• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
رمضان قاديروف جلّاد روسيا في أرض الشيشان

رمضان قاديروف جلّاد روسيا في أرض الشيشان

هو نسخة عن والده أحمد قاديروف العميل السابق لموسكو، والذي تفنن في خدمة فلاديمير بوتين بشكل لم ينتظره أشد الروس تفاؤلا، لكن قاديروف الابن أكثر شراسة من والده في محاربة أعداء الوطن- روسيا - كما يحب أن يقول في خطاباته، تسلم رمضان الرئاسة بعد قتل والده، بتعيين مباشر من فلاديمير بوتين، ومن يومها وهو يشن حملات متتالية لتصفية المقاومين لروسيا وسياساتها، حيث قام بتشكيل فرق الموت المرعبة، فظهرت ميلشيا قاديروفستي التي أثارت الرعب في أوساط السكان، وسنَّ قانونا جديدا وهو: هدم بيت أي أسرة إذا ثبت مشاركة فرد منها في أي عملية ضد القوات الروسية وحليفتها القاديروفية، وطردها خارج البلاد، كما عمد قاديروف إلى سياسة الابتزاز، فكان يختطف أهالي المقاومين، خاصة من النساء، لمحاولة التأثير في المقاومة وتسليم سلاحها، ولم يكتف بذلك بل راح يبني المعتقلات السرية، ويسجن كل من يشتم فيه رائحة ما يسميه الوهابية أو نقد بوتين أو الاعتراض على سياسات روسيا، ويمعن في غطرسته أكثر عندما يظهر رجاله هذه السجون عبر أشرطة فيديو، وتظهر خلالها لقطات لتعذيب الشباب أشد العذاب، لنشر الرعب والخوف بين السكان.

تاريخ حافل بالبطش والإجرام:

 ومع تمكنه من الأوضاع في الشيشان، بدأ رجاله يظهرون تعطشا واضحا لارتكاب جرائم الخطف والاغتصاب بحق بنات الأسر الشيشانية المعروفة بكرهها لروسيا، وقد وثقت هيئات حقوق الإنسان الكثير من الجرائم، التي ارتكبها قاديروف وميليشياته، خاصة أن يده الملطخة بالدماء لم تكتف بسفك دماء الداخل، بل راحت تفتك بالمعارضين في النمسا وتركيا، والإمارات وقطر والسويد، وراح لسانه يجهر بمسؤوليته عن كل هذه الجرائم: إذ يقول متبجحا على صفحته بالفيس بوك: " لقد قتلتهم جميعا، وسوف أطارد كل من كان يقف وراءهم حتى أقتلهم، وبوتين رجل عظيم زار قبر والدي بنفسه، بوتين يهتم بالشيشان أكثر من اهتمامه بأي جمهورية أخرى من جمهوريات روسيا الاتحادية، بوتين يستحق أن يبقى رئيسا مدى الحياة، نحن بحاجة لقيادة قوية، والديمقراطية هي مجرد تلفيق أمريكي وروسيا لن تخضع لقوانينهم" ، الأمر الذي يؤكد اعتباره رجلا دمويا بحق، لم تشهد الشيشان عبر تاريخها أكثر وحشية وعمالة منه، ويؤيد هذا الأمر إدراجه في اللوائح الأمريكية والأوروبية على لائحة المعاقبين، والممنوعين من دخول أراضيهما، بينما تعتبره أوكرانيا مجرم حرب، مطلوبا للعدالة، أما جمعيات حقوق الإنسان في العالم فتعتبره مجرم حرب مطلوبا لدى محكمة لاهاي، نتيجة ممارسات الاغتيالات، والتعذيب، والنفي، التي مارسها في الداخل الشيشاني وخارجه.

