الجيش فشل أمام الذئاب المنفردة
إن موجة العمليات الأخيرة التي جبت حياة ضحيتين خلال اقل من اسبوعين، صادفت الجهاز الأمني ليس عاجزا فحسب ولا يملك أي طرف خيط، وإنما مرتبك في رسائله. ففي الوقت الذي لا يستطيع فيه الجيش والشاباك الربط بين الأحداث الأخيرة التي وقعت كلها في منطقة بنيامين، فإنهم لا ينجحون أيضا بوضع أياديهم على منفذي هذه العمليات.
لقد فاجأ وزير الأمن موشيه يعلون، أمس، عندما قال خلال لقاء مع المراسلين في الشمال بأن عمليات إطلاق النار تمت بأوامر من تنظيم حماس في اسطنبول. وقال إن الأموال التي تدعم حماس في الضفة مصدرها إيران، وأحصى العمليات الأخيرة التي يتحمل التنظيم المسؤولية عنها، ومن بينها عملية "شفوت راحيل" التي قتل خلالها ملاخي روزنفلد، وقتل داني غانون قرب دوليف.
وحسب أقوال يعلون فإن المسؤول هي قيادة حماس التي انتقلت من دمشق إلى اسطنبول. وبعد عدة ساعات من تصريحات يعلون، التقى ضابط في الجيش مع المراسلين العسكريين وقال العكس تماما. فقد أكد أن العمليات الأخيرة هي نتاج تنظيمات محلية ولا يوجد ترابط بينها، ولا توجد قواعد موجهة للعمليات في الغور، أو قرب دوليف وقبر راحيل وقلنديا.
مع ذلك فقد رسخت حماس قاعدة ثابتة وكبيرة في الضفة. وبات من الواضح الآن أن عملية امس الاول، قرب شيلو ليست جزء مما يسمى عمليات فردية. ومن الواضح انه لكي يتم تنفيذ عملية بواسطة سيارة وأسلحة وفي نقطة محددة تسمح باختيار طرق مختلفة للهرب، كان الأمر يتطلب استعدادا وتنظيما، حتى وان لم يكن مؤسساً.
لقد حان الوقت كي نطالب الجيش والشاباك بنتائج أفضل أمام الذئاب المنفردة أيضا، لأنه لا يمكن تقبل ذلك كأمر سماوي. لقد اثبت التنظيمان في قمة الانتفاضة قدرتهما على اجتثاث تهديدات أكثر درامية من الذئاب المنفردة، وأحبطوا قواعد "إرهاب" أرسلت يوميا "الانتحاريين" إلى الباصات، ومنفذي عمليات حولوا مسارات الطرق في الضفة إلى شوارع دامية. في تلك الأيام سموا الطريقة "جزازة العشب"، ومن اخترع المصطلح كان قائد المنطقة الوسطى موشيه كابيلانسكي، فيما تولى تنفيذها عميد شاب اسمه غادي ايزنكوت، الذي شغل في حينه منصب قائد كتيبة "يهودا والسامرة"الضفة الغربية. حاليا يجب على ايزنكوت (القائد العام للجيش) مطالبة ضباطه والشاباك بالإبداع ذاته وفق خطة جديدة تضع حدا لموجة "الارهاب". ليس المقصود امر سماوي.