• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
التشكيلات الإرهابية اليهودية ومملكة التوراة

التشكيلات الإرهابية اليهودية ومملكة التوراة

  

تدعي المخابرات الصهيونية الداخلية "الشاباك" أن الإرهابيين اليهود الذين قاموا بإحراق عائلة "دوابشة" الفلسطينية ينتمون لتنظيم إرهابي يهودي واسع،  يهدف إلى الانقلاب على نظام الحكم في الكيان الصهيوني وتدشين نظام حكم يستند فقط إلى التوراة والتلمود.

ويدعي "الشاباك" أن المجموعة يقودها كل من يئير إيتنغير وموشيه أورباخ،  وهما من قادة تنظيم "شارة ثمن" الإرهابي،  الذي أعلن مسؤوليته عن إحراق عدد كبير من المساجد والكنائس،  إلى جانب تنفيذ اعتداءات جسدية ضد الكثير من الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وفي فلسطين 48.

ويدعي "الشاباك" أن أورباخ يعد العقل المدبر للتنظيم،  حيث أنه أعد وثيقة،  أطلق عليها "مملكة الشر"،  وتضمنت قائمة بالأهداف التي يتوجب ضربها،  وعلى رأسها المساجد،  التي تمثل في نظره "أبرز معالم مملكة الشر"،  كما جاء في صحيفة "هارتس" في عددها الصادر بتاريخ 2-8.

ويستند أورباخ إلى ما يسميه "مسوغات فقهية" تنطلق من فتاوى الكثير من الحاخامات اليهود،  سيما في القرن الثاني عشر،  وعلى وجه الخصوص الحاخام "الرمبام"،  الذي عاش في مصر والأندلس في تلك الأيام.

ويرى أورباخ أن قتل أكبر عدد من العرب سيفضي إلى واقع أمني سيفضي إلى غلبة الجناح اليميني الديني المتشدد في الكيان الصهيوني،  بما سيفضي إلى تشكيل "دولة التوراة".

ويأخذ أورباخ بالحسبان حقيقة أن المتدينين يشكلون الآن الأغلبية من الضباط في الوحدات القتالية وألوية الصفوة في الجيش الصهيوني،  مما سيسهل على تنظيمه مهمة السيطرة على الكيان الصهيوني.

وذكرت وسائل الإعلام الصهيونية أن مئير إيتنغير،  هو نجل الحاخام مئر كهانا،  مؤسس حركة "كاخ" التي كانت تطالب بطرد الفلسطينيين في حافلات للدول العربية.

وقد اغتال شاب مصري الحاخام كهانا أثناء تواجده في مدينة "نيويورك" عام 1991،  بسب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وتحريضه على العرب والمسلمين.

وينظر إلى إيتنغر،  على أنه صاحب كاريزما قوية،  على الرغم من أنه لم يتجاوز 24 عاماً،  حيث أنه يقوم بالتنسيق بين قادة التشكيلات الإرهابية التي يهودية،  التي تتخذ من النقاط الاستيطانية المنتشرة في الضفة الغربية،  وتحديداً في شمالها نقاط انطلاق لها.

ونوهت الجهات الأمنية الصهيونية إلى حقيقة أن العمليات الإرهابية التي ينفذها  المنضوون تحت هذا الإطار تهدف لبث حالة من عدم الاستقرار وترمي للمس بأسس المجتمع الصهيوني،  تمهيداً للتحولات التي يخططون لفرضها عليه.

وحسب جهات التحقيق الصهيونية،  فأن التشكيلات الإرهابية اليهودية التي يقودها كل من إيتنغر وأورباخ لم تعد ترى في عمليات إحراق المساجد والكنائس مسار التحرك الوحيد،  بل أن مخططاتهم باتت تهدف للمس بحياة أكبر عدد من الفلسطينيين.

ولا خلاف على أن الهدف الرئيس لهذه الجماعات هو توفير الظروف التي تسمح بتدمير المسجد الأقصى،  على اعتبار أن هذه التطور يضمن تحقق الخلاص اليهودي.

ويذكر أن الكاتب والروائي اليهودي دانيل كاربي قد توقع قبل عقدين من الزمن،  أن يتمكن التيار الديني اليهودي من اسقاط نظام الحكم الحالي وتدشين حكم توراتي يستند إلى "التفاسير الأكثر تشدداً لليهودية"،  على حد تعبيره.

