حارة اليهود..جزء من نكبتنا
مليار و 133 مليون جنيه هي تكلفة الأعمال الدرامية المصرية في شهر رمضان لهذا العام، وهل نتاجها يساهم في استنهاض همة جيل و إعادة سرد التاريخ بشكل منصف، أم توعية الجيل الحالي و المساهمة في إذكاء حالة إستقرار البلاد و دعم الحالة الفكرية و الثقافية للشخصية المصرية؟! بالطبع لا، فمثل هذه المسلسلات إنما غايتها الإستمرار في إفساد العقول وتحريف الحقائق و تجميل المشوه و بث روح الفساد في النفوس، وإشغال الناس عن واقعهم من خلال صناعة قصص درامية لا يوجد لها صحيح و إن وجد فهو محرف و لا يقف مع الحق والحقيقة ولو بجملة أو مشهد.
مع بداية شهر رمضان الحالي بدأت قناة " الحياة" المصرية بعرض مسلسل "حارة اليهود"، الذي يتحدث عن تفاصيل العلاقة بين اليهود في حي الجمالية بالقاهرة و المسلمين و المسيحيين في مصر خلال 50 عاما مضت عقب احتلال فلسطين. هذا المسلسل هدفه تحسين صورة اليهود داخل أوساط المجتمع المصري لا سيما بعد تحسن العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين عقب تكليف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدبلوماسي حازم خيرت برئاسة البعثة الدبلوماسية المصرية في تل ابيب.
صحيفة"معاريف" العبرية نقلت ثناء أوساط دبلوماسية إسرائيلية على الجهد الإعلامي المصري، ورحبت الصفحة الرسمية للسفارة الإسرائيلية بمساهمة المسلسل في تحسين صورة اليهودي لدي أطياف المجتمع المصري.
قالت الصحيفة في تقرير نشرته في 20 يونيو إن المسلسل يتناول حياة اليهود في مصر من منظور إيجابي, وهو ما قد يسهم في تغيير نظرة المصريين السلبية ضد إسرائيل.
وتحدثت الصحيفة عن مفاجأة مفادها أن هذا المسلسل كان تم الانتهاء من إعداده قبل عامين, إلا أن وجود جماعة الإخوان المسلمين في الحكم حينها, حال دون عرضه.
يقوم بدور البطولة في المسلسل الممثلة المصرية منة شلبي، و إياد نصار، وعدد من وجوده الدراما المصرية، بينما يشرف على الإخراج محمد العدل. رغم محاولات القائمين على المسلسل تقديم صورة نمطية جميلة وحسنة عن اليهود إلا أن رئيسة الطائفة اليهودية في مصر ماجدة هارون، قالت إن المسلسل به عدة أخطاء.
و أجاز رئيس جهاز الرقابة على الأعمال الفنية في مصر عبد الستار فتحي بث المسلسل دون إي ملاحظات، وتدور حول فتاة يهودية في دور درامي اجتماعي التي تنقلب حياتها رأسا على عقب وترفض طيلة الوقت أن تعرّف عن نفسها بأنها يهودية، فتقع في حب الفنان إياد نصار وهو شرطي مسلم ضمن أحداث المسلسل.
وتسرد تفاصيل المسلسل أحداث ووقائع إجتماعية خلال ثوة 23 يوليو الإنقلاب الذي قام به جمال عبد الناصر و العسكريين المصريين على النظام الملكي، وصولاً إلى العدوان الثلاثي على مصر و إنعكاسات تلك المرحلة على يهود مصر.
ويسلط المسلسل الضوء على حياة وسلوك اليهود المصريين في تلك الحقبة الزمنية وكيف كانوا يمارسون حياتهم اليومية وكيف انعكست الأوضاع السياسية في البلاد على حياتهم.
في مقابلة أجرتها قناة "i24" الإخبارية الإسرائيلية مع السفير الإسرائيلي السابق في مصر إسحاق ليفانون، أكد أن المسلسل لا يعكس حالة العداء للسامية داخل الشعب المصري، و أشار إلى أنه خلال فترة إقامته في القاهرة كان يرى بعكس ما يدعيه المسلسل من أن الشعب المصري يحترم اليهود. ويؤكد السفير أن عدد اليهود في مصر في عهد الملكية كان يزيد عن مائة ألف يهودي لكن بعد هجمات الإخوان المسلمين على المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين عام 1948 و عودة عدد منهم إلى مصر، إنعكس ذلك على الوجود اليهودي وكانوا هم وراء حملة العداء لليهود وطردهم من مصر بالإضافة إلى دور عبد الناصر و استغلاله لتلك الأزمة للترويج للقومية و الاشتراكية في العالم العربي.
ويضيف ليفانون، إن عدد اليهود في مصر اليوم لا يتجاوز 20 شخصاً، و خلال السنوات الماضية كلما حاولنا مد جسور التواصل مع الشعب المصري لا نجد إستجابة، هناك تواصل مع الحكومة لكن الشعب المصري يرفض هذا الأمر ولا يمكن الإدعاء بعكس ذلك. يضيف السفير الإسرائيلي السابق في مصر:" يمكن أن تجد الكثير من اليهود الإسرائيليين يرغبون في زيارة مصر و يحبونها كونهم ولدوا فيها، لكن من الصعب أن تجد مصري يحب إسرائيل..
يقول السفير إن حي الجمالية أو حارة اليهود هو الحي الذي ولد فيه جمال عبد الناصر و عبد الفتاح السيسي، و يقاطعه هشام فريد مراسل القناة الإسرائيلية في القاهرة، " الرئيس عبد الفتاح السيسي قال واضحا بأنه سيحسن العلاقات مع إسرائيل"، مضيفا بأنه يقوم بهدم أنفاق غزة لحماية أمن إسرائيل.