• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
التهديد الديموغرافي الواهي لجون كيري

التهديد الديموغرافي الواهي لجون كيري


يورام اتينغر/ "يسرائيل هيوم"

 

إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سأل في نهاية الأسبوع أمام مؤتمر صبان في واشنطن محذراً "كيف سيحافظ الكيان الصهيوني على طابعه كدولة يهودية، حين لا تكون غالبية يهودية بين نهر الأردن والبحر المتوسط؟".

من أجل تقييم مقولة كيري بشكل صحيح يجب الاعتراف بالفجوة بين رؤية "الشرق الأوسط الجديد" التي يحملها كيري والتي تعكس أُمنيات التسامح والسلام ومركزية القضية الفلسطينية، وبين الشرق الأوسط الذي يعكس واقعاً عنيفاً متقلباً وغير متسامح منذ 1400 سنة، دون أي علاقة بسياسة بالكيان الصهيوني. الشرق الأوسط يشتعل؛ ونيران الإرهاب الإسلامي تمتد بسرعة. ولكن كيري يركز على الحريق الفلسطيني الذي لا يرتبط بالتسونامي العربي، وليس مطروحاً في سلَّم أولويات العالم العربي ويحظى بدعم عربي شفوي وغير عملي.

في عام 2011م رحب كيري باندلاع التسونامي العربي كمرحلة في الانتقال إلى الديموقراطية، وكذلك العام نفسه 2011م كان كيري أحد أعضاء مجلس الشيوخ القلائل الذين رأوا في حافظ الأسد وابنه بشار "قادةً مخلصين وسعاةَ سلام" ودعا إلى انسحاب الكيان الصهيوني من الجولان، وسبق ذلك في عام 1997م أن أثنى على ياسر عرفات بوصفه "نموذجاً للسياسة السلمية"، وفي عام 2015م يتجاهل كيري الجهاز الفلسطيني للتثقيف على الكراهية، الذي يعتبر خطَّ إنتاج "للإرهابيين"، ويصف مديره ومؤسسه محمود عباس بأنه "أمل للسلام".

كيري يحاول التسبب بتنازل جغرافي من أجل الديموغرافية بمساعدة معطيات ديموغرافية واهية. إنه يتجاهل سدَّ الفجوة بين نسبة الإخصاب العربي واليهودي في أعقاب آثار موجة الهجرة، والارتفاع غير المسبوق في نسبة الإخصاب لدى اليهود العلمانيين والعصرنة الحثيثة في القطاع العربي: من ترقية مكانة المرأة، واندماج النساء في جهاز التعليم وسوق العمل، والانتقال من القرية إلى المدينة، والتغيير في التخطيط العائلي (وسائل منع الحمل).

لقد تقلصت فجوة الإخصاب العربي من ست ولادات للمرأة في عام 1969م، إلى 0.06 ولادات. وفي عام 2014م شهد الإخصاب اليهودي ارتفاعاً بأكثر من ثلاث ولادات، مقابل انخفاض الإخصاب في الوسط العربي إلى ما دون ثلاث ولادات. فمثلاً في عام 2015م بلغت نسبة الإخصاب العربي في الضفة 2.76 ولادات للمرأة، مقابل 5 ولادات للمرأة في عام 2000م.

خلافاً لرسالة كيري القدرية، يتميز القطاع اليهودي في الكيان الصهيوني بالتفاؤل والوطنية والارتباط بالقدس وبالمسؤولية القومية التي تؤدي إلى ارتفاع ديموغرافي استثنائي، خاصة في أوساط العلمانيين: (136 ألف ولادة – 77%) من مجمل الولادات في عام 2014م (مقارنة بـ 80 الف ولادة – 69%) من مجمل الولادات عام 1995م، (مقابل استقرار عدد الولادات العربية (40 ألفاً) منذ الهجرة الإيجابية اليهودية مقابل ميزان الهجرة السلبي لدى العرب في الضفة، والذي يعزز الزخم الديموغرافي اليهودي.

كيري يردد معطيات السلطة الفلسطينية دون أن يفحصها، ويتجاهل تضخيم عدد السكان الفلسطينيين في الضفة بأكثر من مليون نسمة، من بينهم 400 ألف يعيشون في الخارج منذ أكثر من سنة، 300 ألف مواطن في القدس يجري تعدادهم مرتين (مرة كعرب إسرائيليين ومرة كعرب فلسطينيين) و 100 ألف فلسطيني حصلوا على الجنسية الصهيونية بفعل الزواج من عرب في الكيان الصهيوني، يجري احتسابهم مرتين أيضاً. لقد وثَّق "البنك الدولي" في عام 2006م تضخيماً بنسبة 32% في معطيات الولادة الفلسطينية.

وخلافاً لتصريح كيري فإنه لا توجد قنبلة ديموغرافية عربية موقوتة؛ وإنما غالبية يهودية راسخة تشكل نسبة 66% من مجموع السكان في الضفة وداخل الخط الأخضر (6.6 مليون يهودي و 3.4 مليون عربي) وتتمتع بدعم ديموغرافي يهودي غير مسبوق في مجال الإخصاب والهجرة.

أعلى