وكما جاء في كتابه"ملائكة في سماء يهودا"،  توقع كاربي أن ينجح المتدينون اليهود من الهيمنة على مؤسسات الكيان الصهيوني المدنية والعسكرية وتدشين دولة دينية.

وأوضح كاربي أن المتدينين سيسلكون طريق واضحة للوصول إلى أهدافهم،  أهم مركباتها السيطرة على الجيش والمؤسسة الأمنية.

وتوقع الكتاب أن يقدم المتدينون اليهود على تدمير المسجد الأقصى وتحقيق حلمهم المتمثل في طرد الفلسطينيين للدول العربية.

وقد تحققت بعض ما جاء في كتاب كاربي،  حيث أن المتدينين الصهاينة باتوا يشكلون قلب المؤسسة العسكرية،  حيث أنهم لا يسيطرون فقط على المواقع القيادية في الجيش،  بل أن أكثر من 60% من الضباط في جهاز المخابرات "الشاباك" هم من المتدينين.

وقد اضطر جهاز "الموساد" مؤخراً لتعيين حاخام لكي يمنح عناصر الجهاز المتدينين "الفتاوى" التي تشرع العمليات التي يشارك فيها هؤلاء العناصر.

وقد أقرت مستويات الحكم الصهيونية بوجود بيئة داعمة للإرهاب اليهودي داخل الكيان الصهيوني.

وقال الرئيس الصهيوني روفي ريفيلين إن مؤسسات الحكم والمجتمع في الكيان الصهيوني لا تظهر حسماً في مواجهة التشكيلات الإرهابية،  وتتساهل إزاء الجرائم التي ينفذونها ضد الفلسطينيين.

وأضاف: "ملزمون بالاعتراف بأن هناك تسامح إزاء الإرهابيين اليهود،  هذا سيكون مصدر خطر كبير على الدولة والمجتمع معاً".

من ناحيتها قالت وزيرة الخارجية والقضاء الصهيونية السابقة تسيفي ليفني إن الإرهابيين اليهود باتوا يشكلون قطاعاً واسعاً،  مشيرة إلى أن من التضليل وصفهم بـ "مجموعة صغيرة".

وفي مقابلة أجرتها معها إذاعة الجيش الإسرائيلي ،  قالت ليفني أن الإرهاب اليهودي "ينعم ببيئة مناسبة وحاضنة اجتماعية" في الكيان الصهيوني،  مشددة على أن الحكومات الصهيونية المتعاقبة خشيت أن تتعاطى مع التهديد الذي يشلكه الإرهاربيون اليهود،  بسبب الدعم الذي يحظون به من الأحزاب،  سيما الأحزاب اليمينية،  وعلى وجه الخصوص التي تشارك في الحكومات.

ووصفت ليفني المجموعات الإرهابية بأنها "مجموعات خلاصية تعمل بغطاء كثيف من الحاخامات وتستفيد من السطوة السياسية لليمين بقيادة نتنياهو".

ومن المفارقة،  وعلى الرغم من أن الأجهزة الأمنية الصهيونية تملك وثائق تدين الإرهابيين اليهود إلا أنها ترفض اعتقالهم بحجة أن النيابة العامة قد لا تقتنع بالمسوغات التي تقدم لتبرير عمليات الاعتقال.

وبالفعل فقد رفضت النيابة الصهيونية العامة اعتقال الإرهابي إيتنغر،  على الرغم من كل القرائن التي تدينه والشبهات التي تدور حوله،  والقرار الوحيد الذي اتخذ بحقه هو إبعاده من الضفة الغربية إلى داخل الكيان الصهيوني،  مع العلم أن كل المؤشرات تدلل على أنه يواصل من هناك إدارة دفة التنظيم الإرهابي.

ويحظى الإرهابيون اليهود بدعم قوي من الساسة في حزب الليكود الحاكم.

فقد دافع النائب الليكودي ميكي زوهر عن مرتكبي جريمة إحراق الرضيع علي دوابشه وعائلته،  قائلاً: "الذين أحرقوا منزل عائلة دوابشة لم يقصدوا قتل الرضيع علي".

وقد شن الكاتب الصهيوني بن كاسبيت هجوماً لاذعاً على حزب "الليكود" الحاكم،  معتبراً أنه بات يمثل غطاءً سياسياً للإرهابيين اليهود.

وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" حذر كاسبيت من أن وزراء ونواب الليكود في سعيهم لضمان مستقبلهم السياسي يخرجون عن طورهم في الدفاع عن التشكيلات الإرهابية اليهودية.

أعلى