• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 تحذيرات من حرب جديدة على غزة

تحذيرات من حرب جديدة على غزة

نقلت أوساط صهيونية تحذيرات من اندلاع حرب جديدة في قطاع غزة، داعياً لرفع الحصار المفروض على القطاع، لأن الأمور لا تجري اليوم على ما يرام، ونحن نشعر بقلق شديد إزاء احتمال اندلاع حرب جديدة، ومن الممكن تجنب هذه الحرب إذا بذلت جهود كثيرة في هذا المجال، ومن أجل إعادة إعمار غزة، والعودة لما كنا عليه قبل الحرب، يجب السماح بدخول المزيد من مواد البناء، ولذلك يتعين رفع الحصار المفروض على غزة، داعياً لهدنة إعادة إعمار تستمر من 3-5 سنوات بهدف إعادة تأهيل هذه المنطقة غير المستقرة.

وأضاف: تبعات تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة تنذر بحرب جديدة فعلاً، لأن أقل من 10 آلاف فلسطيني فقط انتقلوا للعيش في منازلهم، وتلقى 70 ألفا آخرين مساعدات من مواد البناء، لكن الوضع سيتدهور أكثر إذا لم يتم تقديم المساعدات العاجلة خاصة للحالات الإنسانية، لأن إعادة الأعمار في القطاع تجري عكس ما تمّ التخطيط له نتيجة عدم التزام الدول بتقديم المساعدات للسلطة والمؤسسات العاملة، حتى في المناطق التي تمّ إزالة الركام منها فان عملية البناء تجري ببطء شديد.

كما أن الحصار المفروض على القطاع، والتأخر في إعادة الإعمار، وانقطاع الكهرباء، ووجود أكثر من 7 آلاف قنبلة غير متفجرة بسبب الحرب، سبب إحباطاً للسكان، وإذا لم يتمّ الحصول على الدعم اللازم لتنفيذ الخطة، فإن 1.6 مليون فلسطيني سيحرمون من الحصول على الخدمات الأساسية من غذاء وماء وكهرباء وصرف صحي، مما سيؤثر سلباً على حياتهم وقدرتهم للوصول للخدمات الصحية والتعليمية، ناهيك عن استمرار 22 ألف عائلة مهجرة.

فيما أكد "ران إدلست" الكاتب الصهيوني أن "إسرائيل" ذات الحدود الطويلة مع غزة تتجاهل أنها طنجرة ضغط تزيد في مراكمة المواد القابلة للانفجار داخلها، وقد تنفجر في أي لحظة، مع وجود 11 ألف منزل مدمر، 100 ألف إنسان بدون مأوى، بجانب انهيار البنية الأساسية للكهرباء والصرف الصحي والمواصلات في كل أرجاء غزة.

· التدريبات العسكرية

في حين أكد "دورون ألموغ" قائد المنطقة الجنوبية السابق في الجيش أنه إذا بقي الفلسطيني في غزة لاجئاً، فان احتمال أن يكون مستعدا ليصبح شهيدا وينضم لحماس أو داعش الذي بدأ دخول غزة، سيزيد جدا، وإن الخطر في نقل مواد البناء هو خطر مرئي، فإذا اختاروا جولة أخرى، فإننا أكثر منهم قوة بكثير.

لكن "يوآف غالنت" القائد السابق لمنطقة غزة، وقاد حربي 2008، و2012 على القطاع، والمرشح الحالي لانتخابات الكنيست، قال أن كل مكان تحت السيطرة الصهيونية يجب الدفاع عنه بكل ثمن، لأنه غير مقبول أن يكون إطلاق نار من غزة، غزة هي مشكلة لسكان غلاف غزة.

فيما عقبت "عميرة هاس" الخبيرة الصهيونية في الشئون الفلسطينية، على خطورة إعلان حركة حماس تنظيمها لتدريبات عسكرية لأبناء 14 فما فوق، حيث يشير العدد الدقيق لمن أنهوا "دراستهم" في معسكري تدريب حوالي 17 ألفاً.

