الكونفدرالية خيار صهيو-أمريكي بديل لتصفية القضية الفلسطينية
تسعى الولايات المتحدة الامريكية جاهدة لتغليف صفقة القرن بما قد يغري الفلسطينيين عبر تحقيق كونفدرالية مع الأردن بما يضمن التخلص من المشاكل والأزمات الفلسطينية وتصديرها لجهات عربية وافساح الطريق لتطبيق صفقة القرن دون عقبات فالمستوطنات ستبقى ولا دولة فلسطينية داخل حدود 1967 كذلك الاحتلال العسكري للضفة سيظل قائمًا.
إن سعي دولة الكيان والولايات المتحدة لترويج هذه الفكرة ما هو إلا محاولة لخلط الأوراق وإسقاط حل الدولتين تمامًا ليصبح التفاوض على ما هو مفروض وليس على ما وضعته المحددات الدولية الثابتة منذ أكثر من عقدين التي تقضي بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة على حدود 1967 إلى جانب دولة الكيان الصهيوني.
وينص مقترح الكونفدرالية على أن تكون الضفة الغربية بدون القدس تحت الرعاية الأمنية الأردنية التي ستحمي حدود الكونفدرالية الأردنية-الفلسطينية مع دولة الكيان فيما ستعلن دولة الكيان عن ضم القدس المحتلة والمستوطنات إليها دون تغيير على الحدود وسيبقى غور الأردن تحت الاحتلال الصهيوني ولن يكون خاضعًا للكونفدرالية المقترحة اما قطاع غزة فلن يكون جزءًا من الكونفدرالية إنما سيتم إخضاعه لرعاية أمنية مصرية ومن غير المعلوم إذا ما كانت الضفة الغربية ستحصل على اعتراف من دولة الكيان أولًا ومن ثم سيُعلن عن قيام كونفدرالية كشأن أردني-فلسطيني أم أنه سيتم التوقيع على الاتفاق الكونفدرالي بين القيادة الفلسطينية والحكومة الأردنية دون الاعتراف بدولة فلسطين.
ووفق الرؤية الصهيو-أمريكية فإن المقترح والذي تتبناه الادارة الأمريكية الحالية بقيادة ترامب بقوة سيكون عبارة عن حلف عربي تكون فيه دولة الكيان القوة الأكبر المهيمنة والمسيطرة على مقدرات المنطقة.
وأكدت الحكومة الأردنية على لسان المتحدثة بإسمها جمانة غنيمات موقفها الرافض لفكرة الكونفدرالية وما تم طرحه وإشاعته حول مشروع إقامة كونفدرالية بين الأردن وفلسطين.
وقالت خلال تصريح صحفي في 2 أيلول / سبتمبر إن "الكونفدرالية مرفوضة إلا بعد وجود حل نهائي يقوم على حل الدولتين تشمل دولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية وهي ثوابت أردنية وموقف راسخ غير قابل للنقاش وإن ضم المملكة للضفة الغربية قضية ليست مفتوحة للنقاش وبحث الأردن لفكرة اتحاد كونفدرالي مع مناطق الضفة الغربية غير ممكن وأن موقف الأردن الذي يستند على فكرة حل الدولتين الذي تكون فيه دولة فلسطينية إلى جانب دولة الكيان هو ثابت وواضح".
ومن المؤكد أن السبب الرئيس لرفض الأردن للمقترح الصهيو-أمريكي هو الخشية من أن يكون ذلك تطبيقاً لـلوطن البديل على أرضها إضافة إلى اعتبار أن الأردن سيتحول بهذا الاتفاق إلى حارس حدود لدولة الكيان وظيفته منع العمليات ضدها.
وحول الموقف الفلسطيني من هذه الكونفدرالية فقد جاء على لسان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في 3 أيلول/ سبتمبر قوله إنه أبلغ المسؤولين الأمريكيين بأنه سيكون مهتما بالفكرة فقط إذا كانت دولة الكيان أيضا جزءا من هذ الاتحاد الكونفدرالي ويبدو أن رده كان يهدف إلى نسف الاقتراح لأن دولة الكيان سترفض على الأرجح الانضمام إلى هذه الكونفدرالية.
ورفضت حركة حماس تصريحات عباس واعتبرت أن هذا الموقف يمثل تفريطا في الحقوق الوطنية ومساسا بالعلاقات الأردنية الفلسطينية ويعكس سياسة العبث بالقضايا الوطنية.
بينما يرى الصهاينة الرافضون لحل الدولتين أن خيار الكونفدرالية الفلسطينية مع الأردن قد يكون هو الخيار الأمثل بالنسبة لدولتهم لأنها تحقق من خلاله عددا من الأهداف.
- الكونفدرالية تعفي دولة الكيان من المسئولية عن إدارة شئون ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وتسليم هذا الملف للأردن باعتباره دولة قائمة بذاتها.
- الكونفدرالية تعني موت مبدأ حل الدولتين مما يعزز وجهة نظر اليمين الصهيوني الذي يرى أن هذا الحل مات إلى غير رجعة وبما يتوافق ذلك مع توجهات الإدارة الأمريكية الحالية التي قلما تتحدث عن خيار الدولتين.
- الكونفدرالية الفلسطينية مع الأردن في الضفة الغربية يعزز الحديث عن الوصاية المصرية على قطاع غزة وتخلص دولة الكيان من هذا الصداع نهائيا.
- الكونفدرالية تستدعي خيار الوطن البديل الذي تبحث عنه دولة الكيان وتشجعه ويعزز موقف اليمين الصهيوني المتطرف الداعي لفكرة الوطن البديل للفلسطينيين.
إن فكرة الكونفدرالية هي فكرة تم طرحها قديما وها هي اليوم بعاد طرحها من جديد لتقويض حقوق الشعب الفلسطيني وابقاء سيطرة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية وتوريط الأردن بدور أمني وهي خدعة كبيرة يراد منها تثبيت شرعية الاحتلال وتثبيت سيطرته على الأرض والشعب الفلسطيني.