كتاب" نار وغضب"..يفضح سوءة البيت الأبيض
عقب نشر مقتطفات من "كتاب نار وغضب داخل بيت ترامب الأبيض" للمؤلف مايكل وولف، والذي فضح فيه الخلافات العميقة داخل البطانة الكبيرة المحيطة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ ترشحه للرئاسة، شن ترامب هجوماً بذئياً على مستشاره وحليفه السابق ستيف بانون واصفاً إياه بالجنون و القذاره.
جاءت هذه الإساءة من قبل ترامب لبانون عقب أن كشفت مقتطفات تم نشرها من الكتاب، أنه في إحدى الإجتماعات التي عقدها ترامب ونجله مع فريق روسي خلال حملته الانتخابية عام 2016، أبلغه بانون بأن ما فعله "خيانة" و "غير وطني". ورد ترامب على ذلك بالقول " إن ستيف بانون بعد أن تم إقالته، لم يفقد وظيفته فقط، بل فقد عقله أيضا".
وعلى رغم من أن بانون كان أحد الأشخاص المؤثرين في دعم ترامب للوصول إلى البيت الأبيض من خلال نفوذه في وسائل الإعلام في نيويورك، و استمالة بعض المحافظين لدعمه، إلا أن ترامب ذكر أن بانون لا يفعل إلا من أجل مصلحته.
كتاب "النار والغضب" لمايكل وولف الذي بلغت عدد صفحاته 327 صفحة، توزعت على 22 باباً، يكشف عن دور بانون في نجاح ترامب و الكثير من سلوكيات ترامب في البيت الأبيض، سينشر هذه الأيام على وقع أزمات كبيرة تحيط بالرئيس الأمريكي الذي يكسب أعداءه بسهولة.
نشرت مقتطفات أخرى من الكتاب تعرضت لطموحات ترامب الرئاسية، و نقل عن ابنته بأن ترامب لم يكن يعتقد أنه سيهزم هيلاري كيلنتون. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن بانون في أغسطس أن المستشار الخاص روبرت مولر سيحقق في الملف الروسي خلال الانتخابات عام 2016 و سيركز على عملية غسيل أموال. وكشف الكتاب أن المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، كان يركز على دعم روسي لحملة ترامب في الانتخابات، رغم رفض الرئيس الأمريكي لهذه التهمة. ويكشف الكتاب أن ترامب ونجله وجاريرد كوشنير مستشاره عقدا اجتماعاً مع محامي روسي في برج ترامب في نيويورك عقب تلقيهم وعود بمهاجمة حملة هيلاري كلينتون.
ونقل الكتاب عن بانون قوله "ان الرجال الثلاثة الكبار فى الحملة يعتقدون ان اجتماع حكومة اجنبية فى برج ترامب فى قاعة المؤتمرات فى الطابق ال 25 بدون محامى فكرة جيدة". وعقب بانون في الكتاب بأنه حتى لو لم يكن ترامب يعتقد أن الاجتماع لم يكن خيانة أو قذاره، فكان من المفيد أن يتصل بمكتب التحقيقات الفيدرالي.
وسرعان ما استجاب ترامب للرد على التعليقات التي نقلها بانون، وهو خبير سابق في الخدمات المصرفية الاستثمارية ومؤسس ورئيس مجلس إدارة موقع ويب برينتبورت نيوز المحافظ.
وقال ترامب رداً على بانون "الآن، يتعلم ستيف أن الفوز ليس سهلا ".، مشيراً بأنه لم يعلب دوراً مهماً في الانتصار التاريخي الذي تحقق في الانتخابات. ويضيف ترامب " يدعي ستيف أنه كان يخوض حرباً ضد وسائل الإعلام التي يطلق عليها "حزب معارضة"، لكنه كان يمضي وقته في البيت الأبيض لتسريب معلومات كاذبة إلى وسائل الإعلام لإعطاء نفسه أهمية أكبر مما عليه.
يقول مؤلف الكتاب مايكل وولف، إن كتابه الذي يقوم على مقابلات مع ترامب ومساعديه الرئيسيين، إن الأخير لم يكن يعرف من هو رئيس مجلس النواب السابق جون باينر، و أنه يأكل وجبات ماكدونالدز لأنه يعتقد أنها آمنة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز إن "الكتاب مليء بالمعلومات الخاطئة والمضللة من الاشخاص الذين ليس لهم علاقات أو نفوذ في البيت الابيض".وبعد فشل محاولة لمنع صدوره، قال ترامب: "لم أسمح إطلاقا بدخول مؤلف هذا الكتاب المجنون إلى البيت الأبيض! لم أتحدث إليه أبدا بشأن كتاب. مليء بالأكاذيب وبالتحريف وبمصادر غير موجودة".وأضاف ترامب: "انظروا إلى تاريخ هذا الرجل، وشاهدوا ما سيحدث له، ولستيف القذر".