• - الموافق2024/11/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
دبلوماسية الحرب بين نتنياهو وحزب الله

دبلوماسية الحرب بين نتنياهو وحزب الله

"هآرتس"/عاموس هرئيل

رحلة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى بركسل تخللت بإجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو - تعكس محاولة صهيونية لاستخدام القناة الدبلوماسية بسرعة، للتعامل مع مشكلة حزب الله  المتنامية في لبنان. لو كان الأمر مجرد محادثة للتنسيق تمهيدا لتحرك عسكري فوري، لافترضنا أن نتنياهو كان سيرسل على الأرجح شخصاً من القيادة العسكرية (رئيس الموساد، رئيس الاستخبارات العسكرية) إلى اجتماع مع زملائه الأميركيين، والذي ما كانت ستعرف عنه وسائل الإعلام.

لكن رئيس الوزراء يقوم بتفعيل الساعة السياسية هنا. ورحلته توفر تلميحا إلى إيران ولبنان وحزب الله، عبر الأمريكيين (وأيضاً من خلال الفرنسيين) بأن هناك حاجة إلى التعامل مع المشكلة على وجه السرعة قبل أن تفكر الحكومة الصهيونية باستخدام الوسائل العسكرية.

منذ عامين تحذر الحكومة الصهيونية من إنشاء مصانع أسلحة إيرانية على الأرض اللبنانية. في سبتمبر، وخلال خطاب ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كشف نتنياهو عن أماكن ثلاثة مواقع من هذا القبيل، ادعى أن إيران وحزب الله تعملان فيها على تحسين دقة ترسانة الصواريخ والقذائف التي تحتفظ بها المنظمة اللبنانية. وليس من المستبعد أن الكيان الصهيوني يشعر بالقلق إزاء تطورات أخرى ممكنة، مثل إعادة وزن ثقل عمليات حزب الله من سوريا، بعد تضاؤل الحرب الطائفية هناك والتغييرات في انتشار المنظمة في جنوب لبنان.

التغييرات في لبنان، وإلى حد ما، النشاط الإيراني المتزايد في العراق، هي نتيجة للتطورات في سوريا. روسيا تعمل من أجل تثبيت نظام الأسد واستغلال حادثة إسقاط طائرة استخبارات تابعة لها، بشكل خاطئ، من قبل الدفاعات الجوية السورية، في 17 سبتمبر، لتقييد كل من إيران والكيان الصهيوني. فهي تضغط على إيران لوقف تهريب الأسلحة إلى لبنان عبر الأراضي السورية، وفي المقابل، تحذر الحكومة الصهيونية من مواصلة الهجمات واسعة النطاق ضد قوافل التهريب والقواعد الإيرانية في سوريا.

هذه الظروف الجديدة أجبرت إيران على تغيير طريقة عملها. لكن الجنرال قاسم سليماني، أحد زعماء الحرس الثوري يتحايل على الوضع القائم من خلال إفراغ أنظمة الأسلحة الدقيقة في بيروت وهذا الامر تحديًا جديدًا للكيان الصهيوني فلا أحد يعرف أين تستخدم هذه الأسلحة.

خلال الحرب في سوريا عملت القوات الجوية الصهيونية بحرية تامة في سماء سوريا. وفي وقت لاحق، تم الإبلاغ عن أكثر من 200 هجوم وراء الحدود فقط منذ بداية عام 2017 وحتى سبتمبر الماضي. لكن حرية العمل في سماء سوريا تقلصت الآن، ولبنان هو نوع مختلف تماماً من المشاكل. وقد هدد حزب الله مراراً وتكراراً باعتبار أي عمل هجومي ضده في لبنان كذريعة للحرب. وفي نهاية الأسبوع الماضي، فقط، قام الحزب بنشر شريط فيديو دعائي على الشبكات الاجتماعية، يحذر فيهم أنه سيكون بمقدوره ضرب مواقع البنية التحتية العسكرية الصهيونية وقواعدها إذا هاجم الجيش الصهيوني لبنان. إن السؤال الذي سيواجه الحكومة والمجلس الوزاري السياسي – الأمني، وكما في السابق، هو هل ستخاطر في المدى القريب (شن هجوم من شانه أن يؤدي إلى رد) من أجل معالجة خطر بعيد (مثل مشروع الأسلحة).

تصاعد التوترات في الشمال على خلفية التطورات الإقليمية الأخرى: الجهد الأمريكي للحد من الضغوط الاقتصادية على النظام في إيران، والتوتر الخاص في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في المنطقة، وقرار الولايات المتحدة تعزيز القوات الخاصة التي تساعد الأكراد في شمال شرق سوريا. في لبنان نفسه، اشتدت الأزمة السياسية مؤخراً في ظل التوترات بين رئيس الوزراء الحريري وحزب الله.

تقترب  الحكومة الصهيونية من المبارزة الجديدة مع التهديدات وهي تتمتع بميزة أخرى هامة: الدعم بلا منازع الذي قدمته لها إدارة الرئيس دونالد ترامب، على الأقل حتى الآن. فرئيس الولايات المتحدة يقود، بالتنسيق مع الكيان الصهيوني، خطا متشددا ضد إيران. وبما أن ترامب شخص يصعب التنبؤ به، يجب على طهران وبيروت أيضاً أن تأخذان في الاعتبار إمكانية أن تدعم واشنطن الكيان الصهيوني حتى لو قرر، وخلافا لنهج نتنياهو الحذر، القيام بإجراء عسكري والمخاطرة بالمواجهة.

أعلى