• - الموافق2024/11/05م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
هدايات سورة الفاتحة

هدايات سورة الفاتحة

1)    بطاقة التعريف المختصرة :

 

*اسمها : أم القرآن  ـ  السبع المثاني ـ القرآن العظيم ـ أم الكتاب ـ فاتحة الكتاب ـ الحمد ـ الفاتحة ـ الوافية ـ الكافية ـ الشافية ـ الشفاء ـ الأساس ـ السؤال ـ المسألة ـ الصلاة ـ الشكر ـ الرقية ـ الدعاء ـ  سنام القرآن ـ  الكنز ـ الثناء ـ التفويض ـ النور  ـ  المنجية...

*عدد آياتها : 7 آيات " {و لقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم} "(الحجر:87) .

* ترتيبها نزولا :  نزلت بعد المدثر و قبل المسد ، فهي خامس سور القرآن المكي نزولا ، على خلاف كبير في تاريخ نزولها ، فمن قائل إنها أول سور القرآن نزولا ، و من  قائل إنها مدنية و من زاعم أن نصفها مدني و نصفها مكي ،و من قائل  إنها نزلت مرتين أولاهما بمكة  و الأخرى بالمدينة ، و الصحيح الذي لا مرية فيه أنها نزلت بمكة لقول الله تعالى في سورة الحجر " و لقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم "  ، و لم يقع اختلاف في مكية سورة الحجر ، قال الإمام أبو الحسن الواحدي : " ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه فاتحة الكتاب وهو بمكة، ثم ينزلها بالمدينة، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بمكة بضع عشرة سنة يصلي بلا فاتحة الكتاب ".[1] . يقول أبو الحسن بن الحصار :

"تعارض النقل في أم الكتاب وقد     تؤولت الحجر تنبيها لمعتبر

أم القرآن وفي أم القرى نزلت        ما كان للخمس قبل الحمد من أثر"[2]

* فضلها : عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى رضي الله عنه قَالَ كُنْتُ أُصَلِّي فَدَعَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي قَالَ : " أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ}" ، ثُمَّ قَالَ : " أَلَا أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ " ؟ فَأَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ ، قَالَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ "[3]، و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال  : ( بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه و سلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال : " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ")[4] ، ومن المعلوم أنها ركن من الصلاة ، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال  : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) [5]

 * ظروف نزولها : في بداية نزول الوحي حيث لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم قد تلقى كثيرا من القرآن جاءه جبريل عليه السلام بفاتحة الكتاب ،  في جو بدأ فيه المشركون يتوجسون خيفة من  هذا الجديد الذي لم يألفوه  ، جاءه بالسورة الكريمة لتكون النبراس الأوفى و المنهج الأكمل رغم إيجازها و قصرها  ، حيث طالت كافة مجالات القرآن العظيم، واشتملت على شتى مقاصده ، فتناولت أصول الدين وفروعه ، و لزوم الإِيمان بأسماء الله تعالى وصفاته ، و بشرت بالتوحيد الذي لا يكون إلا بإفراده جل شأنه بالعبادة من دعاء و استعانة و توكل ، والتوجه إِليه جلَّ وعلا بطلب الهداية إِلى الدين القويم ، و انتهاج المنهج الكريم الذي سار عليه ركب النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين ، إضافة إلى لزوم الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و قضائه و قدره و الاعتقاد باليوم الآخر ،  و قد أنارت السورة الكريمة سبيل النجاة بالتضرع إِليه سبحانه بالتثبيت على الإِيمان ونهج صراط الصالحين، وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين، و بذلك احتوت قصص الأمم السابقة، و تضمنت أخبار اللاحقة ؛ فنوهت بمدارج السعداء، و حذرت من مدارك الأشقياء ، و حصرت مصدر التعبد و التشريع في رب السماوات و الأرض وحده سبحانه ، فكانت إعلانا من الله تعالى لرسوله عليه الصلاة و السلام بإقامة منهج التوحيد حياة و سلوكا و دعوة.                                            

2)المقدمة :

 

