• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 تَشَفِّي صهيوني بتراجع حزب

تَشَفِّي صهيوني بتراجع حزب"أردوغان"


تسود حالة عارمة من الرضا والارتياح في دوائر الحكم الصهيونية في أعقاب نتائج الانتخابات التشريعية التركية، التي دللت على تراجع حزب "العدالة والتنمية"، الذي ينتمي إليه الرئيس طيب رجب أردوغان.

وتأمل النخب الصهيونية أن يفضي تراجع الحزب إلى بلورة واقع سياسي داخل تركيا يسهم في تحسين البيئة الإقليمية للكيان الصهيوني بشكل جذري وتام، .وتنطلق الدوائر الصهيونية من افتراض مفاده أن تراجع الحزب يعني عملياً إضعاف مكانة الرئيس أردوغان وتقليص قدرته على اتخاذ سياسات معادية للكيان.

وقد حرص قادة الكيان على عدم التعبير عن مشاعر الارتياح بشكل علني، بل عمدوا إلى تسريب مواقفهم إلى وسائل الإعلام بدون الكشف عن هوياتهم الشخصية. وقد شذ عن هؤلاء الرئيس السابق شمعون بيريس الذي لم يجد غضاضة في التعبير عن فرحته العارمة بتراجع حزب أردوغان علناً.

فخلال الكلمة التي ألقاها أمام "مؤتمر هرتسليا 2015 للأمن القومي"، الذي انعقد الأسبوع الماضي، قال بيريس: "لقد خطط أردوغان أن يحول تركيا إلى دولة إسلامية متطرفة ولا يمكن أن تتسع المنطقة لمثل هذه الدول، نتائج الانتخابات تعبر عن اتجاه إيجابي في كل ما يتعلق بمصالح كياننا".

وقد عزا كثير من المعلقين الصهاينة تخلي بيريس عن نمط تعاطيه الدبلوماسي وكشفه عما يدور في داخله إلى رغبته في التشفي من أردوغان الذي أهانه عندما ترك بشكل تظاهري الندوة التي كانا يشاركان فيها معاً خلال انعقاد مؤتمر "لوزان" الاقتصادي في 2009، احتجاجاً على المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة خلال الحرب التي أطلق عليها الصهاينة "الرصاص المصبوب".

وقد حرصت محافل التقدير الإستراتيجي الصهيونية، سيما في كل من وزارة الخارجية والأجهزة الاستخبارية على التأكيد على أن حاجة حزب "العدالة والتنمية" للأحزاب التركية الأخرى بعد خسارته أغلبيته المطلقة في البرلمان يعني بشكل واضح أنه لن يكون بوسعه مواصلة الحكومة الجديدة تطبيق السياسات التي كانت تطبقها الحكومة السابقة، سيما في كل ما يتعلق بالعلاقة مع الكيان الصهيوني والتعاطي مع حركة حماس، إلى جانب السياسة التركية تجاه الملف السوري.

وتفترض تل أبيب أن الحكومة الجديدة  في أنقرة ستقلص هامش المناورة المتاح أمام أردوغان وتحد من قدرته على اتخاذ سياسات مستقلة، سيما على صعيد السيياسات التي تتعارض مع المصالح الصهيونية.

ويبدي الصهاينة رهانات قوية على أن يفضي تشكيل الحكومة الجديدة في تركيا إلى تغيير جذري في الموقف التركي من القضية الفلسطينية، سيما العلاقة مع حركة حماس.وتدعي تل أبيب أن أردوغان يحرص على منح حركة حماس مظلة إقليمية ودولية تقلص من قدرة الكيان الصهيوني على ضربها.

وأشارت المحافل الصهيونية بشكل خاص إلى سماح أردوغان لقادة حركة حماس بالتواجد على الأراضي التركية، سيما صالح العاروري، عضو المكتب السياسي للحركة، الذي تتهمه الاستخبارات الصهيونية بالتخطيط لتنفيذ عمليات في العمق الصهيوني من داخل الأراضي التركية.

وقد عنت وسائل الإعلام الصهيونية بشكل خاص بإبراز التصريحات التي وصفت بـ "الخطيرة" التي صدرت عن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في أحد اللقاءات الانتخابية،  حيث أكد أنه لا يوجد علاقة دينية أو تاريخية بين اليهود والقدس وأن هذه المدينة تعود للمسلمين فقط.

