• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
شرعية اليمن..متى تصل لصنعاء؟

شرعية اليمن..متى تصل لصنعاء؟



مثلّت عودة الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي إلى عدن بحلول إجازة عيد الأضحى المبارك، ونزوله في المدينة رفقة نائبه ورئيس الحكومة الشرعية خالد بحّاح ومعه عدد من المسؤولين والوزراء نقطة جوهرية ومفصلية في مسار الصراع في اليمن، ونقلة نوعية للسلطة الشرعية والمقاومة الشعبية في البلاد، عقب سلسلة من الهزائم والخسائر الفادحة التي تكبّدها الانقلابيون في معظم المدن، وتحضيرات واستعدادات المقاومة وقوت التحالف لمعركة تحرير صنعاء.

كما توالت انتصارات قوى التحالف العربي والجيش الوطني والمقاومة الشعبية على معسكر الانقلابيين (صالح والحوثيين) في المدن الشمالية بعد دحر ميليشياتها من المحافظات الجنوبية، وهو ما يشير إلى اقتراب موعد ومعركة الحسم وإنهاء الانقلاب الذي قاده المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم من أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح في اليمن.

ويرى محللون أن "الانتصارات الأخيرة التي جرت في مأرب وباب المندب تمهد الطريق نحو تحرير العاصمة صنعاء من سيطرة الميليشيات الانقلابية، معتبرين استعادة مضيق باب المندب، وسيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المدعومة من دول التحالف العربي له أكثر من أثر واقعي ودلالة رمزية" .

واعتبر مراقبون إن «السيطرة على الممر الحيوي رسالة للخارج قبل الداخل الذي وضع كثيرًا من التحفظات على الحسم العسكري والتوجه نحو التسوية بغض النظر عن تحقيق الأهداف التي تأسس عليها تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية»، مشيرين إلى أن «استعادة مضيق باب المندب يرفع من منسوب الثقة بالجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقدرة التحالف العربي على حماية الملاحة الدولية، وهو ما يعطيها موقفاً تفاوضياً قوياً من خلال تقليل مخاطر الصراع».

مؤكدين لـ " البيان " أن عملية «تحرير هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة يمهِّد الطريق لتطهير ما تبقى من مناطق في محافظة تعز الواقعة وسط البلاد، التي تمثل موقعا استراتيجيًا في معادلة الصراع على مستوى الجغرافيا والسكان، ويمكن لذلك أن يوقف نزيف الدم والدمار والفوضى التي جلبها الانقلابيون إلى المدن التي احتلوها سواء في الشمال أو الجنوب».

تعز .. واستعادة باب المندب

تمثل مدينة تعز شوكة الميزان للصراع القائم، ولذا فهي تمثل دوراً حاسماً للصراع الحاسم والمفصلي في تاريخ اليمن الراهن، والمؤثر لمسار بضعة عقود قادمة على أقل تقدير، فأبناء مدينة تعز القاطنين في ربوع المحافظة وجميع محافظات الجمهورية اليمنية يمثلون قرابة ثلث سكان اليمن، وهو تميز فريد يحسب لأبناء تعز إلى جانب تميزهم بالوعي والعلم والثقل الثقافي والإجتماعي والسياسي، و أيضاً وجود تعز جغرافياً على الخارطة في ما يمكن تسميته بحلقة الوصل بين الشمال والجنوب، ووحدهم أبناء تعز من يشكلون نسبة كبيرة من سكان صنعاء وعدن .

 كما كانت تعز ومازالت عاصمة ثورة التغيير الشعبية السلمية، وهي المدينة التي شهدت تشييد جامع الجند وبدء نشر رسالة الإسلام في اليمن , وتميزت بدورها في ثورتي أكتوبر وسبتمبر على السواء, والحديث يطول حول أهمية تعز ودورها الحاسم والهام في صراع الماضي والمستقبل .

ويقع باب المندب غربي البلاد، وهو البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، وقد كان خلال العصور التاريخية سببًا للصراع الدولي بين القوى الاستعمارية الكبرى، خصوصا فرنسا وإيطاليا وإنجلترا، باعتباره مصدر تحكم بين الشرق والغرب، ويبلغ اتساع مضيق باب المندب 23.2 كيلومتر فيما بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيعان غربا، وتطل ثلاث دول على المضيق، هي اليمن وإريتريا وجيبوتي، غير أن اليمن يتحكم في الممر الدولي، عبر جزيرة ميون التي لا تبعد عن اليابسة اليمنية سوى 4.8 كيلومتر، فيما تبعد عن الساحل الأفريقي 33 كيلومترًا.

وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبإسناد من قوات من "التحالف العربي، تمكنت قبل أيام من السيطرة على "باب المندب" بمنطقة ذباب، التابعة إدراياً لمحافظة تعز، وذلك بعد أن تقدمت من تجاه عدن.

كما نجحت قوى التحالف العربي والشرعية والمقاومة الشعبية في "قطع طرق الإمداد على الانقلابيين مليشيا (صالح والحوثيين) " في منطقة المفرزة، في وقت عمدت مروحيات الأباتشي إلى "قصف مناطق المعجر والسيمن باتجاه منطقة ذباب مركز مديرية باب المندب."

 كما تقدمت قوات الجيش والمقاومة في "منطقة الوازعية باتجاه معسكر العَمري الذي يتجمع فيه الانقلابيون " حيث باتت على "بعد 20 كيلومتراً من منطقة "ذباب"، الأمر الذي يشير إلى أن حسم معركة تطهير محافظة تعز من المتمردين باتت وشيكة.