قاديروف سمعة سيئة وفساد أخلاقي:

أما في الجانب الأخلاقي فهو من أشد الناس نفاقا وازدواجية، فتظهره الصور راقصا مع الراقصات، كما تظهره يبكي أمام شيوخ الصوفية، وتظهره اللقطات يحتفل بزي "بابا نويل" في عيد السنة الميلادية وهو يغني ويتمايل، كما تظهره الصور وهو يستقبل كأس وشعرة يدعي أنها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا نعتقد أن الله تعالى تارك أثار محمد صلى الله عليه وسلم تقع بين أيادي ملطخة، محاربة لأوليائه، لكنها التجارة بالدين، كما تظهره الصور وهو يحتفل بالخمر مع بعض الممثلين، ويستقبل رونالدو ومارادونا، ويعطيهما عطاء سخيا؛ بمناسبة مشاركتهما عيد ميلاده، وكثيرا ما يدعو الملاكمين والرياضيين إلى زيارته، فهو يعيش حقيقة كطاغية، نشر الرعب بين السكان، وخص نفسه بحياة البذخ، فقد بنى في كل ولاية قصرا، وشيد الحدائق، وجلب لها الحيوانات، ولم يكتف بهذا بل إنه أعلن فيه هذه السنة، أن نسبه ينتهي إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن دماء النبي عليه الصلاة والسلام تسري في عروقه، ويريد من وراء ذلك جعل نفسه إمام المسلمين الثاني في روسيا، بعد الإمام الأول لهم فلاديمير بوتين،  كما يقول بعظمة لسانه، الذي تجب طاعته ونصرته، ويحرم الخروج عليه.

قاديروف..واستغباء العالم الإسلامي:

بعد اعتلائه سدة الحكم في 2004، تدفقت الأموال على قاديروف وجماعته، فشرع في تنفيذ خطة محكمة، تهدف إلى تشويه صورة المقاومة، فكان أن أرسل وفدا من رموز الصوفية في البلاد إلى بعض الدول العربية؛ لإقناع بعض المشايخ المشهورين بأن ما يحدث في أرض الشيشان عنف وإرهاب، وقد نجح الوفد بافتكاك بعض التصاريح التي أثارت ضجة كبيرة، وكان أبرزها تصريح الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي قال في بيانه يومها أن ما يحدث في الشيشان عنف مرفوض، وأنه على المسلمين الاعتراف بروسيا والتعاون معها، ولم يراع للأسف هذا البيان شيشان المهجر، قادة وأفرادا، ولم يسع إلى استقصاء الواقع، الذي اتهم شباب الشيشان بجمع الجهل به والجهل بالشريعة، ولعل أقل ما يقال في هذا البيان أنه كان متسرعا، بعيدا عن الواقع والتاريخ، فإن كان الشباب الشيشاني متحمسا وجاهلا بدقائق الشريعة، فهل يجهلون تاريخ بلادهم وأجدادهم، وهل يجهلون قيمة الحرية الراسخة في فطرة البشر؟ وها هي الأمة المسلمة تدفع الثمن غاليا بسبب أمثال هذه المواقف، فبعد أن شعر الروس بأن الجبهة الجنوبية-شمال القوقاز- قد انتهت، التفتوا إلى تركيا وسوريا، بحصار الأولى والتآمر عليها، وتقتيل وتدمير الثانية، فمتى نتعلم من التاريخ؟ متى نتعلم أن روسيا لا يمكنها أبدا أن تتوقف عن الاعتداء على جيرانها، وعلى العالم الإسلامي خاصة؟ هذه الحقيقة التي أصبح الغرب يدركها، ويخشى من استقرار روسيا وعافيتها على أمنه ومستقبله، بل ويعلم أن ترك روسيا مرتاحة في عقر دارها يعني الدمار والخراب في العالم الغربي.