وأعاد بعض الصحافيين الصهاينة للأذهان ما اعتبره "لاسامية فجة يمتاز بها خطاب أردوغان".ونوهت صحيفة "ميكور ريشون" إلى حقيقة أن أردوغان قال أثناء حملة الانتخابات الرئاسية إن الوزيرة الصهيونية إياليت شاكيد، القيادية في حزب "البيت اليهودي" تحتكم إلى عقلية تشبه عقلية هتلر.

ونوهت مصادر صهيونية على أن حكومة نتنياهو ستستغل نتائج الانتخابات في تكثيف الضغوط الدولية والأوروبية على تركيا لإجبار رئيسها على إبداء سياسات أكثر تصالحية تجاه تل أبيب.

وأشارت المصادر إلى أن كلاً من الرئيس الحكومة نتنياهو ووزير حربه  موشيه يعلون سيكثفان مطالبتهما بطرد تركيا من صفوف حلف "الناتو" بفعل دفاعها عن حركة حماس وسماحها لقادة الحركة بالتواجد على أراضيها.

وأشارت المصادر إلى أن يعلون يحرص عند التقائه بأي مسؤول أوروبي أو أمريكي على القول إن أردوغان هو "إسلامي متطرف وخطر ولا يقل خطره عن خطر التنظيمات الجهادية التي تناصب الغرب العداء بشكل علني".

ونقلت الإذاعة العبرية عن يعلون قوله لأحد المسؤولين الغربيين الذين التقاهم مؤخراً:"كيف تسمحون لدولة رئيسها إسلامي متطرف أن تواصل العضوية في حلف الناتو، هذا ضد مصالحكم ومصالحنا".

وأشارت الإذاعة إلى أن يعلون يحرص على الزعم بأن أردوغان  يتبنى مواقف معادية من القيم الغربية، وأنه لا يمكنه أن يكون شريكاً أو حليفاً للغرب بسبب تربيته ومنظومة القيم التي تربى عليها".

ومما لا شك فيه أن الصهاينة يراهنون على أن تدفع الحكومة الجديدة في أنقرة في حال كانت ائتلافية نحو تغيير سياسات تركيا تجاه الإسلاميين والحركات الإسلامية في العالم العربي بشكل عام.

وذكر مصدر صهيوني مسؤول أن تل أبيب تتطلع إلى تغيير جذري في السياسة التركية الهادفة إلى إسقاط نظام الأسد، على اعتبار أن إسقاط النظام في الوقت الحالي لا يخدم المصالح الصهيونية.

وتتهم تل أبيب تركيا  بتقديم الدعم العسكري والسياسي للتنظيمات الإسلامية السنية التي تقاتل النظام الأسدي.ولم تتمالك النخب الصهيونية نفسها في التعبير عن مدى فرحتها بتراجع أردوغان، سيما النخب اليمينية المتطرفة.

وقد اقتبس الكاتب الصهيوني المتدين آرييه كهانا نصاً من التوراة المزورة جاء فيها:" قضى الرب أن يكون الخسران هو مصير أعدائك"، فيما يدلل على حالة التشفي من أردوغان بسبب عدائه تجاه الكيان الصهيوني.

لكن هناك في تل أبيب من يرى أن الفرحة الصهيونية بتراجع حزب أردوغان مبالغ فيها إلى حد كبير، علاوة على أن هناك احتمال أن تفضي نتائج الانتخابات إلى دفع أردوغان لتبني مزيد من المواقف المتشددة تجاه الكيان الصهيوني.

ولم يستبعد الصحافي أودي أوكينوس أن يفضي أن يضفي أردوغان مزيد من التشدد على مواقفه من الكيان الصهيوني من أجل ضمان ولاء قواعد حزبه ومناصريه. ونوه أوكينسوس إلى حقيقة أن الشعب التركي يتبنى مواقف عدائية قوية تجاه الكيان الصهيوني، وبالتالي فأنه سيكافي أردوغان في حال تبنى مواقف أكثر عدائية تجاه تل أبيب.

أعلى