• - الموافق2024/11/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
يعلون والانقلاب القادم

يعلون والانقلاب القادم

اري شبيط /"هآرتس"

 في غرفة صغيرة في منطقة تجارية في جنوب تل ابيب، يجلس الشخص الذي يمكنه تحقيق الانفجار السياسي القادم. موشيه يعلون لا يملك حاليا مكتب وزير، أو وزارة جيش أو هاتف أحمر. وباستثناء مساعد مخلص واحد، لا يملك الجهاز الرسمي الذي كان خاضعا له بشكل شبه دائم. لكنه يملك الآن ما لم يملكه أبدا: الدعم الواسع من قبل قسم كبير من المجتمع الصهيوني. بالذات بدون المنصب الرفيع، وبدون الكرسي المصنوع من جلد الغزال، بات رئيس الاركان والوزير السابق يتمتع بقوة سياسية أكثر من أي وقت سابق. من داخل هذا المكتب المتواضع يهدد يعلون بشكل مباشر سلطة بنيامين نتنياهو.

ظاهرا، كان نتنياهو ويعلون حليفان. كلاهما لم يؤمنا بالسلام - الآن، وكلاهما حاولا منع الحرب-غدا. كلاهما لم يفكرا بإمكانية انهاء الصراع، لكنهما بذلا كل جهد من أجل كبح الصراع.

ولكن، قبل حوالي سنة، اكتشف من كان وزيرا للجيش، بأن رئيس الحكومة يملك جدول اعمال راديكالي جدا: انه معني بتقزيم النخبة القضائية، النخبة الاعلامية والنخبة العسكرية. وقال الوزير المسؤول عن الجيش للمسؤول عنه: لن أسمح بذلك. لن ادعم الهجوم على سلطة القانون وعلى وسائل الاعلام، ولن أسمح بتدمير الجيش. ومنذ تلك اللحظة لم يعد هذا التحالف الثنائي قائما. لقد شاهد يعلون بدهشة متزايدة اللامبالاة القيادية والاخلاقية التي أظهرها نتنياهو ازاء الخارجين على القانون في المستوطنات ومؤيدي القتلة في دوما ومؤيدي الجندي الذي أطلق النار في الخليل (على جريح فلسطيني – المترجم). ليس هذا هو الشخص الذي جئت للعمل معه، قال يعلون. ليس هذا هو الليكود الذي انضممت اليه. ليست هذه هي الصهيونية التي اؤمن بها.

أمام يعلون ثلاثة خيارات: البقاء في البيت، تطهير الليكود او تأسيس حركة وسط – يمين جديدة، تنافس الليكود. البقاء في البيت؟ واضح أن الجواب لا. فلقد انضمت الآن إلى طموحاته الطبيعية والتزاماته الاخلاقية، مشاعر الغضب (على نتنياهو، نفتالي بينت، زئيف الكين، ياريف ليفين ورجال لافاميليا)، والقلق على مستقبل الدولة. تطهير الليكود؟ يعلون يكن محبة لرجال الليكود الحقيقيين والمعتدلين، وحسب تقديره فان غالبيتهم ليسوا شركاء في الجنون المتزمت الذي أصاب قيادتهم. إذا كانت هناك فرصة لإنقاذ الليكود من نفسه – فسيسره القيام بذلك.

تأسيس حركة وسط – يمين جديدة؟ حسب الاستطلاعات الاخيرة، يمكن للشراكة مع غدعون ساعر وموشيه كحلون وغابي اشكنازي ان تحقق 20 مقعدا. ويمكن بإضافة يئير لبيد وقوى متعقلة اخرى، تغيير الخارطة السياسية من أساسها.

في المستقبل المنظور، لن يوفر يعلون ردا كافيا للمطامح السياسية لليسار. انه لا يؤمن بمحمود عباس، بالدولة الفلسطينية السيادية، او بالمصالحة الفورية وما اشبه. لكنه يمكن ليعلون أن يحرر اليمين من العدوى المتطرفة والشعبوية التي التصقت فيه، ويستبدل نهج الكراهية (للعرب واليسار والمثليين والمتدينين المتزمتين) بنهج الوحدة الوطنية القائمة على الاحترام المتبادل. يعلون سيعيد القيم والمؤسسات الرسمة، سيدافع عن المحكمة العليا، عن حقوق الانسان وعن حرية التعبير. ومن خلال دمج روح مناحيم بيغن مع روح يتسحاق رابين، سيعرض يعلون على الوسط والوسط – اليمين التحالف تحت قيادته واعادة اسرائيل الى المسار العقلاني.

هل يملك الفرصة لذلك؟ السياسة الصهيونية قاسية. الرأي العام متقلب، ملك الموسم الحالي يمكن أن يصبح ساقي ماء في الموسم القادم. لكنه تكمن في يعلون القدرة التي يمكنها جعله المفجر. لأنه حبة رمل، يمكن لكثير من قوى التغيير ان تلتف حوله. ولأنه يمكن لمكانته الرفيعة أن تجعل الكثير من اللاعبين الرئيسيين يتواضعون (لوقت ما) والمشاركة في اللعبة الجماعية.

ليس من المؤكد أن يعلون سيقسم البلاد، لكنه يمكنه المساهمة بشكل دراماتيكي في حدوث انقلاب.

أعلى