• - الموافق2024/11/28م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 مخيم

مخيم"اليرموك"..بين داعش والنظام السورى

كان من المفاجأة بمكان الاقتحام  المفاجئ لتنظيم داعش - في نسخته السورية – باتجاه مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والذى يقع جنوب العاصمة السورية – دمشق - والذى يمتلك رمزية خاصة في موسوعة الكفاح الوطني الفلسطيني المعاصر، وفي مسيرة المقاومة الفلسطينية باعتباره عنوان القضية الفلسطينية وعنوان اللجوء الفلسطيني ورمزا لسرمدية العمل الكفاحي العروبى والاسلامى.

ولعل ذلك كان سببا مهما في أن النظام السوري وبرغم عدوانيته وإجرامه الشديد بحق الشعب السورى فانه اكتفى بحصار المخيم فقط وقصفه المتكرر بقذاف الهاون وإغلاق مداخله من أجل فرض الموت الموسمي على أهل المخيم ، الا أنه لم يورط نفسه في إقتحام جيش النظام السورى  للمخيم وذلك في خطوة ذكية يستهدف منها المحافظة على التغنى بالورقة الفلسطينية واسطوانة محور الممانعة التي صم بها الأذان.

بالإضافة إلى أن مخيم اليرموك الفلسطيني يخضع لحصار مشدد من قبل النظام السوري الذي يحاصره منذ فترة طويلة نتج عنها أزمة كبيرة في المواد الرئيسية إضافة لانقطاع الكهرباء والماء  المستمر عنه منذ  حوالى عامين ، مما نتج عنه معاناة يومية كبيرة في كل تفاصيل الحياة اليومية عدا عن شهداء الجوع في المخيم  والذين بلغ عددهم في عام 2014 ما يزيد على 170 شهيدا سقطوا نتيجة حالة التجويع المفروضة على المخيم والتي أكلت الأخضر واليابس وقدمت للعالم نموذجا جديدا في جرائم قبيحة كان يعتقد الجميع انها انتهت واضحت من مخلفات القرون الوسطى.

وعليه فانه وبكل الأحوال فإن النظام السوري سعى وبحنكة سياسية وعسكرية كبيرة  إلى الابقاء على شعرة معاوية بينه وبين الكثير من المناطق الثائرة ومن ضمنها مخيم اليرموك

 المفارقة الحقيقية في أن تنظيم "داعش" الذي اقتحم المخيم ساق عديد الذرائع الواهية  في تبرير اعتدائه وهجومه على مخيم اليرموك على مواقعه الالكترونية  وهى تتمحور حول فك "الحصار الجائر " الذي يفرضه النظام السوري على أهالي المخيم منذ اكثر من عامين كاملين، والحفاظ على المخيم من جهة اخرى خصوصا بعد ورود أنباء عن العمل عن اتفاق مصالحة بين الفصائل المسلحة، التي تسيطر على المخيم، وقوات النظام، على غرار ما حصل في أحياء عديدة  داخل العاصمة، وفي ريفها.

هذه الذرائع الداعشية  تبدو في صورة مناقضة تماما لما يجرى على الارض:

·        من حرب شعواء وقصف صاروخى وقذائف هاون وقنص في كافة مناطق التماس بين منطقتى الحجر الأسود ويلدا الملاصقتان للمخيم واللتان تسيطر عليهما داعش،  والتي انطلقت منهما باتجاه المخيم  وبين فصائل فلسطينية تدافع عن المخيم وتحاول صد هجوم داعش  وأبرزها كتائب أكناف بيت المقدس.

·        السعي إلى إيجاد الذرائع لاقتحام مخيم اليرموك حيث كانت اولى اعماله العمل المستمر على تعطيل الاتفاق القاضي بتحييد المخيم والذي تمثلت أولى خطواته  في اغتيال القيادى في حماس الشهيد يحى حورانى – الطبيب والإنسان التوافقي الذي يعمل في مخيم مشفى فلسطين في المخيم – وما تبعه من قيام الفصائل الفلسطينية العاملة في المخيم باتهام تنظيم داعش بتنفيذ عملية الاغتيال بل و وتنفيذ كتائب أكناف بيت المقدس اعتقالات بحق عناصر من تنظيم داعش فى المخيم واحتجاز ثمانية من عناصره عقب عملية الاغتيال.

·        مساندة قوات النظام السوري لقوات داعش أثناء عملية الاقتحام والاشتباك عبر قصف مواقع الاكناف في مخيم اليرموك قصفا عنيفا بقذائف الهاون و قذائف المدفعية وصواريخ"أرض – أرض" بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان .

·        عدا عن انه من المعيب لتنظيم داعش أن يقتحم مخيم اليرموك " المحرر" والذى لا يخضع لسلطة النظام فيما يترك مناطق شاسعة تخضع للنظام ولا تبعد سوى أمتار عن المواقع التي تسيطر عليها داعش.

كل هذه الأسباب تبدو منطقية في اعتداء داعش على المخيم ، لكن ما لم يتم الحديث فيه أن تنظيم داعش – السوري معروف عنه بانه كان حتى فترة قريبة يتلقى دعما واضحا من ايران بل أن بعض أطراف المعارضة السورية كانت تتهم تنظيم داعش بأنه وجه آخر للنظام ولديه أجندة إيرانية واضحة والدليل على ذلك أن التنظيم منذ اكثر من عام لم يقاتل قوات النظام السورية واكتفى بقتال قوات المعارضة السورية عدا أن هناك عشرات المناطق التي إنسحب منها النظام كان يقوم بتسليمها لتنظيم داعش .

أخيرا فإننى أعتقد أن اعتداء تنظيم داعش على مخيم اليرموك ما هو إلا رسالة احتجاج ورفض دموية من إيران وحليفها نظام الأسد  للكل الفلسطيني عموما والى حركة حماس-خصوصا- ردا على مواقفهم من الأزمة اليمنية واصطفافهم إلى جانب تحالف  "عاصفة الحزم" العربية .

أعلى