• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
أوروبا و الثمن المر

أوروبا و الثمن المر

 

غاي بيخور -  "يديعوت احرونوت"

 

إن إحدى الحكومات الليبية (توجد عدة حكومات) حذرت الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، بأنه إذا لم يعترف بها فإنها سترسل مئات ألاف المهاجرين المسلمين إلى أوروبا: "سنستأجر قوارب وننقلهم هم أيضا". وهكذا تحولت مسألة اللاجئين إلى أداة ابتزاز: اردوغان يحلب البقرة الأوروبية السمينة، ليبيا تحلبها، وهكذا أيضا، داعش التي تسيطر على جزء من ليبيا وتهدد بخطوة طرد مماثلة. وأوروبا تستسلم وتغوص في بحر ملايين المتسللين/ اللاجئين والمهاجرين الذين لن يغادروها أبدا. الاتحاد الأوروبي يحلم بأن أولئك المهاجرين سيبقون في دولهم أو على الأقل في الدول الاسلامية الأخرى، ولذلك فانه مستعد لدفع مليارات الدولارات لتركيا والاردن ولبنان.

وماذا مع "الكيان الصهيوني"؟ يجب على الاتحاد الاوروبي عدم تصعيد الأمور على "الكيان الصهيوني"، بل على العكس، يجب أن يدفع لنا نحن أيضا مليارات الدولارات، لأن "الكيان الصهيوني"  و"الصراع" يشغلون ما لا يقل عن عشرة ملايين مسلم ويمنعونهم عن الهجرة إلى أوروبا. نحن نفعل عكس ما يفعله المبتزون الذين يهددون الاتحاد الاوروبي. يجب الفهم بأن لا شيء تغير. مئات ملايين المسلمين يفهمون اليوم أن الهجرة إلى أوروبا هي خيارهم الوحيد، وما اعتبر حتى الآونة الأخيرة، مسألة غير ممكنة وغير منطقية، أصبح اليوم منطقيا، مطلوبا ومرغوبا فيه.

نحن "نشغل" هنا مليون ونصف مسلم في الضفة الغربية، ومليون ونصف داخل " الكيان الصهيوني"، وحوالي مليونين في قطاع غزة، وحوالي سبعة ملايين في الأردن ومليوني لاجئ من العراق وسوريا، يتواجدون في الأردن الذي نقدم له الدعم.

من دون هذا السد الأمني الصهيوني، كان القسم الأكبر من هذه الملايين سيبدأ رحلته إلى دول الاتحاد الأوروبي. تصوروا لو تم فتح قطاع غزة باتجاه البحر. إلى أين سيتوجه غالبية سكانها؟ فالملايين هنا يملكون بطاقة لاجئ أبدية من الامم المتحدة والاونروا، ويتحتم على الاتحاد الأوروبي الاعتراف بهم. إذا الحق موظفو الاتحاد الأوروبي الضرر بمصانعنا التي تشغل عشرات الاف الفلسطينيين، فالي أين سيقومون بتوجيههم مع أبناء عائلاتهم؟

بدون هذا الأمر يقوم 20 الف فلسطيني سنويا بترك الضفة، حسب معطيات سلطة الهجرة الصهيونية التي تشرف على الحدود، والكثير منهم يمرون عبر الأردن إلى دول العالم. يجب على موظفي الاتحاد الاوروبي الفهم بأن الأدوات التي يستخدمونها لمواجهة الكيان الصهيوني تنتمي إلى الماضي، عندما كان الشرق الأوسط مستقرا واعتبرت الحكومة الصهيونية بمثابة مشكلة. ولكن الان، حين ينتقل الملايين إلى القارة، فان "الكيان الصهيوني" هو الحل بالذات، أو على الأقل جزء منه. من لن يتوقف في الكيان الصهيوني سيتوقف في بروكسل وستوكهولم وبرلين وباريس ولندن. حزام انقاذ الاتحاد الأوروبي يمر لدينا.

هذا طبعا يحتم حدوث انقلاب فكري لدى موظفي الاتحاد الأوروبي، ولكن كيف نطالب بانقلاب فكري بشأن " الكيان الصهيوني حين يعتبر اولئك الموظفون ملايين المهاجرين الجدد مسألة مرغوب فيها؟ انهم يدمرون دولهم لأجيال، فلماذا نتذمر نحن منهم؟ في حال تم فرض اتفاق هنا، فان الملايين سينتقلون خلال الحرب إلى أوروبا، والعكس، حتى إذا ساد الهدوء المعذب، سيبدأ ايضا ملايين المسلمين بالتحرك نحو أوروبا بحثا عن حياة أفضل.

بكلمات أخرى، من مصلحة أوروبا العليا أن يواصل هؤلاء الملايين التجوال معنا إلى الأبد. احذري يا أوروبا: لقد بدأت تتغلغل هنا أيضا لدى المسلمين فكرة أن الحل الأفضل لهم، مثل ملايين اللاجئين الآخرين، يتواجد في قارة الذهب الاوروبية. اوروبا التي أوجدت "الصراع العربي – الصهيوني" يمكنها أن تجده لديها في البيت.

أعلى