• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
فزع صهيوني: المقاطعة الدولية خطر وجودي

فزع صهيوني: المقاطعة الدولية خطر وجودي


أجمعت النخب الصهيونية على أن حركة المقاطعة الدولية ضد الكيان الصهيوني باتت تشكل "تهديداً وجودياً" من الطراز الأول وأنها لم تعد تهديداً إستراتيجياً كما كانت الحكومة الصهيونية تعرفها حتى الآن.

وقال الكاتب الصهيوني حامي شليف، المقيم في الولايات المتحدة أن حركة المقاطعة الدولية تتعاظم في الولايات المتحدة تحديداً بشكل يمكن أن يتسبب في إلحاق ضرر كبير بمستقبل العلاقات الأمريكية الصهيونية.

وفي مقال نشرته صحيفة "هارتس" في عددها الصادر أمس الثلاثاء، نوه شليف إلى أن الخطوات التي أقدمت عليها حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة لمواجهة حركة المقاطعة الدولية تفضي إلى نتائج عكسية، مشيراً إلى أن هذه الحكومة تستعين في مواجهة هذه الحملة بأشخاص مثار خلاف داخل الولايات المتحدة.

وأوضح شليف أن نتنياهو لا يريد إدراك حقيقة أنه في ظل الحكومة اليمينية الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان الصهيوني التي يرأسها حالياً سيكون من المستحيل مواجهة المسوغات التي يقدمها قادة حركة المقاطعة الدولية ضد تل أبيب.

وفي السياق، عد تحقيق نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" في عددها الصادر بتاريخ 1-6 أن حركة المقاطعة الدولية تؤذن بنسف رصيد الكيان الصهيوني من الشرعية الدولية وسيعيد الصهاينة إلى المربع الأول.

وحذر التحقيق من أن وتيرة الانضمام العالية لصفوف هذه الحركة عالية جداً مما يجعل من الصعب على الحكومة الصهيونية وحلفائها مواجهتها بشكل ناجع.

وأوضح التحقيق أنه على الرغم من أن حركة المقاطعة الدولية لم تتسبب حتى الآن في أضرار كبيرة للاقتصاد الصهيوني، فأن تواصلها وتعاظم وتيرتها سيفضي إلى كارثة اقتصادية بكل ما تعني الكلمة.

وفي ذات السياق، قال المفكر الصهيوني آرييه شافيت أنه فوجئ عندما زار خمس عشرة جامعة أمريكية والتقى بطلابها، حيث تبين له حجم العداء الذي يكنه الطلاب الأمريكيون للكيان الصهيوني.

وشدد شافيت في مقال نشرته صحيفة "هارتس" بتاريخ 18-5 على أنه على الرغم من إدراك القيادة الصهيونية مخاطر انهيار الشرعية الدولية إلا أنها عاجزة عن القيام بفعل يقلص من تأثيراتها الكارثية، بفعل القيود الأيدلوجية التي تقلص قدرة نتنياهو على الحركة بشكل مرن.

وهاجم شافيت نتنياهو لأنه يفضل مصلحته الشخصية ويسعى لتأمين مستقبله السياسي على حساب المصلحة العامة للكيان، والتي تفرض التحرك من أجل مواجهة حركة المقاطعة عبر اتخاذ سياسيات تدلل للمجتمع الدولي بأن تل أبيب معنية بحل الصراع مع الفلسطينيين بشكل حقيقي.

من ناحيتها قالت الصحافية إئليت شاحر إن المشكلة تكمن في حقيقة أن أحداً من زعماء العالم لا يصدق نتنياهو ولا يثق بأية كلمة تصدر عنه، مما يجعل مهمة إصلاح صورة الكيان الصهيوني معقدة بشكل خاص.

ويحذر المعلق الصهيوني ألون بن دافيد من أن الصيف الحالي سيشهد تجسيد مخاطر المقاطعة الدولية التي تحذرها تل أبيب.

وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف"، قال بن دافيد أن دول العالم ستتعامل مع الكيان الصهيوني كما يتم التعامل مع "الشخص المصاب بالجُذام الذي يحرص الجميع على الابتعاد عنه بفعل الطابع الذي تكرس عن الحكومة الجديدة في أرجاء العالم".

وصب بن دافيد غضبه على الحكومة الجديدة في تل أبيب لأنها "تصب الزيت على النار" من خلال التوسع في إصدار القوانين العنصرية التي لا يمكن معها الدفاع عن الكيان الصهيوني في أرجاء العالم.