 إن قاديروف لا يختلف كثيرا عن إيران، فأمريكا بالنسبة لقاديروف الشيشان هي الشيطان الأكبر، والشر المستطير، بينما يسبح بحمد الروس قتلة المسلمين، وقتلة الشعب السوري الأبي الثائر، وفي نفس الوقت يرفع شعارات رنانة، ويتمظهر بمظاهر كاذبة، كادعاء الورع، وحب القرآن والسنة، وحمل المسبحة، وتصوير نفسه زعيما إسلاميا فذا، وكما انخدع الكثيرون بإيران، فإنه لا يجب السقوط في نفس الخطأ مرة ثانية بالنسبة لهذا الرجل وعصابته الخطيرة، فالمشروع الروسي يهدف إلى تصفية الإسلام عن طريق توظيف الإسلام الشيشاني الخرافي المنبطح، وهذا سيكون له أثار خطيرة على مستقبل القوقاز وآسيا الوسطى.

قاديروف الشيشان ومعاداة العرب وأهل السنة:

بعد تنفيذه للخطة الأولى، شن قاديروف حملة شعواء ضد العرب، فوصفهم في عدة محطات بأقذر الأوصاف، التي لم تصدر عن أي زعيم في العالم، ويحث الشيشانيين على عدم الا×ذ عن العرب فهم جهلة وأهل شهوات، بل يتهمهم بقتل الصحابة، وتحريف الإسلام، ويرميهم بالجبن، وقد سار على منهج قاديروف جميع الموالين له ولروسيا، فهذه أحد التصريحات الموثقة لرئيس برلمان الحكومة الموالية لروسيا وأحد رجال قاديروف المخلصين، المسمى دوقواخا عبد الرحمانوف في حديث مع مراسل "السياسة القوقازية" يقول فيه: ".. في أواخر التسعينيات من القرن المنصرم، جاءنا مبعوثون إلى الشيشان، والداغستان، وإنغوشيا من المملكة العربية السعودية، وسوريا، وليبيا. كنا نظن أنهم يعرفون الإسلام لتلك الدرجة التي ينبغي علينا أن نتعلمه منهم، وقد تبين لنا، أنهم لم يكونوا يعرفون الحد الأدنى من الذي يعرفه علماؤنا في الدين، من الشيشانيين والداغستانيين وغيرهم"، ويقول المؤرخ الشيشاني بشير دالغات مؤلف كتاب "الديانات القديمة في الشيشان" عن الوفود التي أرسلها دوداييف في التسعينات لإعادة الارتباط بالعالم العربي: " إن زيارة قيادة الحركة الشيشانية إلى بعض الدول العربية وغيرها لهو تصرف لا مسؤول يدل إما على الجهل المطبق، كما أنه خيانة للشعب الشيشاني وأجياله اللاحقة. ".

ضرورة التصدي لقاديروف ومشاريعه الهدامّة:

إن رمضان قاديروف لا يختلف إطلاقا عن صناديد الطغيان والإجرام، فهو لا يختلف عن طاغية الشام في شيء، مجاهر بالعمالة للروس، محارب للسنة، ومبغض للعرب، طاغية مع شعب الشيشان، شديد عليهم، ذليل عند الروس صغير، يجب على المسلمين مقاطعته وفضحه، خاصة مع تبنيه كل مشروع يعادي المسلمين السنة، والعالم العربي خاصة، وتبنيه الطاعنين في صحيح البخاري، وعدالة الصحابة، وحفاوته بالمذهب الجعفري والسياسات الإيرانية في المنطقة العربية. أما السكوت عن سياساته فيعني ولادة أجيال مسلمة مشوهة في كل آراضي القوقاز، يخشى العاقل أن تستخدمها روسيا يوما ما في محاربة المسلمين وجيرانها، وقد فعلت في سوريا وأوكرانيا، فهل نرى حملة تتصدى له ولسياساته، وكشفه عمالته وخيانته، وتفضح الإسلام المزور الذي يسعى لنشره في آسيا الوسطى والقفقاس؟.

مؤتمر الشيشان

 

أعلى