تصدرَ اسمُ مدينةِ مصراتة صفحاتِ الجرائدِ ونشراتِ الأخبارِ مؤخرًا بعد أن نالت
الحظَّ الوافرَ من قذائفِ القذافيِ، وكانت المدينةُ بؤرةً للقصفِ المتواصلِ عليها
حتى وصفتها القنوات الإخبارية بأنها (ستالينجراد ليبيا)
تأسست المدينةُ قبل نحو ثلاثةِ آلافِ عامٍ حيث ذكر المؤرخون أن الفينيقيين هم من
أسسوا هذه المدينة مستخدمين إياها كواحدةٍ من المحطاتِ التجارية التي أقاموها على
امتدادِ شاطئِ البحرِ المتوسطِ.
وتبعد مصراتة نحو 210 كيلومتر عن طرابلس العاصمة، كما تبعد 825 كيلومتر من بنغازي
إلى الغربِ وهي مدينةٌ خضراءُ كثيرةُ المساجدِ محصورةٌ بين الكثبان الرملية وشاطئ
المتوسط، ويعود اسم المدينة إلى قبيلة مسراتة وهي بطن من بطون بني اللهان من قبيلة
هوارة.
مدينةُ
المقاومةِ
قاوم أهل مصراتة المحتلَّ الإيطالي واستعصت على الاستسلام بسهولة، فكانت أول مدينة
في العالم تقصف من الجو؛ حيث قصفها الإيطاليون بالمناطيد.
ومثلت معاركُ: القرضابية ورأس الطوبة وشهداء الرميلة ثلاثة من أشهر المعارك التي
جرت في مصراتة وكبد فيها الليبيون المحتلين الإيطاليين خسائر فادحة.
تحتل مصراتة المرتبة الثالثة بين أهم المدن في ليبيا ومن حيث تعداد السكان بعد
العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، يقدر تعداد سكان المدينة بنحو 390 ألف ويصل تعدادها
550 ألف نسمة وفقا لأحدث الإحصاءات.
وتقع المدينة على البحر المتوسط بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي بمثابة الميناء
التجاري للبلاد، ولها سمعة تجارية معروفة عبر القرون.
وفي مصراتة مصنع للحديد والصلب يعد من أكبر المصانع في ليبيا في إنتاج أنواع
الحديد المختلفة والحديد الخام يرد مصنعها من المخزون الهائل الموجود داخل صحاري
ليبيا.
موقع
جغرافي متميز
استحقت مصراتة وصفَ أجملِ المدنِ حيث جمعت منذُ القدمِ بين طبيعةٍ سياحيةٍ جذابةٍ
ونشاطٍ تجاريٍّ وصناعيٍّ مزدهرٍ وفرهُ لها موقعُها الجغرافيِّ المميزِ، وتتميز
بسهولها الخضر التي تنتشر فوقها أشجار الزيتون ونخيل التمور بشكل كثيف، كما اشتهرت
مصراتة باسم ذات الرمال بفضل كثبانها الرمليةِ المرتفعةِ المتراكمةِ من عملياتِ
المدِّ البحريِّ على مرِّ آلافِ السنين.
ويعدُ رمضانُ السويحيلي واحدًا من أبرزِ من قادُوا النضالَ ضدَّ الإيطاليين في
مصراتة، التي أسَّس فيها أيضا أول جمهورية عربية أطلق عليها أسم "الجمهورية
الطرابلسية".