الإرهاب اليهودي و مطفأة عباس
أفي يسسخاروف/واللا
أعلنت حركة حماس في بداية الأسبوع عن يوم غضب في المناطق الفلسطينية احتجاجا على ما وصف بمحاولات المس بالأقصى. ويصعب القول أن أحدا في الجهاز الأمني الصهيوني كرس لهذا الإعلان أي أهمية خاصة. فحماس تحاول منذ فترة طويلة إشعال الضفة الغربية دون أن تحقق نجاحا. لكن العملية اليهودية في قرية دوما تغير الصورة بشكل دراماتكي.
عملية القتل البشعة للرضيع علي دوابشة، ابن السنة ونصف السنة، ومصارعة والديه وشقيقه البقاء على قيد الحياة، من شأنه أن يتحول إلى شرارة كبيرة ستخرج الفلسطينيين من حالة اللامبالاة. "يوم الغضب" الذي كان يبدو حتى صباح الجمعة انه لن ينجح بإخراج الآلاف إلى الشوارع، يمكن بسهولة أن يتحول إلى حادث ملغوم سيقود إلى وقوع ضحايا وحدوث التصعيد الذي تطمح إليه حماس منذ فترة طويلة.
"الإرهابيون اليهود" الذين نفذوا العملية في دوما يساعدون التنظيم "الإرهابي الاسلامي" على تحقيق أهدافه. ليس من المؤكد طبعا انه ستندلع أعمال احتجاج فلسطيني واسعة. السكان الفلسطينيون يترددون منذ سنوات بالانضمام إلى محاولات التنظيمات الاسلامية إشعال الأرض بفعل أسباب عدة: غياب المحفزات بسبب ندوب الانتفاضة الثانية، التركيز على التفتيش عن مصادر معيشة أفضل، الخيبة الكبيرة من السلطة الفلسطينية، ومن حماس. كل هذه الأمور خلقت نوعا من اللامبالاة في صفوف الجمهور، ولم ينجح حتى قتل الطفل محمد ابو خضير في العام الماضي بجر الجمهور إلى اضطرابات واسعة في الضفة.
ومن الأسباب الرئيسية التي جعلت الهدوء يسود في الضفة الغربية، كانت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها ابو مازن. تلك القيادة التي يدعي نتنياهو ويعلون إنها ليست شريكة للسلام، تعمل منذ فترة طويلة كأن مهمتها إخماد الحرائق الصهيونية في الضفة. لقد نجحت القيادة الفلسطينية المرة تلو الأخرى بتهدئة الجمهور الفلسطيني حتى في أيام الجرف الصامد المتوترة، وأحبطت عشرات العمليات ضد الصهاينة. وهناك إجماع في أجهزة الأمن الصهيونية، الشاباك، شعبة الاستخبارات العسكرية ومنسق العمليات على أن ابو مازن هو جزء من الحل وليس جزء من المشكلة. لكن المشكلة هي أن صناع القرار في الحكومة الصهيونية يرفضون سماع ذلك ويتمسكون بموقفهم القديم الذي يعتبر ابو مازن ليس شريكا.
حتى إذا لم تنجح عملية قرية دوما بإخراج الجماهير الحاشدة إلى الشوارع لعدة أسباب، فمن الواضح انه ستأتي سلسلة من الهجمات الانتقامية الفلسطينية ضد الصهاينة، من قبل حماس والمنظمات الأخرى، في المناطق وداخل الخط الأخضر. عباس قد يحاول تجنب هذا الاشتعال، ولكن إذا شعر بالنيران تصل إلى أطرافه ، لن يكون من المفاجئ إذا نفذ تهديده الذي أطلقه منذ فترة طويلة - بوقف التنسيق الأمني أو باستقالته.