لقد اشتملت سورة الفاتحة على جماع ما ورد في القرآن الكريم ؛ بل اشتملت على ما في الكتب السماوية المنزلة من الأصول و المعاني  ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : "وَلِهَذَا يُرْوَى : أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِائَةَ كِتَابٍ وَأَرْبَعَةَ كُتُبٍ جَمَعَ عِلْمَهَا فِي الْكُتُبِ الْأَرْبَعَةِ وَجَمَعَ الْكُتُبَ الْأَرْبَعَةَ فِي الْقُرْآنِ وَجَمَعَ عِلْمَ الْقُرْآنِ فِي الْمُفَصَّلِ وَجَمَعَ عِلْمَ الْمُفَصَّلِ فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَجَمَعَ عِلْمَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ فِي قَوْلِهِ : { إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } "[6]. و على ذلك استفتح بها  القرآن العظيم ،  و أنيط بها تمام صلاة المسلمين ، تبدأ السورة بحمد الله تعالى و الثناء عليه تأكيدا على أن الحمد له وحده جلت عظمته و أنه وحده المختص بالإلهية و الربوبية ، ثم تذكر صفتين من صفات الخالق العظيم وهما صفتا الرحمن والرحيم . ثم تقرر مالكية الله تعالى ليوم الدين تقريرا لعقيدة الجزاء و المعاد . ثم تبين أن العبادة محصورة في الله تعالى وحده لا شريك له فلا معبود بحق سواه و لا إلهية إلا له وحده و لا مؤمل بالدعاء غيره و لا مرجو سواه و لا استعانة إلا به و لا مستهدى لطريق المنعم عليهم إلا هو جلت عظمته ، و لا مستعاذ من سبل الغواية و الضلال إلا هو جل شأنه .                                                                   

 

3) من أهم المحاور التي ركزت عليها السورة :  لقد تناولت سورة الفاتحة أربعة محاور رئيسة :

 

  * المحور العقدي:

 لقد دعت السورة الكريمة  للاعتقاد بالله  و اختصاصه جل شأنه باستغراق الثناء و الحمد ، كجزء من التعريف به جلت عظمته و اعتقاد أنه المنعم المجازي الذي إليه المرجع و المعاد ، فلا شريك له و لا نظير ، و تجسد هذا المحور في قوله تعالى " الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين "، فهو سبحانه مصدر كل أمر يستوجب الحمد فهو الخالق المبدئ المعيد المربي بكل الآلاء  و النعم.
* المحور العبادي :

 لقد دعت السورة الكريمة إلى  توجيه العباد بعبادتهم إلى الله  وحده عز وجل ، و أنه لا مألوه بحق سواه فكان ذلك اجتثاثا لجذور الشرك و  الوثنية التي كانت قد ضربت أطنابها في أرجاء المعمورة ، و إرساء لتوحيد الألوهية الذي يعد أهم ما جاء من أجله الدين ، ،وهذا المحور يتمثل في قوله تعالى : " إياك نعبد وإياك نستعين .

*المحور المنهجي :

 و هو الذي بينت السورة من خلاله سبيل السعادة الذي هو مهيع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين من استمسك به حاز نعم الدنيا و الآخرة و من زاغ عنه باء بالخسران فيهما ، و تمثل هذا المحور في قوله تعالى "اهدنا الصراط المستقيم".

* المحور الاعتباري أو القصصي :

 و عن طريقه أوضحت السورة الكريمة مآل الموحدين  الواقفين عند حدود الله تعالى الآخذين بأحكام شرعه ، و عاقبة المشركين المتعدين لحدود الله تعالى النابذين لأحكام دينه ، و جاء هذا المحور ملخصا في قوله تعالى "صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين".4

 

4)من هدايات السورة :

 

* لقد جمعت سورة الفاتحة مقاصد الدين و محتويات القرآن "و لقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم" ، كما جاء في قول النبي صلى الله عليه و سلم لرافع بن المعلى رضي الله عنه " لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن " ، و ما إن ينتهي صلى الله عليه و سلم من ذلك التنويه بمكانة السورة حتى يضيف  " الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته "[7] ؛  ليرفع بهذه الإضافة الستار عن المنزلة العظيمة التي تتبوؤها السورة الكريمة .

