• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
من سيردع الموساد؟!

من سيردع الموساد؟!


وكالات

فادي البطش ومحمود المبحوح ومحمد الزواري والباحث الفلسطيني الذي اختطف من أوكرانيا ووجد نفسه في سجون الاحتلال الصهيوني ضرار أبو سيسي، جميعهم نخب علمية كانت مسخرة لتطوير بنية المقاومة الفلسطينية، لكن أيدي الموساد الصهيوني لاحقتهم من دبي إلى تونس وحتى كوالالمبور، دون وضع إعتبار للأمن العربي أو الإسلامي أو الإقليمي. في مقابلة مع رئيس الوزراء الصهيوني إسحاق رابين عقب قصف المفاعل النووي العراقي في حزيران 1981م سأله مذيع شبكة CNN  الأمريكية قائلا:" ماذا لو رفضت الأردن السماح لكم باستخدام أجواءها لقصف العراق؟" فرد قائلا:" سنقصف الدفاعات الجوية الأردنية ثم سنقصف بغداد".   في تصريح نشرته الصحافة العبرية الشهر الماضي، لرئيس هيئة الأركان غادي أيزنكوت قال فيه:" نفذنا خلال الثلاث سنوات الماضية أكثر من 1000 عملية خارج الحدود".   تلك اللعبة التي يلعبها الموساد مارسها خلال الحرب على العراق حيث ذكرت وثائق سربها موقع ويكيليكس الشهر بأنه كان مسؤولاً عن تصفية 350 عالماً عراقياً وأكثر من 300 أستاذ جامعي منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003.

بالعودة إلى قضية الدكتور فادي البطش الذي تم إغتياله رمياً بالرصاص أثناء ذهابه لصلاة الفجر في أحد أحياء العاصمة الماليزية كواللامبور بتاريخ 21 أبريل 2018م. يقول خبير المخابرات رون برغمان في "يديعوت أحرونوت" إن قتل البطش عملية شارك فيها العشرات من عناصر المخابرات المختصين بالعديد من المهن والمهارات المختلفة، والذين رأوا فيه يشكل "خطرا واضحا وفوريا"، يبرر، من الناحية العملية والاستخبارية القيام بمثل هذه الخطوة. ويضيف إنه "إذا كانت إسرائيل بالفعل وراء عملية الاغتيال، فإن إصابة الهدف البعيد وراء المحيط، يرجع إلى مفهوم أوسع للحرب، يركز على التصميم على ضرب وحدات البحث والتطوير التابعة لحماس، حتى وإن كانت بعيدة، وهي في مهدها، قبل أن تتمكن من تحسين قدراتها التشغيلية".

وكان رئيس الموساد يوسي كوهين قد وصف هذه العمليات في السابق، قائلا: "الحرب هي اسم اللعبة – انتزاع قدرات استراتيجية من الأعداء، كتلك التي يمكنها التسبب بضرر لمستقبل وسلامة دولة إسرائيل".

ويضيف إن "عملية جريئة مثل القضاء على البطش في مثل هذه الساحة البعيدة، وفي مواجهة شخص يعرف على ما يبدو أنه معرض للتهديد، وفي منطقة مليئة بالكاميرات والأنظمة البيومترية، هو أمر خطير للغاية ويجب أن ينفذ فقط ضد هدف له قيمته ومن شأن تصفيته من لوحة اللعب أن يسبب ضررا كبيرا للخصم".

البطش الذي قيل إنه متخصص في الهندسة الكهربائية بحسب الصحفي الصهيوني يوآب ليمور قام بتطوير أنظمة التحكم بالطائرات بدون طيار التي تستخدمها حركة حماس، كما سعى إلى تحسين دقة مجموعة الصواريخ الخاصة بها.

إن حركة "حماس" وبسبب قدرة الجيش الصهيوني على الوصول للناشطين الفلسطينيين في غزة و الضفة، بدأت بتصدير أمثال البطش للعمل في ميادين مفتوحة مثل تركيا وماليزيا، يقول ليمور ربما كان هناك قيادات من الحركة تعتقد أن إبعاد البطش إلى دولة إسلامية بعيدة ليس لها علاقات مع "إسرائيل"، من شأنه أن يحميه.

يقوم الشاباك بجمع المعلومات من داخل قطاع غزة بينما يقوم الموساد بالشق الخارجي من المهمة، فهكذا بالضبط تم اغتيال زعيم حركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي في عام 1995 في مالطا، وكذلك تم تصفية العديد من العلماء النوويين الإيرانيين في العقد السابق في طهران. ترك الدراجة النارية التي استخدمها القتلة في الساحة أمرًا مقبولًا في مثل هذه العمليات من أجل تجنب التعقب، ومن الواضح أنه حتى تتوصل الشرطة المحلية إلى ربط الخيوط، يكون القتلة قد ابتعدوا عن المكان، الأمر تكرر في تونس وتكرر عقب إغتيال محمود المبحوح في الإمارات. ستحاول ماليزيا تتبع القتلة من خلال صور الكاميرات الأمنية، ولكن بحسب ليمور من المشكوك فيه ما إذا كانت ستنجح، وليس فقط لأنها فشلت في إجراء تحقيقات أبسط، مثل اغتيال الأخ غير الشقيق لحاكم كوريا الشمالية في العام الماضي، في مطار كوالا لامبور. يمكن الافتراض أن قتلة البطش قد درسوا المنطقة وتأكدوا من تجنب التعرف عليهم. هذه العملية ستضع حركة "حماس" أمام امتحان سياسي كبير يتعلق بقدرتها على الثأر أم إختيار انتظار نتائج الحراك السلمي الذي تشرف عليه على حدود قطاع غزة ومظاهرات مسيرة العودة التي أضرت كثيراً بسمعة الكيان الصهيوني.  وكذلك يفضح هشاشة المنظومة الأمنية لبلدان العالم الإسلامي أمام تغول الموساد واستمراره بالإستهانة بنظم و سلطات تلك الدول دون حساب أو عقاب حتى ولو كان ذلك سياسياً.. 

أعلى