وشن طيران التحالف العربي سلسلة من الغارات، فجر يوم أمس الأول، استهدفت مواقع وتجمعات عدة للانقلابيين في مدينة تعز وذلك لليوم الثالث على التوالي من الغارات المكثفة، وطالت الغارات منطقة ثعبات وصالة والجحملية والقصر الجمهوري وتبة السلال، شرقي تعز.

 كما قصف الطيران مواقع وتجمعات في منطقة الضباب غرب تعز وكذا منطقة الزنوج والستين شمال المدينة، الذي ترافق مع حدوث مواجهات واشتباكات في منطقة الزنوج وثعبات والأربعين في محاولة للقوات الشرعية للتقدم، بالتوازي مع سقوط قتلى وجرحى مدنيون جراء تعرضهم لقذائف عشوائية أطلقها الانقلابيون على أحياء سكنية خاضعة لسيطرة المقاومة الشعبية في محافظة تعز وسط اليمن.

من جهة أخرى، يكثّف الانقلابيون، هجماتهم على مدينة تعز، وسط أنباء عن تحركات في عدد من المناطق الحدودية مع المحافظات الجنوبية. وتشهد منطقة الشريجة بين لحج وتعز، تحركات عسكرية للمليشيات، بعد وصول تعزيزات عسكرية لها، وسط مخاوف من مساعي المليشيات لإعادة تنفيذ عمليات عسكرية داخل لحج.

في السياق، شنت طائرات التحالف غارات متتالية استهدفت تجمعات لمليشيا الانقلابيين (صالح والحوثيين) في منطقتي الراهدة والشريجة، بين تعز ولحج، فيما نقلت وسائل إعلام مقربة عن مصادر عسكرية، بأن "قاعدة العند الجوية وسط لحج، تشهد عمليات ترميمات وإعادة بناء مدرجاتها، لاستخدامها في الفترة المقبلة".

وفي المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، تصاعدت الحوادث اليومية بإطلاق قذائف من قبل الانقلابيين باتجاه مواقع سعودية ومحاولة إحداث اختراق في بعض المناطق، في مقابل ضربات مكثفة من المقاتلات الحربية والمدفعية، كما تواصلت الغارات الجوية للتحالف في صنعاء وصعدة والحديدة وحجة وإب والبيضاء ومحافظات أخرى.

في سياق آخر، تستمر الألغام في حصد مزيد من الأرواح في المناطق المحررة، بعدما أدى انفجار لغم في مطار عدن، إلى سقوط قتلى وجرحى. كما لقي شخص مصرعه وأصيب آخرون بانفجار لغم في بئر ناصر بمحافظة لحج.

معركة "مأرب " الفاصلة!

وتوصف المعارك التي تدور رحاها مع مليشيا الانقلابيين (صالح والحوثيين) في مأرب بأنها "فاصلة" باعتبارها الجبهة الأقرب إلى صنعاء، والسيطرة عليها سيجعل العاصمة بمرمى التدخل البري، إضافة إلى أهمية موقعها الحيوي بالنسبة لمحافظات شبوة والجوف والبيضاء.

وتشهد محافظة مأرب معارك هي الأعنف منذ عدة أسابيع، فقد نفذت القوات الموالية للشرعية بمشاركة قوات من التحالف هجمات مكثّفة مسنودة بطائرات "الأباتشي"، على مواقع مليشيا الانقلابيين (صالح والحوثيين) غربي مأرب، وحقّقت تقدّماً على أكثر من جبهة.

وانتقلت المعارك في مأرب من الأراضي والوديان، إلى الجبال والتلال، وتحوّلت إلى استراتيجية بين الطرفين، إذ تحاول مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، التمسّك بأكبر قدر ممكن من هذه التلال، وتستغل الخط الذي يربط شمال غرب مأرب بصنعاء لتعزيز قواتها في هذه التلال.

وتُعتبر المناطق التي تجري فيها المعارك بين صنعاء ومأرب، مناطق جبلية، لذلك تعمل قوات التحالف على قطع خط الإمداد عن المليشيات، بينما تعتمد الأخيرة على الألغام لتأخير تقدّم قوات الشرعية والتحالف.

وتقول مصادر في "المقاومة" لـ "البيان " إن بطء التقدّم في مأرب خلال الفترة الماضية مرتبط بسعي التحالف والقوات الموالية للشرعية لتقليل الخسائر واستنزاف الحوثيين قبل الهجوم المباشر على مواقعهم، بالإضافة إلى الصعوبات التي تفرضها تضاريس المناطق التي تجري فيها المعارك.

ومن المتوقع وفق المصادر أن تعمد قوات الشرعية والتحالف العربي إلى تغيير سير العمليات العسكرية في اليمن بعد السيطرة على سد مأرب، إذ ستصبح الأولويات العسكرية تأمين مأرب ومنشآتها الحيوية والاستراتيجية.

وُتعدّ محافظة مأرب المصدر الأهم للنفط عبر رأس عيسى في الحديدة، كما أنها المصدر الرئيسي للغاز المسال، الذي يتم تصديره عبر بحر العرب في ميناء بلحاف في شبوة. وتوجد في هذه المحافظة أيضاً محطة الكهرباء الغازية التي تغطي كل اليمن، وبالتالي فتأمين مأرب وتحريرها بشكل كامل يسمح بإعادة تصدير النفط والغاز، فضلاً عن إعادة تشغيل محطة الكهرباء.

ويتطلب تحرير مأرب بالكامل تأمين شبوة أيضاً، من خلال تحرير منطقة بيحان في شبوة وحريب في مأرب. وترجح مصادر أن يكون هناك توجّه لفتح جبهة البيضاء، لتأمين مأرب وشبوة وأبين وفرض حصار على ذمار.

أعلى