* الفاتحة شفاء من الأمراضِ القلبيَّةِ، وشِفاءٌ من الأسقامِ البدَنيَّة؛  كما جاء في قول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «فاتحةُ الكتابِ شفاءٌ من كلِّ داءٍ إلا السَّام [8]. ، "والسِّرُّ في ذلك: أنَّ القرآنَ كلَّه شفاءٌ عامٌ، فهو شِفاءٌ لأدْوَاءِ القلوبِ من الجهلِ والشكِّ والرَّيبِ وغيرِ ذلك، قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ } [يونس:57[.وهو أيضاً شفاءٌ لأدْوَاءِ الأجسامِ، وقد وَصَفَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ بأنَّه شفاءٌ مُطلقٌ في غير موضعٍ، فقال تعالى: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ } [فصلت:44[، وقال تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } ]الإسراء: 82[ . فالقرآنُ كلُّه شفاءٌ، والفاتحةُ أعظمُ سُورةٍ فيه، فلها من خصوصيَّة الشِّفاءِ ما ليس لغيرِها، ولم يَزْل العارفون يتَداوَون بها من أسقامِهم، ويجدون تأثيرَها في البُرْءِ والشِّفَاءِ عاجلاً "[9]، هذا إضافة إلى حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه حين رقى بالفاتحة فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : "و ما يدريك أنها رقية" ؟ ثم قال : "قد أصبتم اقسموا و اضربوا لي سهما"[10]  * لقد جاءت الفاتحة لتعتق العقل البشري من أدران الشرك و تحرره من سخف الخرافة و تربط الضمير الحي بخالقه و تنقذه من التخبط في أتون الأساطير و الأوهام و تبعده عن الزيغ و الضلال و تركز فيه عقيدة التوحيد و توجهه إلى الخالق الديان و تؤصل فيه الإخلاص لرحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما ، فيزداد المؤمن إيمانا و صلة برب العالمين كلما تلا هذه السورة و تكشفت له أسرارها إذ هي أعظم وحي نزل ، كما في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" ألا أعلمك سورة ما أنزلت في التوراة و لا في الإنجيل و لا في الزبور و لا في القرآن مثلها ؟ قلت بلى قال : إني لأرجو أن لا تخرج من ذلك الباب حتى تعلمها فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم و قمت معه فجعل يحدثني و يدي في يده فجعلت أتباطأ كراهية أن يخرج قبل أن يخبرني بها فلما دنوت من الباب قلت : يا رسول الله السورة التي وعدتني فقال : كيف تقرأ إذا قمت إلى الصلاة ؟ فقرأت فاتحة الكتاب فقال : هي هي و هي السبع المثاني التي قال الله عز و جل : { و لقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم } الذي أعطيت "[11].

 

5 ) من أبرز الأدلة التي استخلصت منها قواعد فقهية في السورة :

 

*الدليل :\ 1\ " الحمد لله رب العالمين " و هو دليل لمجموعة من القواعد لا أجل و لا أعظم منها ؛ إذ تفيد أنه لا مستغرق لجميع أنواع المحامد إلا الله وحده لا شريك له و لا مستوجب لها إلا هو جل شأنه ، و أن الحمد لا يثبت إلا له عز و جل ، فله الحمد ابتداء و له الحمد انتهاء ، يقول جمال الدين القاسمي : " فهو محمود على كل ما خلقه و أمر به حمد شكر و عبودية و حمد ثناء و مدح [12]، و قد ورد هذا الدليل بصيغ مختلفة في القرآن منها قوله تعالى: "{و هو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى و الآخرة}"القصص : 70، و قوله جل و علا : "{فلله الحمد رب السماوات و رب الأرض رب العالمين}"الجاثية:36.

* الدليل:\2\ "إياك نعبد" و هو دليل قامت عليه قواعد عظيمة تفيد أنه لا معبود بحق إلا الله وحده لا شريك له ؛ إذ الإلهية من خصوصياته جل شأنه، فالتالي لها يخشع و يذل و يستكين لخالقه وحده، و يعلن براءته من كل أنواع الشرك ، و قد وردت هذا الدليل في القرآن بصيغ مختلفة منها ما جاء في قول الله تعالى : "{قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين}"الزمر:11، و قوله جلت عظمته : "{قل الله أعبد مخلصا له ديني}".

