ماجد فرج... سلطة في خدمة العدو
لم يكن الكلام الذي تحدّث به رئيس جهاز الأمن في السلطة الفلسطينية اللواء ماجد فرج لصحيفة "ديفنس نيوز" الأمريكية جديداً، ولم يفاجأ الفلسطينيون وقواهم السياسية بإعلان فرج أن جهاز المخابرات التابع السلطة منع 200 عملية ضدّ الاحتلال واعتقل 100 فلسطيني فقط في الفترة من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2015 إلى تاريخ إدلائه بالحديث للصحيفة الأمريكية، أي خلال المدة التي اندلعت فيها "انتفاضة القدس".
ماجد فرج كان يلخص الدور الوظيفي الذي تقوم به السلطة الفلسطينية منذ اتفاق أوسلو عام 1993، وكان يحدّد بدقة أن دور هذه السلطة هو حماية الاحتلال وضمان سلامة جنوده ومستوطنيه، وكان يؤكد أن صلب عمل السلطة هو ضرب الشعب الفلسطيني وإجهاض مقاومته، واستهداف مشروع المقاومة، بكل مؤسساته وعناوينه ورموزه وعناصره.
ماجد فرج كان يقدِّم كشف حساب لمشغّليه وأولياء نعمته أنه ضابط في خدمة الاحتلال، وأنه يعمل ضدّ مصلحة شعبه الذي انتفض من أجل التحرير والعودة والحرية.
ماجد فرج، كان واضحاً وصريحاً للغاية، مباشراً إلى أبعد الحدود، يقول للفلسطينيين "هذا أنا، وهذا دوري، وهذه وظيفتي".
يتحدث ماجد فرج بإسهاب أن السلطة الفلسطينية كانت ستنهار، في الفترة الماضية، ربما بسبب مفاعيل انتفاضة القدس، ويقول إن التنسيق الأمني مع الاحتلال هو الذي منع سقوط السلطة.
يقدّم لنا ماجد فرج بالدليل ما كنا نعرفه ونلمسه أن هذه السلطة ضعيفة وهشّة، وآيلة للسقوط، وأن بقاءها ليس مرتبطاً بتأييد شعبي أو بإجماع فلسطيني، أو بمصلحة وطنية... بل إن وجودها مرهون بالاحتلال ومرتبط ارتباطاً عضوياً به.
ماجد فرج هو ضابط أمني في جهاز مخابرات تابع للسلطة الفلسطينية، المفروض أنه يعمل لمصلحة الشعب الفلسطيني، وأنه هو وجهازه في "خدمة الشعب".
لكن ماجد فرج لم يقل كيف حمى الشعب الفلسطيني من الاحتلال، أو كيف دافع عن الإنسان الفلسطيني الذي يتعرض كل يوم لإرهاب الاحتلال ومستوطنيه.
ماجد فرج تحدّث بصراحة، وقال للشعب الفلسطيني ما يعرفه الشعب عنه.. إنها سلطة لخدمة الاحتلال، ولحمايته، ولخدمته فقط، وإنها أصبحت مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالاحتلال، بقاؤها من بقائه، وزوالها من زواله.
ماجد فرج! هنيئاً لك ولسيدك موقعك ودورك هذا في خدمة الاحتلال. إن الفلسطينيين لن ينسوا لك تاريخك هذا.