• - الموافق2024/11/28م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
مرشحو الرئاسة الأمريكية والسباق على كسب ود الكيان الصهيوني

مرشحو الرئاسة الأمريكية والسباق على كسب ود الكيان الصهيوني


دخلت معركة الانتخابات الأمريكية مرحلة هامة من السباق المؤدي إلى عرش البيت الأبيض بعد بدء العد التنازلي في انتظار من يفوز بشرف المنافسة على كرسي الرئاسة الأمريكية بين الحزبين المتنافسين الوحيدين الديمقراطي والجمهوري.

 وبدأت الأنظار تتجه إلى المرشحين في الانتخابات التمهيدية، والجميع يرقب خطابهم الإعلامي وبرامجهم الانتخابية خصوصاً تجاه منطقة الشرق الأوسط التي لا تزال تعج بكثير من المشكلات التي لها علاقة بالسياسة الخارجية الأمريكية.

ولعل أكثر ما يدفع لعدم الاطمئنان استمرار انتهاج الولايات المتحدة الأمريكية السياق نفسه في تعاملها مع القضية الفلسطينية وقضية أمن الكيان الصهيوني، فالمرشحون للرئاسة الأمريكية لا يخرجون عن الخط المرسوم لهم في ما يخص الكيان الصهيوني مهما تغيرت الوجوه وتبدلت مقاعد الأحزاب.

وتبدو الحملات الانتخابية التمهيدية للمرشحين للرئاسة الأمريكية هذه المرة واضحة للعيان في دعمها الكامل والمطلَق لأمن الكيان الصهيوني، بل أصبح التنافس الكبير على خَطْب ودَّ الصهاينة من أولى أولويات المرشح الأمريكي حتى قبل أولويات المواطن الأمريكي وحاجاته الداخلية.

وتشهد الساحة الأمريكية تنافساً كبيراً بين المرشحين والأحزاب والجهات الداعمة لهم من أجل الحصول على ولاء الناخب اليهودي واللوبيات الداخلية الداعمة للكيان الصهيوني.

وأكثر ما يشغل المرشح الأمريكي هو كيف يستطيع أن يحصل على إشارة المرور الخضراء من قبل شركات العلاقات العامة وجماعة الضغط الصهيونية التي لا يمكن أن يمر أي مرشح أمريكي دون أن يحصل على كسب رضاها، وإلا فإنها بالإمكانيات المالية وشبكات العلاقات التجارية والسياسية والمخابراتية ستسقطه إلى الأبد.

ويظهر في الانتخابات التمهيدية أسماء أبرز أربعة مرشحين من المتوقع أن يكونوا من الأكثر حظاً بترشيحهم في الانتخابات النهائية للرئاسة الأمريكية، أولهم هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية المحتملة، وثانيهم دونالد ترامب المرشح الجمهوري المحتمل، وثالثهم المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز. أما الرابع فهو المرشح الجمهوري تيد كروز.

ومهما اختلف هؤلاء المرشحون الأربعة أو غيرهم من المرشحين الآخرين في الانتخابات التمهيدية، في كثير من القضايا حول محاربة الإرهاب، والسياسة الخارجية الأمريكية، والوضع الداخلي، إلا أن أكثر ما يتفقون حوله هو ضرورة كسب ود الكيان الصهيوني، وتقديم خطاب مطمئن للوبي اليهودي في الداخل الأمريكي.

وقد كشفت صحيفة (الغارديان) البريطانية مؤخراً رسالة أرسلتها المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون إلى الملياردير اليهودي الأمريكي (حاييم طابان) تحدثت فيها أنها في حال أصبحت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، فإنها ستسمح لـ "الكيان الصهيوني" بقتل 200 ألف فلسطيني في غزة، وليس ألفين فقط، كما قالت إنها ستمنح الدولة الصهيونية كل الدعم العسكري والدبلوماسي والاقتصادي اللازم من أجل القضاء على حركة حماس، وحتى في حال كان الثمن 200 ألف قتيل في غزة.

ليس هذا فحسب بل إن كلينتون نفسها أعلنت في أكثر من مرة بأن على القيادة الأمريكية إظهار الولاء للكيان الصهيوني، وأن من لا يفعل ذلك لا يمكنه أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة، مشدِّدة على أن أمن الكيان الصهيوني غير قابل للتفاوض.

أما المرشح الجمهوري البغيض دونالد ترامب، فهو في الأساس يعتمد في دعايته على شبكة العلاقات اليهودية، ويعلن في كل مرة التزامه الكبير بتحقيق مصالح الكيان الصهيوني في حال فوزه بالانتخابات الأمريكية، ووعد أمام المؤتمر اليهودي الأمريكي أن تبقى القدس عاصمة للكيان الصهيوني إلى الأبد.

أما المرشح اليهودي الأمريكي الطامح برني ساندرز فقد كان متطوعاً سابقاً في كيبوتس صهيوني، ولا يزال يقدم الولاء للكيان الصهيوني رغم أنه ينتقد بعض التصرفات الصهيونية البسيطة في سياق تقديم نفسه كمرشح وسطي مخالف للمرشحين السابقين في ما يخص أمن الكيان الصهيوني، لكنه لا يخرج عن النتيجة نفسها التي يعلن عنها المرشحون السابقون، وهي: الكيان الصهيوني أولاً. أما تيد كرزوز فهو يوصف بأنه صديقٌ وفيٌ "للكيان الصهيوني" والمدافع الأول عنها في الولايات المتحدة الأمريكية.

يُعرف المتنافسون على كرسي الرئاسة الأمريكي أنهم لن يحصلون على بوابة الدخول إلى البيت الأبيض إلا بعد تقديم ما يطمئن الكيان الصهيوني على أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية ستسمر على النهج نفسه في دعم أمن الصهاينة، ويعلمون جيداً أن اللوبي الصهيوني هو من يسيطر على القرار الأمريكي وما الرؤساء إلا مجرد دمى تلعب بها الأدوات الصهيونية النافذة في القرار الأمريكي، وهو الأمر الذي يعكس حرص مرشحي الرئاسة الأمريكية على إرضاء الكيان الصهيوني.

إن العنصرية التي يمارسها مرشحو الرئاسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، والولاء المطلق للكيان الصهيوني ليس غريباً فمنذ عشرات السنين والمرشحون للرئاسة الأمريكية يسيرون على النهج نفسه بهدف إرضاء الصهاينة واستجلاب عطفهم والخوف من الحملات المضادة عليهم، وتأثير أصوات اليهود في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

 

أعلى