* إياك نستعين:\3\ و هو دليل استفيدت منه قواعد جليلة تقتضي أنه لا يستعان إلا بالله وحده لا شريك له، يقول ابن رجب : "فمن أعانه الله فهو المعان و من خذله فهو المخذول، و هذا تحقيق معنى قول لا حول و لا قوة إلا بالله"[13]، و قد جاء بصيغ مختلفة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى : "{و الله المستعان....}"يوسف:18، و قوله تعالى : "{و ربنا الرحمن المستعان....}"الأنبياء:112.

6) قصة و هدف :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : "هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ فَسَلَّمَ وَقَالَ أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِىٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلاَّ أُعْطِيتَهُ"(14]

إن هذه القصة تكشف لنا جانبا من عظمة الفاتحة و ناحية من فضلها و علما من شرفها ...باب من السماء يفتح لأول مرة  و ملك ينزل أول مرة ، ذلك أن خطب السورة جلل فقد اشتملت على أهداف و معاني كافة الكتب السماوية و على رأسها القرآن ، كما بينت المنهج الرباني الذي من التزمه نجا و من نكبه هلك.

7) الخاتمة :

 لقد اقتضى تضمن هذه السورة الكريمة لكافة جوانب المنهج الإسلامي الأمر بتكرارها على أقل تقدير سبع عشرة مرة خلال أربع و عشرين ساعة في الصلاة المفروضة ، كما جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب "[15] ، و حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج – ثلاثا - غير تمام " ، فقيل لأبي هريرة رضي الله عنه : إنا نكون وراء الإمام ؟ فقال : اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " قال الله تعالى : قسمت الصلاة بين وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى أثنى علي عبدي وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي ( وقال مرة فوض إلي عبدي ) فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل "[16]

هكذا تؤجج السورة في متدبرها روح العبادة و تشرب قلبه خشية رب العالمين وتذكي فيه رجاء الرحمن وتشده إلى التوكل على الرحيم، و تقوده إلى التعلق بمنهج الصالحين، و تدعوه إلى الحذر من نزغات المقصرين و نزعات الغالين.

  


 


[1] ) الواحدي ، أسباب النزول ص : 56
[2]  ) الإتقان (1|44)
[3] )  البخاري | كتاب فضائل القرآن | باب  فضل فاتحة الكتاب | ح(5006)
[4] )  أخرجه مسلم | كتاب الصلاة | باب  فضل الفاتحة و خواتيم سورة البقرة ..... | ح (806)
[5] )  أخرجه البخاري | كتاب الأذان | باب وجوب القراءة للإمام و المأموم | ح (756)  ، و  مسلم | كتاب الصلاة | باب  وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة...... | ح (394)
[6]  ) مجموع الفتاوى (22|607)
[7] ) أخرجه البخاري|كتاب التفسير|باب ما جاء في فاتحة الكتاب|ح (4474) .
[8] )  أخرجه الدارمي  في سننه (3370 ) من مرسل عبد الملك بن عمير ، و صحح إسناده حسين سليم أسد ، و في شعب الإيمان للبييهقي (2370) ، و فيه أيضا (2368) موصول من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بلفظ "("فاتحة الكتاب شفاء من السم ")"""""""
[9] )  تفسير الفاتحة لابن رجب ص : 21
[10] )  أخرجه البخاري|كتاب الإجارة|باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب| ح (2276) ، و مسلم|كتاب السلام|باب جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن و الأذكار| ح (2201)
[11] ) أخرجه الإمام مالك في موطئه في باب ما جاء في أم القرآن (186) ، و الحاكم في المستدرك في أخبار فضائل القرآن (2048) ،و قال عنه : هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه .. و أخرجه البيهقي في السنن الصغرى في باب تخصيص فاتحة الكتاب بالذكر (970)
[12] )  محاسن التأويل (1\226)
[13] )  جامع العلوم و الحكم ص: 232
[14] )  أخرجه مسلم\كتاب الصلاة\باب فضل الفاتحة و خواتيم سورة البقرة\ح (806)
[15] ) أخرجه البخاري|كتاب الأذان|باب وجوب القراءة للإمام و المأموم|ح (756) ، و مسلم|كتاب الصلاة|باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة .....|ح (394)
[16] ) أخرجه مسلم|كتاب الصلاة|باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة.....|ح(395)

أعلى