وأضاف:"المبادرات ومشاريع القوانين التي سيحاول قادة الائتلاف الحاكم الجديد تمريرها  ستمنحنا نفس المكانة الدولية التي "تمتعت" بها جنوب أفريقيا أبان حكم نظام الفصل العنصري".

ومما يزيد من حرج الكيان الصهيوني حقيقة أن معظم النشطاء في حملة المقاطعة الدولية هم من الشباب اليهودي، الذي لم يعد يؤمن بقيم الصهيونية ولا برسالاتها.

وحسب تحقيق أجرته صحيفة "هارتس" ونشرته في ملحقها نهاية الأسبوع الماضي، فقد تبين أن عدداً كبيراً من الشباب اليهودي الذي يزور الكيان الصهيوني بنية تعزيز قناعاته الصهيونية يعود وقد تحول إلى معاد للصهيونية.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الشباب اليهودي الذين زاروا الكيان أصبحوا بعد عودتهم للولايات المتحدة من قادة حركة المقاطعة الدولية.

وحسب ما نشرته الصحيفة، فأن جزءاً مهماً من الشباب اليهودي باتوا يضيقون ذرعاً بالطابع "العنصري" للبرامج التعبوية والتثقيفية التي يعدها الكيان الصهيوني لهم، مما دفعهم لتبني مواقف معادية للصهيونية.

ونقلت الصحيفة عن سوس سوسمان، وهو طالب يهودي يقطن في نيويورك " إنه فوجئ من كثافة المضامين العنصرية للرسائل التي يحرص المرشدون الصهاينة على إيصالها إلى السياح اليهود من الشباب، وهو ما جعله ينضم لحركة المقاطعة الدولية بعد عودته للولايات المتحدة.

وحسب سوسمان، فأن التحول الفارق في موقفه من الكيان الصهيوني جاء في أعقاب مبادرته لزيارة الضفة الغربية واطلاعه على فظاعة المس بحقوق الإنسان الفلسطيني على أيدي جيش الاحتلال والمستوطنين.

وقد قررت الحكومة الصهيونية تشكيل خلية عمل يرأسها الوزير يغال اردان لتنسيق جهود مؤسسات الكيان ومؤسساتها في مواجهة حركة المقاطعة الدولية.

لكن هذه الخطوة ووجهت بانتقادات كبيرة داخل تل أبيب لأنها ترافقت مع خطوات لا تساعد على اقناع المجتمع الدولي بمساعدة الصهاينة في مواجهة هذه الحركة.

فعلى سبيل المثال، أقدم نتنياهو على تعيين المتطرف زئيف إليكين وزيراً لشؤون القدس، وهو من أكثر القادة الليكوديين حماساً لمشاريع التهويد والاستيطان.

 وعين نتنياهو النائب الليكودية المتدينة والمتطرفة تسيفي حوطبيلي نائبة لوزير الخارجية ومسؤولة عن تسويق مواقف الكيان الصهيوني أمام المجتع الدولي.

 وفي أول لقاء مع سفراء الكيان الصهيوني، طالبت حوطبيلي بعدم إبداء أي ليونة في الدفاع عن مواقف حكومتها الأكثر يمينية.

وحثت حوطبيلي السفراء على القول إن "كل أرض فلسطين تعود للشعب اليهودي" بحكم الوعود الإلهية في التوراة".

في الوقت ذاته، دعت قيادات يهودية وازنة يهود أوروبا لعدم  الإصغاء للقادة الصهاينة وعدم الهجرة للكيان الصهيوني.

ووصف رئيس الكنيست الأسبق أبراهام بورغ الداعين لتهجير يهود أوروبا للكيان الصهيوني بأنهم "آكلو لحوم بشر يريدون أن يقتات الكيان الصهيوني على لحوم اليهود والتضحية بتاريخ اليهود في أوروبا الذي امتد لأكثر من 1000عام".

وفي مقال نشرته صحيفة "هارتس" في عددها الصادر بتاريخ 20-4،  دحض بورغ دعوة نتنياهو يهود أوروبا بزعم زيادة تأثير المسلمين هناك، مشيراً إلى أن المسلمين في أوروبا يشكلون أقل من 5% من السكان وأغلبيتهم الساحقة يتعاملون "كمواطنين أوروبيين صالحين"، في حين أن المسلمين في الكيان الصهيوني والأراضي الفلسطينية المحتلة يشكلون حوالي 50%، ويتعرضون لتمييز على أساس عنصري.

أعلى