• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
  انتخابات الكنيست الـ20 والتحولات الاستراتيجية !!

انتخابات الكنيست الـ20 والتحولات الاستراتيجية !!

 

لم يبقى الكثير من الوقت أمام الاحزاب والكتل الانتخابية لدولة الاحتلال، لكن هل ستفرز انتخابات الكنيست العشرين تحولات المجتمع الصهيوني واولويات مغايرة عن المعهود منذ نشأتها الامن والتهديد الوجودي للدولة ؟ لن تتوقف هذه المرة الانتخابات الاسرائيلية على النتائج السطحية عدد المقاعد بين الاحزاب، وذلك بسبب التنوع والتمحور الواضح بين عدد من الاحزاب حول البرنامج الاجتماعي والاهتمام برفاهية المواطن ومستوى المعيشة وأزمة السكن و حياة زعيم حزب الليكود الخاصة ونفقاته الشخصية واستغلال ميزانية وأموال الدولة للرفاهية الشخصية و تأثير زوجته في ادارة حياة زوجها واستغلال نفوذها ، قد لا تكون الصورة بهذا السوء او الخطورة التي تعكسها وسائل الاعلام والاحزاب في حد ذاتها لو لم تكن هناك انتخابات؛ الواضح ان المعركة التي تقودها الاحزاب خاصة المعسكر الصهيوني ووهناك مستقبل حول تلك الملفات الاقتصادية والمعيشية والرفاه والتجاوزات في الانفاق نابعة من افتقار تلك الاحزاب الى الاستراتيجيات، وكل ما بحوزتهم تلك التكتيكات من النفاق السياسي باستغلال تلك الملفات المتعلقة بالمواطن الاسرائيلي؛ والعلاقة مع الحليف الاستراتيجي التي تأزمت بسبب الخطاب المزمع القائه من نتنياهو امام المجلسين النواب والشيوخ الامريكي والتي ترسخ الخلاف الشخصي بين الزعيمين اوباما ونتنياهو، والتي تعكس اختلاف المصالح والقراءة؛ لإعادة الولايات المتحدة احكام قبضتها بالمنطقة؛ بعد شبه الثورات والتحركات الشعبية التي عبثت بالمنطقة في غير صالح القبضة الاستعمارية.

تكتيكات ضعيفة لأحزاب المعارضة ؛ نتنياهو ليس المذنب الوحيد مثلا في أزمة السكن فهي ممتدة لفترة اولمرت وهو شريك ليفني في قيادة حزب كاديما والتي لعبت دورا في اسقاطه للتسلق لقيادة الحزب لفراغ الحزب من القيادات التاريخية بعد سقوط شارون فريسة المرض، ومن الجدير ذكره؛ أن ليفني فشلت في معركتين وهي تترأس حزب كاديما؛ انها فشلت في تشكيل الحكومة في الانتخابات الثامنة عشر مما منح نتنياهو الفرصة ليشكل الحكومة لتلك الانتخابات وبقاء نتنياهو حتى انتخابات الكنيست العشرين؛ لذلك ما ستفرزه هذه الانتخابات للكنيست مهمة جدا على الصعيد الداخلي والاقليمي والدولي، والسؤال المتعلق بما سبق هل سنشهد تحولا في المجتمع الصهيوني العسكري إلى مجتمع مدني ؟ ما يعني تحولا في التعاطي مع الصراع في المنطقة  وفي الدور الوظيفي لمصلحة المشروع الصهيو - أمريكي في المنطقة، والسؤال الآخر المرتبط  بالتحليل والرؤية المستقبلة لوجود الدولة اليهودية؛ ما هي فرص نجاح تكتيكات المعسكر الصهيوني لقلب الوضع الداخلي ضد العقيدة الامنية التي بنيت عليها دولة الاحتلال منذ نشأتها ؟، الاشكالية في قيادة المعسكر المعارض هرتسوغ لا يتمتع بكريزما القائد وليفني غير موثوق بها من قبل الكثير من الأحزاب خاصة المتدينة والقومية، والنفاق السياسي سلاحها التي تستخدمه في المعركة سواء في خارطة تحالفاتها أو تصريحاتها وأقوالها التي تغازل بها الادارة الامريكية وتلعب على الخلاف والأزمة بين الرئيس اوباما ونتنياهو عدا غزلها للأحزاب القومية وفشلهم في جر رئيس حزب هناك مستقبل للتحالف معهم .

دولة الاحتلال اليوم تشهد معركة انتخابية مصيرية داخليا وخارجيا على صعيد العلاقات؛ فهي جاءت بعد أحداث كبيرة خاصة الحرب على غزة والفشل الكبير في ترميم نظرية الردع ومنع المقاومة من إعادة ترميم قدراتها وتطويرها وتعاظم قوة الرعب التي فرضت نفسها على مجريات الحرب وعلى مركب الدولة؛ القيادة السياسية والعسكرية والمجتمع الصهيوني، نتنياهو من طبيعته الهروب إلى الامام في كل معاركه العسكرية وغيرها حتى لا يتحمل المسؤولية بكل الحجج والاعذار لذلك الامن هو السلاح الذي يجد فيه الخلاص، لكن السلاح يقتصر على الملف النووي الايراني ولأسباب وجيه في رأي؛ منها انه غير مطلوب منه للقيام بحرب على ايران لأنها مسؤولية دولية وأن المصداقية في القدرات العسكرية للقيادة العسكرية غير مطلوبة للاختبار وهو ما تعارضه القيادة العسكرية والامنية دون دعم ومساعدة الحليف الامريكي وهذا متعذر في ظل الخلاف العميق بين نتنياهو والادارة الامريكية الحالية، وهو من ناحية أخرى حذر من الحديث الجدي لخوض معركة على كلا الجبهتين الشمالية والجنوبية؛ الاختبار الأخير كان صعب جدا وبالكاد انتهت المعركة دون سقوط قيادات الجيش؛ لكن مع ذلك لن يسقط نتنياهو تلك الورقة اذا لم يجد بدا من استخدامها حتى لا يسقط في المعركة لأنها القاضية عليه سياسيا ونفسيا وفكريا .

ايام معدودة حتى ينقشع غبار المعركة الانتخابية، وتتكشف نتائجها، وما تحمله من تحولات استراتيجية داخلية؛ ستعكس نفسها بكل تأكيد على تكتيكات القيادة الصهيونية بإدارة الصراع والعلاقات الاقليمية والدولية لحل مجمل الأزمات أو ادارتها دون الصدام مع المجتمع الدولي من جهة ومن جهة أخرى اعادة ترتيب الاوضاع الاقليمية، والمخاطر التي تحملها الصراعات الداخلية لدول الجوار، والأخطار المتحركة التي تحيط بدولة الاحتلال.

أعلى