• - الموافق2024/11/05م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الشيعة يتمددون في عهد السبسي

الشيعة يتمددون في عهد السبسي


تشهد تونس في الآونة الأخيرة حركة غير مسبوقة للتمدد الإيراني والمذهب الشيعي، تمثل في خروجهم من التحرك السري إلى العلني، ولئن كان الوجود الشيعي في وقت ليس باليسير يقتصر على ممارسة بعض الأفراد الذين اعتنقوا المذهب الشيعي لطقوسهم الدينية، فإنه اليوم وبعد الانفراج السياسي الذي أعقب الثورة الشعبية أخذ في تونس بعداً آخر، اتسم بزيادة الجرأة في الإفصاح عن اعتناق المذهب الشيعي وامتد إلى التعبير عن المواقف السياسية والمطالبة بالحقوق المدنية والمساواة.

التشيع في تونس فقط وجد في عهد بن علي مجالاً للنشاط دون أي مضايقة أو اعتراض، خاصة أن الإسلاميين السنيين وهم الطرف المؤهل أكثر من غيرهم لمناقشة الشيعة والسجال معهم، كانوا ملاحقين وممنوعين من الكلام.

وبدأت أذهان التونسيين تدور حول خطر التمدد الإيراني والشيعي في البلاد، بعد تفشي ظاهرة التشيع في الفترة الأخيرة في كثير من المناطق، مع التساهل الحكومي وفتح المجال أمام نشاطهم، كما ظهر فيديو مسرب عبر موقع الصدى التونسي لطريقة تشيع التونسيين صدم الرأي العام فعلاً.

الوجود الشيعي في تونس... معطيات وأرقام:

رغم غياب العدد الرسمي لنسبة الشيعة في تونس، فقد ذكرت بعض المصادر أن عددهم قد يبلغ عشرات الآلاف وهو ما يؤكد خطر هذا الأخطبوط والتمدد الكبير له في فترة قصيرة.

وذكر الشيعي محمد التيجاني السماوي، في تصريح له لوكالة إباد الإيرانية: "عدد الملتحقين بالمذهب الشيعي في تونس يعد بالآلاف".

وتتوزع الشيعة في مناطق عدة من البلاد وفي جهات مختلفة، مثل: قابس، المهدية، تونس العاصمة، سوسة وقفصة، وهناك تقدم دروس ومحاضرات للتونسيين.

فالنشاط الإيراني ارتبط بنظام الرئيس المخلوع بن علي، الذي فتح سبلاً للتعاون في كل المجالات، مع توافد رجال الأعمال على تونس من الأصول الإيرانية.

وقال الباحث في التاريخ محمد ضيف الله: "شهدت تونس نشاطاً شيعياً مكثفاً في عهد الرئيس المخلوع، بتعدد الزيارات وتنامي عدد رجال الثقافة الإيرانيين".

ونُشرت في تونس كثير الكتب في وقت سابق تدعو إلى التشيع، وأشهرها كتابات محمد التيجاني السماوي، الذي حاول فيها فرض نمط الشيعة على التونسيين، والتأثير في أذواقهم.

وقال الباحث في الشؤون الإسلامية، شاكر الشرفي: "عايشت تجربة التشيع من خلال القراءات والكتب، وهي تتنافى وأذواق أهل السنة، بل تمثل خطراً حقيقياً باعتبارها تسعى إلى تشويه الصحابة والطعن فيهم".

وتأسست في عهد النظام السابق جمعيات ثقافية لنشر التشيع بين التونسيين، من أبرزها جمعية المودة، وجمعية أهل البيت الثقافية التي تأسست في عام 2003، لصاحبها عماد الدين الحمروني، إلى جانب الرابطة التونسية للتسامح التي ترأسها صلاح المهري، كان هدفها بناء مشروع إيراني – شيعي مثلما ما ورد في إحدى الصحف التونسية في سنة  2001. 

وتم تقديم الترخيص الرسمي لنشاط بعد الأحزاب في المشهد السياسي في تونس، مثل حزب الغد الذي يحاول بناء قاعدة شعبية بنشر التشيع ومبادئ الثورة الإيرانية، وببرامج سياسية تطبيقاً وما هو في إيران، وهو ما يظهر في البيان الرسمي للحزب، الذي يدعو علناً للامتثال للتجربة الإيرانية.

ووجد التشيع في تونس صدى لدى وسائل الإعلام المحلية، إذ تعد صحيفة الصحوة، إحدى الصحف الداعية إلى التشيع ومبادئ السياسة الإيرانية.

طموحات وأجندة شيعية :

كشف موقع الصدى التونسي عن بعض الدروس التي تقام في محافظات تونسية تدعو إلى التشيع والطعن في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، بإمدادات إيرانية كبيرة بالمال، وعقد مؤتمرات رسمية تدعو إلى الاقتداء بنظام الحكم الإيراني وثورتها مع ضرورة ممارسة المذهب الشيعي بكل حرية.

وقال راشد الخياري مدير موقع الصدى: "إن إيران بدأت تهدد تونس بنشر التشيع فيها، لتصبح في السنوات القليلة المقبلة على شاكلة ما يحدث في اليمن حالياً، بتشكيل تنظيم شيعي مسلح".

ودعا ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي إلى ضرورة التصدي لهذا التمدد والخطر الشيعي، الذي يجد صدى لدى الرأي العام التونسي نظراً لهشاشة فهم كثير من الناس لخطورة مثل هذا التوجه.

وأكد الشيخ بشير بن حسن قائلاً: "تونس دولة سنية وليست شيعية وعلى هؤلاء من يعتنقون التشيع التوبة أو الذهاب إلى إيران، فتاريخهم في تونس دموي خلال فترة الدولة الفاطمية".

وأكدت مصادر أن هناك توجهاً في العديد من التيارات الأخرى مؤكدة على المخاطر الكبيرة التي يفرزها التشيع إلى تونس باعتبار أن ذلك سيدخل تركيباً جديداً على نسيجها المتجانس مذهبياً ودينياً ويخلط الأوراق ويجعل إيران تدس أنفها في "شؤوننا" بحجة حماية الأقلية الشيعية في تونس أو شمال إفريقيا معتبراً أن انتشار ما يسمى بالمد الشيعي في تونس سوف يُدخل المنطقة في دوامة من العنف والاحتقان الطائفي الذي يؤدي - حتماً - إلى انعدام الأمن وزعزعة الاستقرار.

ويرى بعض المراقبين أن التشيع يتوسع وينتشر بفضل الدعاة النشطين الذين يعمل أغلبهم في المؤسسات التربوية، وتوفُّر المراجع الشيعية المتداولة كالمجلات والدوريات والكتب.

 

أعلى