يحيى حميد الدين فلم يقبل نصحهم، وزعم أن اليمن
بعده سوف يضيع؛ فذهب مقتولاً، وبقي اليمن، وتولى ابنه أحمد حميد الدين فكتب له سبعون
من علماء اليمن ينصحونه بالتنازل وترك السلطة فسجنهم وقُتل هو، وبقي اليمن".
وأعرب
القرني عن أمله أن ينهي الرئيس صالح فترة رئاسته بخاتمة حسنة "بالتنازل الفوري
عن الرئاسة للشعب اليمني"، مؤكداً أن هذا "ليس وقت أكثرية ولا أقلية، بل
وقت فتنة". ودعا الشعب اليمني إلى أن يقابل هذه الاستقالة الفورية العاجلة ـ إن
حصلت ـ بالتثمين والتقدير والعفو والصفح وحفظ مكانة الرئيس.
وقال
القرني في رسالته: "انطلاقاً من واجب النصح الذي أوجبه الله على طلبة العلم والدعاة،
وحرصاً على سلامة اليمن ووحدته وأمنه، وحقناً لدماء أبنائه، وصوناً لمقدراته ومكتسباته،
وقطعاً لدابر الفتنة، وحفاظاً على ما قدمتموه لليمن من مواقف إيجابية كالوحدة بين شطري
اليمن وتوقيع معاهدة الحدود التاريخية مع السعودية وغيرها من الإنجازات، التي أسهمتم
بها لشعبكم اليمني العظيم، وحفاظاً على حياتكم وسلامتكم أيضاً؛ فإنني أدعوكم دعوة مشفق
حريص ناصح إلى تقديم استقالة فورية وعاجلة وشجاعة، تليق بشجاعتكم ومروءتكم، تحقنون
بها الدماء، وتجمعون بها شَمْل اليمن، وتنهون بها الصدامات والاضطرابات، وعلى هذا أسألكم
بالله العظيم ملك الملوك الجبار القهار أن تختموا فترتكم الرئاسية بخاتمة حسنة بالتنازل
الفوري عن الرئاسة للشعب اليمني العظيم".
وأضاف:
"لقد تنازل الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما - عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان
- رضي الله عنه - حقناً لدماء الأمة وجمعاً لشملها، وأما ما سمعناه من مقولة: إن اليمن
بعدكم سوف يدخل في حرب أهلية وفوضى وفتن فالأمر بيد الله، ولله الأمر من قبل ومن بعد،
ثم للحكمة اليمنية الراشدة المشهود لها من سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، ثم إن الله
- عز وجل - لم يعلق حياة الناس وأمنهم وسعادتهم بشخص من عباده كائناً مَنْ كان، وأنتم
تعلمون أن الشعب اليمني دبَّر أمره في أحلك الظروف حتى انتصر على الأحابيش والإنجليز
والأتراك، وقد سبق لعلماء اليمن أن نصحوا الإمام يحيى حميد الدين فلم يقبل نصحهم، وزعم
أن اليمن بعده سوف يضيع؛ فذهب مقتولاً، وبقي اليمن، وتولى ابنه أحمد حميد الدين فكتب
له سبعون من علماء اليمن ينصحونه بالتنازل وترك السلطة فسجنهم وقُتل هو، وبقي اليمن،
وكذلك من بعدهم من الرؤساء كالسلال والأرياني والحمدي والغشمي، ذهبوا جميعاً، وبقي
اليمن شامخاً منتصراً مرفوع الهامة"، على حد تعبيره.
المصدر / صحيفة السبيل الأردنية