وفي نفس الوقت الذي تنفق فيه المقدرات كي تدربهم استعدادا للحرب التالية، فإنها تبعث المتظاهرين أو تسمح بالمظاهرات أمام مباني الامم المتحدة، احتجاجا على أن العالم لا يعمر القطاع بعد الحرب السابقة، وهكذا فان معسكرات التدريب من انتاج حماس رسالتها الأساسية انخراط الفلسطينيين في خطاب المقاومة، لأنه في هذا الوضع في غزة، يصبح السلاح الجزء الطبيعي من المشهد المادي والعقلي.

· الوضع الكارثي

وفي السنوات الـ6 الأخيرة انضم الفلسطينيون لمعسكرات حماس العسكرية، واجتازوا 3 حروب كبرى، بحيث تحول الفتيان ذوي الأعمار المبكرة ليصبحوا عنيفون، مكتئبون، عديمو الدافع للدراسة، لأنهم يعرفون بان فرصهم لإيجاد عمل متدنية، محبطون من قلة الفعل، ولا يعرفون ماذا يعملون بأنفسهم، ولا يزالون يعانون من صدمة الحرب.

كما أنّ الوضع الكارثي في غزة قد يفيد حماس بغير ما تشتهي "إسرائيل"، وتجذرها في المجتمع الفلسطيني، لأنه في داخل المعتقل الكبير هذا الذي خلقته "إسرائيل" في غزة، والأغلبية الساحقة من الـ1.8 مليون من معتقليه لم يخرجوا منه، سهل على حركة مثل حماس ان تصمم الوعي، ولاسيما للأكثر شباباً، ففي وضع الحبس الجماعي المتواصل الذي تفرضه "إسرائيل" على قطاع غزة، فان وهم القوة الذي توفره التدريبات العسكرية أكثر حقيقية من الحلم للدراسة في الخارج او في الضفة الغربية، وبالتالي إيجاد عمل.

وهو ما دفع للتحذير من أن الأوضاع في قطاع غزة أسوأ بكثير من الفترة التي سبقت العدوان الإسرائيلي الأخير من كل اتجاه، مؤكدةً أنَّ مشاهد البؤس هي واحدة من أشياء قليلة متوفرة في الشريط الساحلي الذي وصفته بـ"المطحون"، لأنَّ إعادة بناء عشرات الآلاف من المنازل المدمرة والمتضررة في القتال الذي بدأ بعد 6 أشهر من وقف إطلاق النار ستستغرق عقودًا لكي يعاد بناؤها من جديد، وفق معدلات البناء الحالية، كما أنَّ الاقتصاد يعاني ركودًا شديدًا، وأنَّ التعهدات بمليارات من المساعدات لم تنفذ.

ولذلك فإن غزة تتلألأ في المساء بضوء آلاف من مواقد الحطب، حيث لا تتوافر الكهرباء سوى 6 ساعات في اليوم، و10 آلاف من سكان القطاع ما زالوا ينامون على أرضيات مدارس تديرها الأمم المتحدة، وأن كثيرين آخرين يعيشون في عربات كبيرة متنقلة "كرافانات" أو في خيام أو داخل منازلهم المتضررة جراء القصف.

وهنا أتى تنبؤ وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيغدور ليبرمان" أن حربًا أخرى مع حماس "لا مفر منها"، لأنه بعد 6 أشهر من وقف إطلاق النار ما زال هناك 100 ألف مشرد، ويطهو الناس طعامهم على نار يوقدونها في العراء في الوقت الذي تبخرت فيه أموال المساعدات، والسلطة الفلسطينية فشلت في تأكيد نفسها بأي شكل ملحوظ، ورئيس وزراء حكومة الوحدة لم يقم بزيارة القطاع سوى مرة واحدة منذ تشكيل الحكومة.

المحصلة للوضع الكارثي في غزة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومته يعتبران القطاع كما لو كان إقليماً مجاوراً، وليس جزءً من الأراضي الفلسطينية، فيما "إسرائيل" تحد من الواردات إلى قطاع غزة، وتخضعها للرقابة بسبب مخاوف عسكرية من أن تستخدم مواد البناء كالأسمنت والمواسير في بناء الأنفاق والحصون والصواريخ، وفي نفس الوقت تواصل حماس تصنيع الصواريخ استعداداً لمواجهة عسكرية قد تندلع مع الجيش الإسرائيلي في أي لحظة، حتى لو لم تكن ترغب بها.

أعلى